المحتوى الرئيسى

حلب: الريف الجنوبي يقترب من الحسم.. والشمالي يشتعل

11/16 11:29

خطوة أخيرة هي كل ما تبقى من ريف حلب الجنوبي لتنتهي عمليات الجيش فيه، بعدما سيطر على معظمه خلال العملية التي بدأها قبل نحو شهر، تحت غطاء جوي وفرته الطائرات الحربية الروسية، لتنتقل عمليات الجيش إلى خطوة جديدة مآلها ريف إدلب الذي بدأ يلوح في الأفق، الأمر الذي من شأنه أن يعيد رسم خريطة السيطرة، ويعيد فتح المحاور بين المدن السورية، وهي الخطوات التي يعمل عليها الجيش السوري.

في هذا الوقت بدأ ريف حلب الشمالي يشتعل، وسط حشد كبير من قوات الجيش السوري، ما يعني الاستعداد لإطلاق عملية عسكرية في الريف الشمالي الممتد نحو تركيا، والذي يعتبر أبرز معاقل الفصائل المسلحة منذ بداية الأحداث.

وسيطرت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها على معظم انحاء الريف الجنوبي لحلب، بعد وصولها إلى قرية العيس وتلتها الإستراتيجية، وتجاوزتها نحو عدة قرى أخرى محاذية لريف إدلب، حيث تدور الاشتباكات في محيط رسم العيس، التي تمثل إلى جانب قرية الشيخ أحمد آخر النقاط في ريف حلب الجنوبي، في وقت تتابع فيه قوات الجيش السوري عملياتها لإنهاء ما تبقى من جيوب للمسلحين، والتي تعتبر الزربة أبرزها.

عمليات الجيش السوري للسيطرة على الزربة، التي تمثل بوابة حلب الجنوبية الغربية على طريق دمشق الدولي، تجري وفق تكتيك جديد، حسبما يقول مصدر عسكري، حيث يعمل الجيش على محاصرة المنطقة ووضع المسلحين بين فكي كماشة، خصوصا بعد سيطرة الجيش على قرية برنة وبدء عمليات السيطرة على برقوم الواقعة في الجهة الجنوبية من منطقة الزربة، في وقت تجري فيه معارك عنيفة في قرية خان طومان الإستراتيجية شرق الزربة، والتي توفر سيطرة الجيش السوري عليها محاصرة الزربة من ثلاثة محاور ما يسهل السيطرة عليها وإنهاء وجود المسلحين بشكل كامل من الريف الجنوبي.

وأوضح مصدر ميداني، خلال حديثه إلى «السفير»، أن عمليات الجيش السوري سارت بشكل متسارع جداً، فاق في بعض الأحيان التقديرات المبدئية للعملية، بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية من جهة، وتعاون أبناء هذه القرى مع قوات الجيش من جهة أخرى، ما وفر بنك معلومات دقيقا ساهم في استهداف مراكز المسلحين ومهد الأرض لقوات المشاة. وفي هذا السياق، أكد مصدر عسكري لـ «السفير» أن قوات الجيش السوري باتت تسيطر بشكل فعلي وبغطاء ناري على مسافة 30 كيلومتراً من طريق حلب ـ دمشق الدولي، وبمساحة تقدر بنحو 1200 كلم مربع منذ بداية العملية.

وفي ذات السياق، ذكر مصدر ميداني أن الفصائل التي تقاتل على هذه الجبهة، والتي تمثل «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» رأس الحربة لها، خسرت خلال الأيام الأربعة الماضية ثلاثة أرتال استهدفتها قوات الجيش السوري فور وصولها من مناطق ريف إدلب. وربط المصدر بين المعارك الجارية في ريف حلب الجنوبي وتلك المرتبطة بريف حماه الشمالي ومنطقة سهل الغاب، كون هذه الفصائل تنتمي إلى «جيش الفتح» الذي تقاتل فصائله على هذه المحاور، موضحاً أن خسارة المسلحين لهذا العدد الكبير من القوات على هذه الجبهات واستمرار إرسال المسلحين قواتهم وزجهم على هذه الجبهات سيمهد الطريق لقوات الجيش السوري على بقية المحاور ويخفف الضغط عنهم.

وبينما تقوم قوات الجيش السوري بوضع لمساتها الأخيرة على ريف حلب الجنوبي، وتسيطر على طريق دمشق الدولي من جهة حلب، أكد مصدر ميداني أن هذه القوات بدأت تحشد لعملية واسعة في ريف حماه الشمالي لاستعادة مورك، واستكمال العمليات التي تهدف لتأمين ريف حلب الشمالي، في وقت تتجه الأنظار لريف إدلب الشرقي، وبالتحديد سراقب وتفتناز، وهما المنطقتان المحاذيتان لمناطق عمليات الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي الغربي، ما يعني أن اختراقاً وشيكاً سيتم في خريطة السيطرة في محافظة إدلب.

وفي سياق متصل، تتابع قوات الجيش السوري تأمين المناطق التي سيطرت عليها في ريف حلب الشرقي، عن طريق زيادة مساحة السيطرة في محيط مطار كويرس من جهة، وتدعيم مراكز الانتشار على طول 23 كيلومتراً وبعرض نحو 5 كيلومترات من مدينة السفيرة وصولا إلى مطار كويرس، في وقت يتابع فيه تنظيم «داعش» تحصين منطقة دير حافر ومدينة الباب التي اقتربت منها قوات الجيش السوري عن طريق هذا الاختراق.

إلى ذلك، بدأ ريف حلب الشمالي يشتعل بالتزامن مع زيادة قوات الجيش السوري حشدها على المحاور الشمالية للمدينة، الأمر الذي اعتبرته الفصائل المسلحة مؤشراً على نية الجيش السوري استكمال عمليات الريف الشمالي، والتي من المفترض أن تستكمل لفك الحصار عن قريتي نبّل والزهراء، من دون أن يؤكد أو ينفي ذلك مصدر عسكري .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل