المحتوى الرئيسى

ارفعى البراقع يا بريطانيا

11/14 11:12

وكأنه اليوم.. وكأننا لم نطو ستين عاما من عمر الزمان، فالعدو لم يزل عدونا، وحقده الأسود الدفين يعشش في الصدور لم تمحه العقود، والتربص مشرئب دوماً للأذى منه لنا، يرصد الذئب فيه أى استراحة لالتقاط الأنفاس لينقض علينا بأظافر النهش والهجوم، وشراهة مص الدماء لا تهذبها ابتسامات الداوننج ستريت ولا مسلة كيلوباترا ــ هدية محمد على ــ علي نهر التايمز بأسديها علي هيئة أبى الهول، ولا الجمع السعيد للاحتفال السنوي بالعيد القومي في حديقة السفارة، ولا إتقان جناب السفير البريطانى للغة الضاد وجولاته الاستطلاعية ــ المريبة ـ فى الأسواق الشعبية في بولاق وبني مزار للاستفسار من خالتي صفية عن سعر الملوخية..

الطبع يا مؤمنين غلاّب في السكسوني صاحب التاريخ الأسود علي أرض مصر من حملة «فريزر» عام 1807، للاحتلال البريطانى ومأساة دنشواى في 1882، للعدوان الثلاثى في 56 وتهجير كل مدن القنال.. وعلى الدوام الأمر مبيت في الأدراج لنسج المكيدة، أيتها مكيدة مادامت ردود الفعل أذية لمصر، والتدبير الجهنمى جاهز للتنفيذ بمجرد ما تأتى إشارة البدء من السيد الأسود في البيت الأبيض، كما حدث أخيرًا في توقيت سحب وإخلاء السياح البريطانيين من شرم الشيخ وما نتج عنه من قيام دول أخرى باتباع نفس الإجراءات، هذا التوقيت وتلك السرعة والتزامن مع ما صدر عن ديفيد كاميرون وباراك أوباما يؤكد أنهما فعلاها معنا عن عمـدٍ، وبسوء نية، ومع سبق الإصرار والترصد، حيث لم تقتصر الإساءة البريطانية علي الإخراج الفظ لمسألة إجلاء رعاياها، بل إنها هى وأمريكا تعلنان توفر معلومات لديهما لم يقدماها لسلطات التحقيق، ومن الوارد أن تكون المعلومات لديهما قبل الحادث وفي هذه الحالة هما شريكان في الجريمة، أو بعد الحادث وفي هذه الحالة فإنهما يعرقلان سير العدالة، هذا في وقت ليست فيه أى منهما صاحبة الطائرة، وليس لها فيها قتلي، ومن سوء الطالع أن تسقط طائرة روسية أخرى في نفس التوقيت بجوبا، حيث قُتل 40 شخصا ولم نسمع عنها إلا خبر السقوط، فالحملة الشنعاء قد حُدد نطاقها مسبقاً ضد مصر وليس ضد السودان وجوبا أو أى دولة سقطت لها أو بها طائرات مع إجراءات تعسفية لإجلاء الرعايا تصور مصرنا علي أنها منطقة كوارث.. ولقد وضع الرئيس السيسي النقاط علي الحروف في «لندنستان» بلد قلة الذوق والجليطة ومرقد ومرصد الإخوان خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء البريطانى، حين أشار إلي أن الخبراء البريطانيين زاروا مطار شرم الشيخ بالذات منذ شهور، وأن أى ملاحطات تعزز الأمن منهم أو من غيرهم كان يتم تنفيذها بلا حساسيات، لأن المصلحة مشتركة، ولأننا نقوم بنفس الشىء في مطارات أجنبية عديدة يكثر استخدامها من المصريين..

وتلك الدول التي يرتفع صوتها الآن بالتجنى علي مصر تقودهم الإمبراطورية العجوز التي غابت عنها الشمس لم تقدم شيئا لدعم حربنا ـ وحدنا ــ ضد الإرهاب، ويكفي أن نذكر كمثال احتجاز أمريكا للطائرات المصرية التي كنا في أمس الحاجة إليها في حربنا ضد الإرهاب، في نفس الوقت الذى كانت تدعم فيه عصابة الإخوان، وكانت حليفتها السكسونية وأذنابها يستضيفون رموز الإرهاب علي أرضهم ويمدونهم بالمال والسلاح ويدعمونهم بالإعلام السام القذر للإضرار بأمن مصر والثأر من هزيمتهم في 30 يونيو، حتى وصل الأمر بإحدى الصحف البريطانية الكبرى فبركة خبر عن تعرض طائرة بريطانية قبل شهور لصاروخ فوق سيناء، وأمكن للطيار تفاديه، ولأن الفبركة كانت واسعة حبتين اضطر وزير الخارجية البريطانى إلي التكذيب، حيث نعجب منا فينا لردود أفعالنا البالغة الطيبة إلي حد السذاجة، بل البلاهة، لقبولنا ذلك التكذيب والاكتفاء بالـ«SORRY» دونما رفع قضية تشهير كبري علي الصحيفة العالمية نطالبها فيها بتعويض ضخم علي ما أصابنا من تلويث لسمعة أراضينا من جراء خبرها الكاذب الذي دار حول العالم في ثوان ليلقي آذانا صاغية في أكثر أوقاتنا حساسية.. وليس ببعيد عنا دور بريطانيا الموجهة بالريموت الأمريكى في الإطاحة بدولة العراق الشقيق حيث خرج رئيس وزرائها الأسبق توني بلير منذ أسابيع فقط ليعتذر بصلف الإنجليز بأنه كان علي خطأ ــ I’am SORRY ــ بعدما خَرّب أرض الرشيد!!

الأيام والسنين والعقود لم تغيّر شيئاً مما تضمره لنا بريطانيا من خبث النوايا، وما كتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل صاحب العين الثاقبة والنظرة الاستشرافية الواسعة في مقال بمجلة آخر ساعة في 11 ابريل 1956 كان كأنه يكتبه لنا اليوم، فلم تتغير تجاهنا يوماً كراهية بريطانيا التي زرعت إسرائيل في قلب العروبة، ورعت شجرة إخوان الشيطان، وسحبت رعاياها الآن لضرب الاقتصاد المصري.. كتب هيكل المتفرد يقول تحت عنوان «ارفعي البراقع يا بريطانيا»:

«ارفعي البراقع يا بريطانيا، وأطلى بوجهك سافرة، فقد انكشف الأمر واتضح الخفاء»!..

ارفعي البرقع الذى يخفي وجه التآمر!

إن بلادنا لا يخالجها اليوم شك، في أنك ــ يا بريطانيا ــ السند القوى لإسرائيل، سواء عن طريق التحريض المفضوح، أو عن طريق التشجيع المغرى!

أنت تريدين الحرب في المنطقة.. وتريدينها اليوم قبل الغد، وهذه الساعة قبل الساعة القادمة وتتصورين ـ يا بريطانيا ــ أن انفجارا في الشرق الأوسط الآن يحوّل الأنظار عنك، وأكثر من ذلك قد يفتح أمامك أبواب التدخل..

كل الدلائل تشير إليك وكل الشواهد تمسك بتلابيبك!

لا من أجل استرداد الحق الضائع..

ولا من أجل عودة الشريد اللاجئ إلى وطنه

ولا من أجل وضع حد للظلم المجنون الذى تتصرف بحماقته واستهتاره صنيعتك: إسرائيل.

أنت تريدين الحرب لأجل أغراضك الخاصة ومطامعك.. حقيقة واضحة، تنطلق كفحيح الأفاعى، في الهمسات التي تصدر عن الساسة البريطانيين في لندن، وتطل برأسها جهارًا نهارًا من بين السطور التي تنشرها الصحف!

ارفعي البرقع الذى يخفي وجه الكذب!

أنت محترفة كذب، وبائعة ضلال يا بريطانيا..

لقد قامت القيامة على مصر لأن صوت العرب ــ علي حد ما ادعت لندن ــ دعا إلى القتل، وحرض علي سفك الدماء، وشجع علي التدمير والتخريب..

لا خوفاً، فإنك لم تعودى تخيفين أحدا يا بريطانيا، وإنما لأن القتل وسفك الدماء والتخريب والتدمير، ليست سياسة مصر.. إنما القتل وسفك الدماء والتخريب والتدمير سياسة بلد آخر غير مصر، يا بريطانيا، بلد آخر مارس هذه السياسة في كينيا، والبحرين وفي المحميات وفي الأردن، وفي قبرص.

وقدمت الدليل أمريكيا وليس مصريا..

قدمت مصر التسجيلات الرسمية الأمريكية لإذاعة صوت العرب، وإذا هذه التسجيلات لا تدعو إلي القتل وسفك الدماء والتخريب والتدمير كما ادعت بريطانيا، وإنما تطالب بالحرية وتقرير المصير لكل شعب كما قالت مصر، وكما ستظل تقول..

وقام واحد من وزارة الخارجية بلندن يقول: عندنا تسجيلات أخرى تثبت صدق ما ادعينا.

وسئل هذا الواحد: وأين هى هذه التسجيلات؟

قال: سوف نبعث بها إلي القاهرة فورا.

ومضى علي فضيحة بريطانيا في مهزلة إذاعات صوت العرب وتسجيلاتها، مضي عليها يوم، ويومان، وأسبوع، واليوم: أسبوعان والتسجيلات التي تثبت دعوى بريطانيا لم تجئ إلي القاهرة، ولم يسمعها أحد.

ارفعي البرقع الذى يخفي النفاق..

هؤلاء الحلفاء الذين تدعين صداقتهم، وتعتبرينها ــ صداقتهم ــ حجر الزاوية في بناء سياستك، ماذا تفعلين بهم، وكيف تنصبين لهم الشراك والفخاخ؟

موقفك تجاه شركة أرامكو الأمريكية للبترول.

وكيف دخل جنودك الإنجليز، رافعين علم سلطان مسقط المسكين! يطردون بعثات أرامكو من منطفة البوريمى ويستولون علي معدات قيمتها 350 ألف دولار.

ثم ذهب رئيس وزرائك إلي واشنطن، وسأله رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية: كيف يحدث هذا وكيف تقدم عليه بريطانيا!

ويرفع رئيس وزرائك أنتونى إيدن يديه إلي السماء يستشهد بها ويقول: لم يكن أمامنا مفر تحت ضغط سلطان مسقط، وأبو ظبي، أنت لا تعرف كم هما رجلان عنيدان، لا يقف في وجههما شيء.

فإن خرافة الرجلين العنيدين.. لا تجوز علي أحد.

حتى لقد خرجت صحف كثيرة بباريس هذا الأسبوع، تشير بأصابع الاتهام إليك، وتقطع بأن سياسة حكومة صاحبة الجلالة الملكة تبث الألغام في طريقها وتفرش الأرض بالمسامير وقِطع الزجاج المكسورة!

ارفعي البرقع الذى يخفي وجه الحقد والحسد!.. إنهم في لندن يتحدثون عن اختلال ميزان القوي في الشرق الأوسط بعد أن استطاعت مصر تسليح جيشها.. فما هو ميزان القوي الذى اختل؟!

أهو ذلك الميزان الموهوم الذى كان بين العرب وإسرائيل؟

لم يكن هناك ميزان... وأنت أول من يعرف الحقيقة

فأين هو الميزان الذى اختل إذن؟

نحن نقول لك: هناك ميزان أصابه الخلل حقاً وفعلا، إنه الميزان بين العرب، وبينك أنت يا بريطانيا.

لقد استفقت على صحوة مفجعة ووجدت العرب وفي أيديهم طاقات من القوة المعنوية والقوة المادية.

الوعي الذى طالما حاولت خنقه يا بريطانيا أصبح في أيدينا.

كيف تستطيعين بعد اليوم إملاء شروطك وفرض رغباتك؟

انتهى ذلك الزمان.. وهذا هو الميزان الذى اختل يا بريطانيا.

ارفعي البرقع الذى يخفي وجه التفاهة والحماقة!

أن يعود أكبر كتابك فيقول: «إن خطة جديدة تُرسم الآن في دوائر وزارة الخارجية لإقامة حصار حول مصر».. هذه الخطة أن يتزوج الملك فيصل ملك العراق، من الأميرة عائشة ابنة السلطان محمد بن يوسف سلطان مراكش، فإن ذلك معناه ربط حلف بغداد بميثاق الأطلنطى، الذى يتحتم علي مراكش أن تنضم إليه».

هكذا تحل مشاكل القرن العشرين وعصر الذرّة.. تحل بزواج بين الملك وبنت السلطان!!

غاب عن بريطانيا أن قلب ملك العراق لا يستطيع أن يتحكم فيه إيدن ولا نورى السعيد.

وغاب عن بريطانيا أن قلب بنت السلطان لا يستطيع أن يتحكم فيه الجنرال جرونتر قائد حلف الأطلنطى أو الماريشال مونتجمرى نائبه في القيادة العامة لهذا الحلف!

ثم غاب عنك أيضاً أن هذا الزمان لم تعد تصلح له هذه الحلول التافهة الحمقاء.

تلك تفاهات وحماقات من بقايا خرافة لورانس، الذى كان يجلس مع بعض مشايخ القبائل يأكل الثريد واللحم المسلوق ويتحدث اللغة العربية ويتصرف في مقدرات العرب.

تلك تفاهات وحماقات من بقايا خرافة جلوب، الذى كان يظن أن العُقال الذى يضعه علي رأسه، والعبارة التقليدية التى كان يبدأ بها خطبه في جنود البادية «نحن العرب» كافية لإقناع العرب جميعا، أنه هو «السير جون باجيت جلوب» قد أصبح عربيا أصيلا يعود نسبه إلي قريش!

تلك تفاهات وحماقات من نوع الحملة التي شنتها محطات إذاعة بريطانيا على صفقة الأسلحة المصرية تقول فيها: «إن العرب يجب ألا يلمسوا الأسلحة الروسية، لأن روسيا بلد بلا دين، وأسلحتها أسلحة ملحدة».

أسلحة ملحدة؟! أسلحة ملحدة، يا حامية حمي الدين الحنيف، وراعية مقدساته... يا بريطانيا!!

ارفعي البرقع عن وجه الغرور والصلف..

إن سياسة البوارج يا بريطانيا لم تعد تجدى نفعاً، وكذلك لم تعد بوارجك حاكمة البحار.. يا بريطانيا.. يا نافية القسس!

وسياسة تفرقة الأخ عن أخيه، والابن عن أبيه، لكي تسودى يا بريطانيا وتحكمى، لم تعد كذلك تجدي نفعاً.. وسياسة مناطق النفوذ، وتحويل الكرة الأرضية إلي كعكة ضخمة ليتقاسمها الكبار فيما بينهم، لم تعد ــ هى الثالثة ــ تجدى نفعاً..

ذلك عهد ولي.. وزمان قضى..

إن الواقع مُرٌ يا بريطانيا.

ولكن خير لك مواجهته.. وكارثة عليك ــ وحدك ــ أن تفرّى منه إلي خيالات الأوهام والأحلام.

وإلا فإن البقية الباقية من شرايين الحياة الممتدة إلي قلبك ــ يا بريطانيا ــ سوف تتمزق وتتقطع.

وأولها شرايين الحياة التى تحمل إليك بترول الشرق الأوسط الذى تدور به مصانعك، وتحمل إليك أيضاً ألف مليون جنيه استرلينى، يعتمد عليها اقتصادك..

ارفعي البراقع يا بريطانيا.. ارفعيها!

وأطلى بوجهك سافرة، فقد انكشف الأمر واتضح الخفاء»..

■■ لمن لا يعرف من الجيل الجديد معنى «البرقع» والجمع «براقع» فهو الشبكة السوداء التي كانت تسدلها بنت البلد علي وجهها من باب الفتنة والدلال، فهي تكشف أكثر مما تخفي، ويزينها فوق الأنف حلية ذهبية طولية تسمى بالعروسة، وكان البرقع من مستلزمات الملاية اللف التي اشتهر برسم حسناواتها الرسام الراحل رخا.

في أوراق زوجى الفنان الراحل منير كنعان.. وجدتها.. نسخة وحيدة لمسرحية بعنوان «قرية الشهداء دنشواى» من تأليف عبدالقادر التلمسانى مع عنوان جانبي «تسجيل سينمائى للحادث التاريخى».. المسرحية تقع في 95 صفحة مع ذكر لعشرات المراجع العربية والإنجليزية ومنها كتاب «الرعب في دنشواى» للكاتب الانجليزى الشهير برنارد شو الذى دافع عن الفلاحين المصريين المحكوم عليهم بالإعدام ليقابل في بريطانيا بموجة عارمة من الهجوم.. بين أحداث الصفحات المترعة بالتعديلات بخط اليد تنعقد محكمة يرأسها بطرس باشا غالى وزير الخارجية بالنيابة عن وزير الحقانية، وعن يساره قاضي القضاة المستر بوند وكيل محكمة الاستئناف الأهلية بوشاح العدالة، وإلي جواره المستر لادلو قائمقام القضاة في جيش الاحتلال بملابسه ونياشينه العسكرية، وعن يمين الرئيس المستر هايتر نائبا عن المستشار القضائى، ففتحى بك زغلول رئيس محكمة مصر الابتدائية، وعلي كرسى النيابة إبراهيم بك الهلباوى وفي المؤخرة مندوبا الأهرام وجريدة اللواء، بينما المتهمون الـ52 فى قضية وفاة اليوزباشي الانجليزى بول يجلسون علي الأرض في قفصين خشبيين وقد عُلق علي صدر كل منهم لوحة من الصفيح مكتوب عليها رقمه بخط كبير بالإنجليزية.. ورغم شهادة الطبيب الإنجليزى «نولن» التى أظهرت براءة أهالي دنشواى من دم الإنجليزي، وأوضحت أنه قد قام بالكشف عن جثة الكابتن بعد إخراجها من المقبرة فاتضح له أن سببب الوفاة احتقان في المخ وضربة شمس وليس إصابة بضربه رأس.. ورغم ذلك اندفع الهلباوى يرتجل بصوته الجهورى:

«حضراتكم قد اطلعتم علي أوراق القضية.. فإذا تقدمت إليكم وطلبت رفع كل رحمة من نفوسكم لمعاقبة هؤلاء المتهمين وخصوصا رؤساء العصابة لا أكون مُغالياً. فإن حادثة فظيعة مثل هذه الحادثة تفضي إلي سوء الظن العظيم بالمصريين، وتجر علي مصر وعلي النظام العام البلاء.. وحيث إن هذا الجرم من الجرائم الفظيعة والتي ذهبت ضحيتها روح بريئة هى روح الكابتن العظيم فلنلتمس من عدالتكم الحكم علي المجرمين بأشد عقوبة..

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل