«إيتيدا»: شركات التكنولوجيا البريطانية لم تقلص استثماراتها

هبه نبيل ـ محمود جمال

تسعى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، لتفادى تداعيات حادث الطائرة الروسية المنكوبة، من خلال طمأنة ممثلى الشركات العالمية، ومحاولة استعادة ثقة المستثمرين بالسوق المحلية، وتحسين الصورة الذهنية لمصر خارجيا، عبر المشاركة بالمؤتمرات والمحافل الدولية مثل مؤتمر «gartner symposium»، الذى عُقد مؤخرًا فى إسبانيا.

يرى بعض ممثلى شركات تكنولوجيا المعلومات أن القطاع سيتأثر بحالة الركود بحركة السياحة المتوقعة، ونقص العملة الصعبة، بما يعود بالسلب على إيرادات بعض خدمات شركات الاتصالات مثل الـROAMING، أو اتجاه بعض المستثمرين إلى أسواق أخرى بديلة.

واختلفت آراء المسئولين حول تأثر خدمات التعهيد خلال المرحلة المقبلة، إذ ساد اتجاه بتراجع التعاقدات الأجنبية فى هذا المجال، ورؤوس الأموال المقرر استثمارها محليا، بينما جاء الاتجاه الآخر مؤكدا على استمرارية تقديم الخدمة دوليا.

ومن جانبه، قال مصدر مسئول بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، إن ممثلين عن إدارات جذب الاستثمار الأجنبى وتنمية الأعمال والتسويق الدولى استعرضوا خلال مشاركتهم فى مؤتمر «gartner symposium» بإسبانيا الأسبوع الماضى مزايا مصر التنافسية فى مجال خدمات الـ«outsourcing» مقارنة بالدول الأخرى.

وأضاف المصدر أن إيتيدا فتحت خطا ساخنا مع الوفد المصرى لطمأنة المستثمرين الأجانب، بجانب التأكيد أن حادث الطائرة المنكوبة هو عارض ومتكرر فى دول أخرى، ولن يؤثر على مناخ الاستثمار المحلى.

وأشار إلى أن الشركات البريطانية العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات لم تتخذ قرارا حتى الآن بتلقيص أعمالها بمصر، بالتزامن مع استمرار التحقيقات بشأن ملابسات الحادث.

وكان المهندس حسين الجريتلى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" قد كشف فى تصريحات سابقة لـ«المال» على هامش معرض جيتكس دبى للاتصالات الشهر الماضى عن استهداف إيتيدا جذب استثمارات إنجليزية وإيرلندية للسوق المصرية فى قطاع الحلول التكنولوجية، علاوة على تنمية الصادرات المصرية للأسواق الخليجية فى مجالا تحليل البيانات، وتكنولوجيا الحوسبة السحابية، وحلول الشبكات، والـ computing mobile.

وذكر خالد حجازى، مسئول العلاقات الحكومية والخارجية بشركة فودافون مصر، أن لقاء الرئيس السيسى مع ممثلى الشركات العالمية خلال زيارته لندن مؤخرا يعتبر رسالة طمأنة للجميع وليس شركة بعينها، موضحا أن تداعيات الحادث ستنعكس سلبا على إيرادات خدمات الـ«roaming» بالتزامن مع تراجع أعداد السياح.

وقال أشرف الطنبولى، رئيس شركة «nubis apps» لخدمات الكول سنتر وتطبيقات الحوسبة السحابية أن شركته فقدت تعاقدا مع إحدى الشركات الإنجليزية على توفير 50 مقعدا لخدمات الكول سنتر محليا إبان الأحداث الأخيرة، وفضلت الشركة سوق جنوب أفريقيا.

واستشهد الطنبولى بتجربة الحكومة الهندية فى التعامل مع الأزمات، فقامت بطمأنة المستثمرين الأجانب عبر رسائل بريد إلكترونى توضح لهم آليات التعامل السلطات الرسمية بعد مرور 6 ساعات فقط من وقوع تفجير هناك منذ عام تقريبًا.

واعتبر أن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» مسئولة عن تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج كخطوة سريعة لتفادى تداعيات أزمة الطائرة الروسية عبر قنوات متعددة أبرزها وسائل التواصل الاجتماعى.

وقال مقبل فياض، رئيس شركة «إنتجريتيد تكنولوجى سيستمز» للحلول التكنولوجية، إن القطاع يتأثر سلبًا بأى موجة ركود تواجه مختلف قطاعات الدولة، موضحا أن انخفاض إيرادات السياحة سيؤثر على استثمارات تكنولوجيا المعلومات، والتى تعتمد بشكل كبير على رؤوس الأموال الأجنبية.

وأضاف فياض أنه لا توجد علاقة مباشرة بين تداعيات حادثة الطائرة الروسية المنكوبة وخدمات التعهيد، لا سيما أن الأخيرة تعمل بكفاءة، وتقوم الشركات العالمية بإنشاء مراكز لها لتصدير الخدمة للخارج.

وأكد أن الشركات المصرية أو التحالفات التى تأسست مؤخرا يجب تسويق منتجاتها من الحلول التكنولوجية بأسواق المنطقة العربية، لتعويض خسائر الأحداث الراهنة، اعتمادا على متانة العلاقات السياسية بين مصر والدول العربية.

وأشار إلى أن الحكومة المصرية بحاجة للإسراع من إصدار قانون موحد للاستثمار لجذب الشركات العالمية، بما يساعد فى الخروج من الأزمة الحالية.

من ناحية أخرى، قال حمدى الليثى، رئيس شركة ليناتل لشبكات الاتصالات، إن خدمات الـROAMING ستكون الأكثر تأثرا بالحادث، نتيجة انخفاض حركة السياحة الوافدة للبلاد، مما سيتسبب فى تراجع إيرادات شركات الاتصالات بنسبة تتراوح بين %15 إلى %17 على خدمات نقل البيانات والصوت الموجهة للخارج.

وذكر الليثى أن الأزمة ستنعكس على تأجيل تنفيذ مشروعات الاتصالات مثل الرخصة الموحدة للاتصالات، وتطوير بوابة الحكومة الإلكترونية لا سيما فى الأجزاء التى يعتمد تمويلها على مستثمرين أجانب.