المحتوى الرئيسى

مجموعة الـ 19 الجزائرية تعترف أن الطريق إلى بوتفليقة طويلة وشائكة

11/16 02:22

تواصل مجموعة الـ 19 كما تسمى في الجزائر والتي تضم مجاهدين، ووزراء سابقين، ورؤساء أحزاب، مساعيها لمقابلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ولكن دون جدوى، فيما اعترف بعض أعضائها بأن الوصول إلى "قصر المورادية" طويل وشائك.

هذا المسعى يأتي وسط انتقادات كبيرة من طرف أحزاب السلطة كما تسمى، وجاء بحسب الأمين العام للحزب العتيد جبهة التحرير الوطني، بعدما فقدت هذه الشخصيات حقائبها الوزارية ومناصبها السامية بمؤسسات الدولة.

في وقت لم تجد فيه الشخصيات الراعية للمبادرة مكاناً تجتمع فيه بالعاصمة، سوى مقر حزب العمال الذي انطلقت منه الفكرة وتجسدت، بعد التضييق المتواصل عليها من أجل منع تمرير هذا المشروع كما قال المجاهد لخضر بورقعة.

رغم مرور أكثر من 15 يوماً، على إيداع رسالة أمضاها ممثلو المبادرة لدى ديوان رئاسة الجمهورية تطلب من خلالها لقاء الرئيس، إلا أن مصالح الرئاسة لم ترد لا بالسلب ولا بالإيجاب على الطلب حتى اليوم.

وأكدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون في تصريح لـ "هافينغتون بوست عربي"، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قد يجهل المبادرة تماماً بسبب محيطه الذي يسعى إلى كتم مثل هذه المساعي.

حنون انتقدت بشدة رئاسة الجمهورية بسبب هذا التأخر، واعتبرت طلب لقاء الرئيس بعيداً عن أي نشاط سياسي أو حزبي، فهم بحسبها مجموعة من الجزائريين أرادوا لقاء رئيسهم، وهو ما يكفله القانون والدستور.

ليس عيباً كما قالت أن يجتمع مواطنون يغارون على وطنهم، من أجل تحرير رسالة إلى الرئيس وطلب ملاقاته، فالجزائر بحاجة إلى جميع أطيافها من أجل إنقاذها من مستقبل اقتصادي واجتماعي صعب جداً حسبما تضيف حنون.

العضو في مجلس الأمة في الثلث الرئاسي ظريف بيطاط، أكدت في تصريح لها أن ممثلي المبادرة كانوا على يقين بأن الطريق إلى "قصر المورادية" للقاء الرئيس طويلة جداً وبالتالي فأول عقبة اعترضت الشخصيات الممضية للطلب عدم رد الرئاسة على الرسالة.

وتتوقع ظريف أن تكون هناك عقبات أصعب مستقبلاً، لأن الشخصيات المحيطة بالرئيس نفسه لا تريد مثل هذه اللقاءات لأنها ستكشف النقاب عن أشياء كثيرة تخص الشأن الداخلي للوطن، وتورط الكثيرين منهم.

واستغرب المجاهد لخضر بورقعة، طريقة تعامل رئاسة الجمهورية مع الطلب، رغم أنه عادي وبعيد عن أي تحزب أو تعصب، مطمئناً جميع الأعضاء بمواصلة المسير رغم كل شيء وتحقيق مطلب لقاء بوتفليقة.

الاجتماع الأخير لأصحاب مبادرة لقاء الرئيس، جرى مبتوراً من ثلاث شخصيات أعلنت الانسحاب، وهي الروائية زهيرة ياحي، والحقوقية سامية زنادي إضافة إلى الناشط السياسي رشيد حاج ناصر.

الشخصيات الثلاث قررت الخروج من المبادرة نهائياً وحررت بياناً أكدت من خلاله وقوعها خطأ بين أيد مجهولة النوايا، واعترفت بأنها كانت مصابة بنوع من السذاجة السياسية.

المنسحبون اتهموا أطرافاً بمحاولة جرهم إلى مستنقع غير واضح المعالم وأبدو امتعاضهم من التصريحات وما سموه بـالملاسنات والتصريحات المضادة من أصحاب المبادرة، واعتبر المنسحبون تصريحات بعض الموقعين على الرسالة غير لائقة ولها دوافع حزبية.

الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أكدت، بأن المنسحبين الثلاثة، كانت تعترضهم مضايقات وتهديدات من طرف أشخاص أكيد أنهم من محيط الرئيس، ما جعلهم يقررون التخلي عن المسعى، واعترفت أن شخصيات أخرى لا تزال تحمل الفكرة ما زالت تصلهم مكالمات الترهيب والتخويف لترك المبادرة.

من جهتها الوزيرة السابقة للثقافة وإحدى الشخصيات الموقعة لطلب لقاء الرئيس خليدة تومي، وفي حوار أجرته معها يومية الشروق الجزائرية، أكدت توقعها لخروج شخصيات أخرى من المبادرة، بسبب المضايقات الكبيرة التي يعاني منها أصحاب الرسالة.

ورغم ذلك تقر لويزة حنون بأن هذه الانسحابات لن تؤثر على مسعى المبادرة، لأن غالبية الشخصيات متمسكة بخيارها، ويصعب التأثير فيها من طرف المحيطين بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

فشل ونجاح المبادرة في نظر المجاهد لخضر بورقعة، يتوقفان عند ممثلي المجتمع المدني، من حركات طلابية، وجمعيات ميدانية، ومؤسسات حقوقية، وحمل هذه الأطراف كل المسؤولية داعياً إياها إلى الالتفاف حول المبادرة والضغط على الرئاسة من أجل الرد السريع على المطلب وبالقبول.

بورقعة بدا في قمة التفاؤل لما دعا ممثلي المجتمع المدني للانضمام إلى المبادرة، وقال إن أصحاب الرسالة الموجهة لرئاسة الجمهورية يمثلون جميع أطياف المجتمع، بلا خلفيات تذكر، ولقاء الرئيس سيحمل بشارات ومستقبلاً واعداً لهذه الفئات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل