المحتوى الرئيسى

"حدوتة" شارع المعز خلف زنازين الإهمال وأتربة الواقع المعاصر

11/16 15:04

الجماليه حكاية مصرية.. فهو الحى الذي سطره ملوك الفاطميين والأيوبيين، وهو مجمع تراث القاهره منذ تشييدها علي يد المعز لدين الله الفاطمى..فيه الأزهر، وجامع الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر، وفيه اسوار القاهره، وبواباتها ، والمدارس الأيوبيه والمملوكية، وخان الخليلى، والصاغه، والنحاسين..وغيرها من المعالم التى قلما تنسي.

عندما تسير بشارع المعز بحى الجماليه تشعر بأنك عدت بالزمان الي القرن التاسع عشر، فالمحلات التجارية اتخذت من أسماء القدامى عناويين لها أمثال الشهبندر والمرجوشي والحرافيش, والمقاهى أتخذت من الأرابيسك وسيلة لمواكبة هذا الزمان حتى الفنانين القانطين هناك أتخذوا من اللونين الأبيض والأسود آداة لتسجيل الماضي وكأن الحاضر يسير في ركب والماضي أوقف مسيرته عند تلك البقعة من الأرض.

وبالرغم من كل المعالم الأثرية التى يزخر بها هذا الحى الا أن أكثر ما يلفت النظر هناك هو أفلاسه من وجود السائحين، فحضارة الفاطميين لا يغفلها عاقل ممن يروها حتى مع اهمال المسئوليين للاعتناء بمثل تلك الروائع، فاليوم شارع المعز لدين الله الفاطمي به أكبر المتاحف المفتوحة بالعالم والمحور الرئيسي للقاهرة التاريخية حيث يربو عمره علي 1040 عاما، ويمثل أول سطر بقائمة المزارات السياحية العالمية، تم أنتهاكه من خلال الباعة الجائلين بعربات الكارو وبائعي العصير والعرقسوس إضافة لأصحاب المقاهي الشعبية، الذين أعتدوا على هذه القيمة التاريخية، فهل علي مائدة وزارة الثقافه ملف اهم من ملف الجمالية.

لعل أكثر ما يتوج حى الجمالية هو المساجد، ويعد جامع الحاكم بأمر الله من أعرق الآثار الموجوده هناك، ومن أهم المساجد التي تحتل مكانة كبيرة في قلوب الشيعة وطائفة البهرة التي تم تخصيص مساحة لهم داخل المسجد لأداء صلواتهم الخاصة بهم، فقد بني مسجد الحاكم بأمر الله عام 380 هـ في عهد العزيز بالله الفاطمي ولكنه توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله، وعُرف الجامع أولاً بجامع الخطبة، ثم أطلق عليه فترة من الزمن الجامع الأنور.

يبلغ طول المسجد من الداخل 120.5م وعرضه 113مترا، ويتوسطه صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة، يتصدر ظلة القبلة محراب يتخذ شكلاً نصف دائري وعلى جانبيه عمودان، ويتوج المحراب طاقية كانت مغطاة بالزخارف، وعلى جانبي المحراب نافذتان على كل منهما ستارة بالزخارف, وفي نهاية واجهته الشمالية الغربية توجد المئذنتان يحيط بكل منهما قاعدة مربعة ضخمة على شكل هرم ناقص.

لعل من أبرز المعالم في مسجد الحاكم جمال الزخارف وتطور الكتابة الكوفية في شريط الكتابة الذي يسير تحت السقف وعلى المئذنتين، وفيما بقى من النوافذ الصغيرة الموجودة في القبة التي تعلو المحراب، ويعتبر جامع الحاكم ثاني مساجد القاهرة اتساعا بعد جامع احمد بن طولون.

وبالرغم من المكانه التى يحتلها المسجد المذكور بين آثار مصر الاسلامية، الا ان هناك بعض الصور التى قللت من القيمة التاريخية لذاك الاثر ، ارضيات رخامية متاكلة فضلا عن الاعمدة التى تشوهت بفضل الرطوبة وعوامل الزمن .

وعن ساحة الجامع الخارجية فقد تحولت الي ملاعب للعب الكرة من قبل ابلمراهقين والاطفال فضلا عن تحويلها الي مقاعد لأستراحة الثنائيات .. "فأين وزارة الثقافة من كل هذا؟ "

هو التاريخ الفاطمى متجسداً علي أرض واقع الاهمال ، فبالرغم من كونه احد اهم معالم شارع المعز الا ان المنزل لم تشمله اقل درجات الرعاية المطلوبة ، فالاراضي الرخامية متآكلة والحوائط زحف عليها العطب واثار مياه الامطار ، فضلا عن اوراق بعض المخلفات الموجودة هنا وهناك في مشهد يندى له الجبين خجلاً .

وبالعودة خطوات الي التاريخ فبيت السحيمى يملكه احد مساعدى محمد علي،الا ان فخامة المنزل وعراقته عكست واقع يختلف لخليفة من خلفاء "الفاطمية".. بنى البيت في العام 1058 هـ (1648 م)، وقد  سمي البيت بإسم آخر من سكنه وهو الشيخ محمد أمين السحيمي .

 ويشتمل البيت على عدة قاعات تتألف كل منها من إيوانين بينهما دورقاعة (منطقة منخفضة ما بين الإيوانين)  يتوسط بعضها فسقية من الرخام، ولبعض أسقف القاعات مناور يعلوها شخشيخة خشبية، وكُسيت جدران بعض القاعات من أسفل بوزرات الخشب المزخرف على هيئة حُجْرَة البلاطات الخزفية، وكسيت الأرضيات بالرخام، وبقاعات البيت مشربيات ونوافذ من الخشب الخِرْطودواليب، وبالبيت كتابات أثرية تشتمل على تاريخ الإنشاء والمنشئ وقصيدة البردة للإمام البوصيري.

يعني "المضاء بالقمر"، وهو يشير إلى الطريقة التي تتلألأ بها جدرانه تحت ضوء القمر، الا ان اضواء القمر خفتت وجفت الوانها الساطع امام اهمال الواقع ، فالجدران كالعادة متآكلة وتشقق العموايد اصبح سمة اساسية لشارع المعز بأكمله ومنها الجامع المذكور ، حتى ان الزوار احتفت اثارهم من الجامع الا من عابر لم يجد مكانا للاستراحة سوى الجامع المذكور .

 ويعد جامع الاقمر هو  أحد مساجد القاهرة الفاطمية، ويقع الجامع بشارع النحاسين وقـد بناه الـوزيـر المـأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور وهـو أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميمًا هندسيًا خاصًا.

يروي المقريزي أن المسجد بنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، وسمي المسجد بهذا الاسم للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل