المحتوى الرئيسى

ليالى قريش.. الليلة 181

11/14 12:20

جرت فى النهر مياه كثيرة، والوضع اتغير ما بين بداية الدعوة لما الفرس غلبوا الروم، وبعدها بـ حوالى عشر سنين لما الروم ردوا الهزيمة.

خلال الفترة دى، قريش بدأت تصعد جهودها ضد الدعوة، وأكبر ضغط مارسوه كان على أبو طالب عم النبى، لـ إن كلمة منه كانت ممكن تنهى الموقف ده كله، لكن ما حصلش، اللى حصل العكس.

طلع أبو طالب فى ساحة عامة، وأعلن بت صورة قاطعة ونهائية ورسمية حمايته لـ ابن أخوه، وحذر أى حد إيده تتمد على النبى من حمامات دم فى مكة، محدش يعلم مداها، ودعا بنى هاشم وبنى عبد مناف إنهم ينضموا له فى قرار الحماية.

الموقف ده كان اختبار لـ القبلية اللى مكة مبنية عليها، ومكة سقطت فى الاختبار.

اللى حصل إن أبو الحكم بن هشام قاد دعوة فى مكة لـ حصار بنى هاشم وبنى عبد مناف اقتصاديا، وبـ الفعل نجح فى صياغة اتفاق بين بطون مكة على مقاطعة بنى عبد مناف اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، فيما عُرف بـ "صحيفة المقاطعة".

وبـ الفعل، دخل مجموعة من الناس شِعب أبى طالب، معزولين، مفروض عليهم حصار متين.

طيب، تعال نفكر كده بـ هدوء:

هو بنى عبد مناف دول مش منهم بنى أمية، وعموم بنى عبد شمس؟ يعنى أبو سفيان، يعنى معاوية، يعنى عتبة بن ربيعة، يعنى عقبة بن أبي معيط؟ هل دول شملهم قرار المقاطعة؟ أكيد لأ.

قال لك: لأ، الحصار كان على بنى هاشم بس.

طيب، بنى هاشم دول مش منهم أبو لهب ومنهم سفيان بن الحارث، ومنهم العباس بن عبد المطلب؟ هل دول شملتهم المقاطعة؟.

أبو لهب أكيد لأ، كل المصادر بـ تجمع إنه مكنش متحاصر، الاتنين التانيين موقفهم مش واضح، وإن كنت لا أظن بـ أى حال من الأحوال، نظرا لـ جهود الأول فى رفض الدعوة، والمنصب السياسى المهم لـ التانى، والمنصب ده اشتراه بـ فلوس كتير، مش من حق حد سلبه منه.

هل المسلمين كانوا من بنى هاشم بس؟

لا طبعا، كانوا موزعين على البطون، طيب، ازاى شملهم الحصار؟

هل كان فيه رأى عام فى مكة مؤيد لـ المقاطعة؟

لأ، الواقع بـ يقول لنا إن فيه أسماء تقيلة فى مكة كانت رافضة الأسلوب ده، وكانت بـ تخترق قرار المقاطعة، ولو سرا، وفيه منهم على الأقل أربع أسماء موقفهم كان واضح ومعلن لـ درجة الاشتباك بـ الأيدى مع أبو الحكم فى عملية تهريب، وهم: زهير بن أبى أمية بن المغيرة، والمطعم بن عدى، وأبو البخترى بن هشام، وزمعة بن الأسود.

فـ المقاطعة، فى النهاية، كانت محاولة من مكة لـ تأكيد قبلية الدعوة الإسلامية، وإنها محاولة من بنى هاشم وبنى عبد مناف السيادة على مكة، من خلال ادعاء النبوة لـ أحد أبناؤهم، وده اللى عبر عنه شعرا عبد الله بن الزبعرى:

خبر جاء ولا وحى نزل

فلا وحى يجىء ولا كتاب

لكن الرؤية دى، من خلال المقاطعة، أثبتت فشلها الأكيد، وفى النهاية اتفرغت المقاطعة من مضمونها، وبقت زى قلتها، فضلت بس كـ حدث هـ تلاقيه ضخم جدا عند السنة لـ إثبات بطولات الصحابة الأوائل، وضخم جدا عند الشيعة، لـ إثبات إيمان أبو طالب، وإبراز دوره فى حماية الدعوة.

والواحد لا ينكر ضخامة حدث كـ هذا، ولا المعاناة اللى عاناها المسلمين الأوائل، اللى كانوا أبطال بـ معنى الكلمة، خصوصا اللى مالهمش ضهر ولا حماية ولا أموال، ولا الدور الكبير اللى لعبه أبو طالب، اللى قلناه أكتر من مرة.

إنما فى النهاية، المقاطعة سقطت، والصحيفة اتقطعت، وطبعا لازم تاتش المعجزات، من إن الأرضة، السوس يعنى، كلت الصحيفة اللى فيها المقاطعة، ما عدا اسم الله، وفى رواية تانية: كلت اسم الله بس وسابت الظلم، بس المؤكد إنه حتى اللى دعوا لـ إسقاط المقاطعة ما آمنوش وقتها.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل