المحتوى الرئيسى

وكالة قنصوة الغوري .. تراث يحتضر خلف بصمات الزمن

11/16 17:10

ما بين استبداد المماليك وحضاراتهم قصة عبر عنها ثراؤهم الكائن بمصر الفاطمية، والذي يناطح لطمات الحاضر في فرصة أخيرة للبقاء.

فناء واسع يحيطه مبنى من الأربع جهات .. تتمركز عدد من الكراسي الحديدية بالداخل فضلا عن مسرح يستخدم لعروض التنورة التي تقدم 3 مرات أسبوعيا .. عبق التاريخ يفوح من كل جانب من الحوائط الحجرية فضلا عن شبابيك الأرابيسك، بصمة كل الأماكن التاريخية.

 وعند تبطيء الكادر نجد أن عوامل مرور الزمن حفرت بصمتها على المكان هناك بالأرضية والجدران المتشعبة والمتكسر أجزاء منها بطبيعة الحال .. وكأن مصر التراث تخص آخرين غير القاطنين على الأرض.

يربط أدوار الوكالة ببعضها سلالم خشبية، والمبنى نفسه عبارة عن مجموعة من الغرف التي وضعت أقفالًا حديدية على كل منها لمنع تسلل الزوار الفضوليين.

وعند تقريب الكادر قليلا نجد أن السلالم التي تستخدم للصعود بعضها مهشم والاخر مفرغ، حتى أن السلم نفسه يهتز تحت أقدام الصاعدين أو الهابطين عليه .. هذا فضلا عن وجود مخلفات للحيوانات بجانب الغرف في مشهد يندى له الجبين خجلا.

ومن صورة إلى أخرى تتلخص الأزمة دون الحاجة إلى إسهاب الكلمات .. فهنا أيضا تعددت اللقطات من وحدات الإنارة عارية الأسلاك إلى مربعات كابس الكهرباء المفتوحة فضلا عن بروز المسامير بشبابيك الأرابيسك، ولا داعي لذكر المياه التي شبعت الأراضي والتى تلخص المشهد المحتوم.

وبخطوات أخرى بداخل مبنى الوكالة وجدنا كراسي الاستراحة تكثقت عليها الأتربة لندرة الزوار بالمبنى، "بعيدا عن الفناء وعروض التنورة"، فضلا عن غياب فرش البعض منها، والتى تم تغطيتها بأوراق الجرائد لإخفاء الصورة المهملة.

وتعد "وكالة الغوري" من أكثر الأماكن الأثرية التي تلقى رواجًا بمصر القديمة نظرا لعروض التنورة التي تقدمها، فالوكالة مجموعة معمارية تتكون من "وكالة الغوري- مسجد الغوري - قبة وسبيل وكتاب ومدرسة الغوري" شيدت في آخر عصر المماليك، والذي أشرف على بنائها "أبو النصر قنصوة الغوري" الذي تولى حكم مصر من سنة 1501 إلى سنة 1516.

وكالة قنصوة الغوري هي وكالة أو فندق أقيم في عهد قانصوه الغوري، تتكون الوكالة من فناء مكشوف مستطيل التخطيط، تحيط به من جميع جوانبه قاعات على خمسة طوابق، واجهتها الرئيسة تقع في الجهة الجنوبية وبها المدخل الرئيس للوكالة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل