المحتوى الرئيسى

توقعات بتصعيد الجيش الأمريكي ضد "داعش" بعد "هجمات باريس"

11/15 11:59

يبدو أن هجمات باريس الإرهابية ستجبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على التفكير في تصعيد عسكري ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.

لكن هذا التصعيد قد لا يعني تحركات كبيرة مثل شن هجوم بري أمريكي أو دولي أو تسريع القصف الجوي، أملا في القضاء على التهديد العالمي الذي يشكله التطرف العنيف.

أنتوني كوردسمان، محلل في شؤون الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، قال أمس: "لن تعيدوا داعش إلى العصر الحجري".

يرى كوردسمان ومحللون عسكريون أمريكيون أن أوباما قد يكثف تدخل الولايات المتحدة، مثل تقريب المستشارين العسكريين الأمريكيين من الخطوط الأمامية مع القوات العراقية والمقاتلين المناهضين لتنظيم "داعش" في سوريا، لكن تحركات مماثلة لتكثيف دعم واشنطن للقوات المحلية لن تؤدي على الأرجح إلى نتائج سريعة.

وفقا لرؤية كوردسمان، لا مفر تقريبا من الهجمات الإرهابية المأساوية المستمرة منذ سنوات كالتي ضربت باريس، ولا حلول لها على المدى القريب.

ستيفن بيدل، وهو أستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، من جانبه يرى أن هجمات باريس قد تخلق ضرورة سياسية لبذل المزيد عسكريا في مواجهة تنظيم "داعش"، لكنه يعتقد أنه من الخطأ شن واشنطن هجوما بريا.

ويضيف بيدل "لهزيمة التنظيم الإرهابي بشكل حاسم، لا بد من وجود مئات الآلاف من الجنود الغربيين على الأرض، لكن لا أحد يعتقد أن تهديد التنظيم يتطلب مثل هذا القدر من الالتزام.. وفي الحقيقة، لا يحتاج ذلك".

ويتابع "في صميم إستراتيجية الولايات المتحدة في العراق اعتقاد بأنه تم تعزيز وتقوية القوات المحلية لاستعادة الأراضي وتأمينها، وأي مكاسب قد تحققها الولايات المتحدة قد تجعل مهمة القيادة قصيرة الأجل".

في سوريا، لا يريد أوباما مزيدا من الانخراط في الحرب الأهلية، بالرغم من أنه وافق مؤخرا على إرسال بضع عشرات من قوات العمليات الخاصة.

هجمات الجمعة قد تدفع باريس إلى طلب المساعدة من حلف شمال الأطلسي، واستدعاء التزام معاهدة الحلف بأن أي هجوم مسلح على عضو هو هجوم ضد كل أعضاء الناتو، حدث هذا مرة واحدة فقط في تاريخ الناتو الذي تأسس قبل 66 عاما، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة.

يرى جيمس ستافريديس، أميرال البحرية المتقاعد الذي خدم قائدا للناتو في أوروبا بين عامي 2009 و2013، أنه ينبغي أن يقوم الناتو بدور عسكري الآن.

يضيف ستافريديس عبر البريد الإلكتروني، قائلا "ينبغي أن تكون إجراءات الناتو مدروسة ومجدية وأن تكون على نطاق واسع"، مشيرا إلى أن المشاورات بين الحلفاء لا بد أن تبدأ سريعا.

في السياق ذاته، يقول ستافريديس، عميد كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس، إنه قد يتم استدعاء قوات خاصة من الناتو إلى العراق وسوريا، كمراقبي طائرات ومدربين للمقاتلين المناهضين لتنظيم "داعش".

يلفت إلى أنهم قد يشاركوا في جمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ الغارات، مشددا على ضرورة أن يرحب الحلف بالمشاركين من خارج الحلف، لا سيما روسيا.

ويقول ستافريديس "القوة الناعمة والمشاركة في لعبة طويلة مجدية في الشرق الأوسط، ولكن هناك وقت يتطلب استخدام القوة العسكرية.. إنه ذلك الوقت، وينبغي أن يرد الناتو عسكريا ضد داعش".

وبدأ أوباما غارات جوية في العراق وسوريا، جنبا إلى جنب مع نشر مستشارين عسكريين في العراق، قبل أكثر من عام، وبالرغم من مقتل الآلاف من مقاتلي "داعش"، فإن نجاح حملة التحالف الذي تقوده واشنطن لا يزال محدودا.

ولا يزال المتطرفون يسيطرون على نحو ربع العراق وسوريا، ويواصل "داعش" الإرهابي فرض نمط متطرف من الإسلام، وارتكاب فظائع ضد الأقليات، لا سيما الاستعباد الجنسي للنساء.

وبشكل عام، يبقى المتطرفون يسيطرون على نحو ثلث مساحة العراق وسوريا، ويواصل "داعش" فرض وجهة نظره للإسلام الراديكالي وتنفيذ أعمال وحشية ضد الأقليات، بما في ذلك الاستعباد الجنسي للنساء.

وقال ريتشارد فونتين، الرئيس الجديد لمركز الأمن الأمريكي وهو مركز أبحاث في واشنطن، إن إدارة أوباما ستنظر في طرق جديدة لتسريع حملتها العسكرية.

أضاف فونتين، مستشار السياسة الخارجية السابق للسناتور الجمهوري جون ماكين، أن أوباما قد يقوم بتغيرين على الأقل في العراق، والذي يقاومهما حتى الآن، وهما إلحاق مستشارين عسكريين أمريكيين بوحدات الجيش العراقي قرب الخطوط الأمامية، ونشر مراقبين جويين في ساحة المعركة لتحسين فعالية الضربات الجوية الامريكية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل