المحتوى الرئيسى

وفنون تغييب الألباب

11/17 16:37

اقرأ أيضا: الدين.. والانتخابات البرلمانية مصر وأمريكا.. من عبد الناصر إلى السيسى تاريخ مصر المعاصر.. لا أريكم إلا ما أرى! البرلمان المعين المؤقت ووجاهة الطريق الثالث من دمر الأوطان العربية.. الربيع العربى أم القوى المتآمرة عليها ؟

الإرهاب له معنى واحد وهو تدمير حضارة الإنسان بأيدى إرهابيين هذا ما يحدث فى فرنسا وبيروت ومصر والعراق وسوريا، وعقب كل حادثة لم يتوقف أحد ليستعيد العقل فى نظر المسألة كيف يحافظ على حضارة الإنسان وأمن المجتمعات ولماذا صار الإرهاب كله تحت راية الإسلام مع أن الإسلام جماع الشرائع السماوية التى تحض على التسامح والعدل وعدم العدوان؟ ولماذا تتم الأعمال الإرهابية كلها باسم الله والدين، كما تتم إدانته فى كل مرة باسم الله والدين؟ لماذا يعمد المعنيون فى كل مرة إلى الدعوة إلى التحالف ضد الإرهاب ولم ينظر كل إلى نفسه ودوره فى صناعة هذا الإرهاب المدمر، بل ويتعاهدون على التضييق على الحريات ويتسابقون فى ذلك، وتغرى هذه الإجراءات فى دول متقدمة مثل فرنسا دولا من العالم الثالث أو الرابع مثل مصر إلى التباهى بأن التضييق على الحريات له ما يبرره على أساس أن حجب الحريات يسلح الحاكم بكل الصلاحيات لمحاربة الإرهاب الذى قد يتستر وراء بعض الحريات، فهو صراع فى ملعب مكشوف، لا يكلف المواطن سوى القبول بما تفرضه السلطة من تدابير تجعل حياته هو الآخر جحيما يهون الإرهاب إذا قورن به، بل يتخذ الإرهاب ذريعة للنيل من حريات الناس وحقوقهم؟

الحقيقة التى لايريد أحد أن يواجهها ويصارح نفسه بها بأمانة ويصرون على دفن الرؤوس فى الرمال والتواطؤ الجماعى والتضحية بأرواح الناس فى إرهاب يدمر الأخضر واليابس هى أنهم قفزوا جميعا على مكامن الداء، الذى يؤدى تجاهله والإمعان فيه إلى توحش الإرهاب. هذه الحقيقة الضائعة فى تلافيف لعبة كبرى بين حكام الغرب وحكام العرب هى أن هناك حلفا غير مكتوب ولكنه محسوس وملموس بين الغرب والحكام العرب على ضرب الإسلام وخراب ديار المسلمين مقابل استمرار الحكام فى بطشهم لشعوبهم وغياب العدل والقانون مع أن خطبهم تفيض بالعدل والقانون والحكمة، وأن المشكلة عندهم هو هذا التشدد، أو أن المشكلة في تحليلهم هي الدين الإسلامى نفسه الذى يجب الخلاص منه، وذلك التلاقى المدهش بين أعداء هذا الدين من العرب المسلمين وحلفائهم فى الغرب، والشعوب تتفرج على مسرحية هزلية وتدفع الثمن الذى يظل أعضاء التحالف الآثم فى منجى منه، وإن لحق بحاكم سوء انقلبت الدنيا أما أن يموت آحاد الناس ببطشهم وظلمهم وإهمالهم وفسادهم، فلا يسمع بهم أحد.

ويستخدم أعضاء هذا التحالف الآثم إرهاب الناس والأفراد ليزيدوا إرهابهم الذى أشعل أصلا الإرهاب الذى يدينونه اليوم.

ونفصل ما قلناه فى الملاحظات الآتية:

أولا: من أنشأ المنظمات الإرهابية وسلحها ووجه نشاطها لتحقق غرضا خبيثا وتنفق أموال المسلمين لضرب الإسلام والمسلمين. ومن يصدق أن من أنشأ ولا يزال يرعى من حلفاء العرب والغرب يتصدى حقيقة لمن صنعه؟ ولماذا ينجذب الشباب المسلم يوميا بالآلاف إلى هذه المنظمات من المجتمعات العربية والإسلامية والغربية على السواء وبعضهم مسلمون غربيون أصلا؟ أهو التطرف أم هى المؤامرة من العرب والغرب على بلاد المسلمين، ويرفعون لافتات إسلامية ويحشدون فقهاء الشيطان ومؤسسات الفتوى والحقد على الدين لمداهنة الحاكم وتسويغ ظلمه وبطشه وفساده حتى صارت المؤسسات الديينة بلا استثناء عبئا فاحشا على المجتمع، وهى السبب فى إلحاد الكثير من الشباب إلحادا دينيا بعد أن عز عليهم العدل والإنصاف فى دينهم.

ولماذا يصلى بابا الكنيسة المصرية لمجرمى تفجيرات وهجمات باريس ولم يصلى لإجرام المؤسسات والدول فى العالم العربى من باب أولى، فإذا اهتدى هؤلاء بصلاته فسوف تجف منابع الإرهاب الذى يطوقنا.

ثانيا: إن تواطؤ حكام الغرب مع الحكام العرب على غياب القانون وتسترهم على فسادهم واستثمار الأموال الحرام فى بنوكهم وحساباتهم السرية هى مربط الداء، فإذا أراد الغرب أن يحمى مجتمعاته من الإرهاب فليكف عن صناعة إرهاب الحكام فإذا ما ساد العدل والقانون فى بلادنا كما يسود عندهم وساعدوا الشعوب على محاصرة الحاكم المستبد القاهر الذى احترف البلطجة وشرع لها القوانين وصادروا أمواله لصالح الدولة العربية، تحققت مصالحهم وأمنهم، ومصالحنا وأمننا، دون حاجة إلى تفصيل الحالات البائسة التى جعلت الإرهاب يقابل الإرهاب واللاقانون يرد على القفز فوق القانون. ولن يفلت مجتمع عما فعلت حكومته بغيره، فالأمن للجميع أو الفناء للجميع.

ثالثا: المطلوب الآن وقف الكيد للإسلام والمسلمين، واسترجاع الشباب المسلم الذى انخرط فى منظمات إرهابية بالقانون والرحمة والعدل، حتى ننزع فتيل الخراب الذى فعله التحالف الآثم بين الحكام العرب والغرب، لأن الشباب المتطرف اضطر إلى التطرف أمام نفاق المشايخ والمؤسسات الدينية، فاستخدم الدين الذى استخدموه فى تسويغ ظلم الحاكم لكى يرد به أيضا عليهم، ولذلك أتحدى أن يصمد شيخ فى مناظرة مع أحد فقهاء الجماعات المسلحة التى سلحها العرب والغرب لكى تقوم بدور مرسوم من جانب الغرب والعرب.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل