المحتوى الرئيسى

بروفايل.. شيكابالا الذي يهرب من التألق دائما

11/13 20:10

لا يختلف اثنين على مهاراته وموهبته، بات معشوقا للجماهير في الأندية التي انتقل اليها، صادفه سوء حظ غريب أحيانا، إلا أنه في أحيان أخرى كثيرة كان صانعا للأزمات والمشاكل، لم ينتبه لموهبته الفذة وكان مهددا بالاعتزال المبكر، إنه الفهد الأسمر صاحب القدم اليسرى الذهبية، محمود عبد الرازق  الشهير بـ"شيكابالا" نجم الزمالك الذي احترف بباوك اليوناني والوصل الاماراتي وسبورتنج لشبونة البرتغالي، قبل ان يتعاقد مع الزمالك مؤخرا ولكن لإعارته الى الاسماعيلي لمدة موسم.

لم بكن تألقه مع ناديه الجديد الاسماعيلي في الفترة الأخيرة مجرد صدفة، فاللاعب المولود في مارس 86 يمتلك مهارة فذة لا يمكن أن ينساها مهما ابتعد عن الملاعب، وأثبت أن مدرب الاسماعيلي أحمد حسام ميدو، كان محقا عندما راهن عليه قبل بداية الموسم، برغم الازمات التي تلاحقه.

بدأ "شيكا" حياته الكروية ناشئا بصفوف الزمالك ولعب للفريق الأول وعمره لم يتجاوز 16 عاما حيث دفع به البرازيلي كارلوس كابرال في إحدى المباريات ليظهر بشكل جيد ويقرر الاستمرار في الدفع به. وكانت أول أهدافه مع الفريق في مرمى غزل المحلة ببطولة كأس مصر 2003.

مع تألقه في الدوري المصري تلقى الزمالك عدة عروض أوروبية لضم لاعبه الموهوب، وكانت أول العروض التي وصلت لشيكابالا من نادي جنت البلجيكي مقابل 150 ألف دولار، وكان لنادي جنت تجربة مع المصري أحمد حسام ميدو قبل خمس سنوات تقريبا استفاد منها فنيا وماديا بعد بيعه، إلا أن إدارة الزمالك رفضت وقتها العرض لضعف المقابل المادي، وطلبت زيادته الي مليون دولار، كما تلقى الزمالك عرضا من باوك اليوناني لضم الثنائي امير عزمي مجاهد وشيكابالا، ونجح الفريق اليوناني من ضم عزمي مقابل 203 الف دولارن وفشلت صفقة شيكابالا لضعف المقابل المادي.

بعد ثلاثة أشهر وفي نهاية العام 2004 تلقى الزمالك عرضا شفويا من نادي مارسيليا الفرنسي الذي طلب الفهد الأسمر مقابل مليون دولار للزمالك ، بخلاف ما سيحصل عليه اللاعب عن مدة التعاقد.

الهروب بعد التألق في الزمالك:

يعتاد شيكابالا دائما على الاختفاء وصناعة الازمات عقب أي تألق، وهو الأمر الذي تسبب في انهيار علاقته بمعظم المدربين الذين تعاملوا معه، وحتى زملاءه، للدرجة التي أوصلته للإيقاف أكثر من مرة.

وبرغم تألقه مع الزمالك، إلا أن مسئولي النادي فوجئوا بخطاب من اتحاد الكرة المصري يطلب فيه ارسال البطاقة الدولية لشيكابالا الى ناي باوك اليوناني، وأكد حينها مسئولي الزمالك أن اللاعب أوهمهم بسفره إلى بلدته في أسوان للقاء أسرته قبل انضمامه الى معسكر منتخب مصر الشباب استعدادا لنهائيات كأس افريقيا ، وسافر سرا الى اليونان وتعاقد مع النادي اليوناني بحجة وجود ثغرة في عقده مع الزمالك تتيح له الرحيل دون موافقة النادين ليقرر الزمالك ايقاف اللاعب وإحالته للتحقيق.

رفض حينها اتحاد الكرة المصري ارسال البطاقة الدولية للاعب الزمالك الى باوك اليوناني بناء على قرار لجنة شئون اللاعبين برئاسة المستشار نايف عزت الذي أقر بأحقية الزمالك في اللاعب، ليلجأ باوك الى الفيفا مشمولا باستغاثة من شقيق اللاعب مطالبا بحق شيكابالا في الإنتقال الى النادي اليوناني، ليرسل الزمالك ردا تفصيليا يتضمن 14 مستندا تؤكد جميعها أحقية الزمالك في اللاعب ، ومن ضمنها العرض الأول لباوك لضم اللاعب، لتستمر الأزمة نحو ثلاثة اشهر كاملة وسط اختفاء اللاعب الذي تردد أنه كان في اليونان كوسيلة ضغط ضد ناديه، وفي نهاية مارس من العام 2005 قررت لجنة فض المنازعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم اعتبار عقد اللاعب صحيحا مع نادي باوك اليوناني وإلزام اللاعب بدفع مبلغ 250 ألف دولار خلال 30 يوما لنادي الزمالك كتعويض عن مخالفته عقد العمل المبرم بينه وبين النادي وتوقيعه لنادي آخر، كما قرر ايقاف اللاعب لمدة أربعة اشهر.

بعد انتهاء فترة الايقاف لعب شيكابالا موسما كاملا مع فريقه الجديد وخلال فترة احترافه باليونان تألق مع فريقه وسجل 5 أهداف وبات معشوق الجماهير التي اطلقت عليه لقب "ريفالدو اليونان"، قبل أن يتلقى عدة عروض اوروبية أبرزها من فريق آيندهوفن الهولندي، إلا أن مشكلة في تجنيده أنهت رحلة احترافه.

عاد شيكابالا الى القاهرة الا انه خضع لفترة تجنيد اجباري دون معرفة ناديه الذي أصدر بيانا أكد فيه إيقاف مهاجمه لمدة شهرين بسبب غيابه الطويل، ومخاطبة الحكومة المصرية لإعادته إلى اليونان قبل أن يقوم النادي اليوناني بمراسلة اتحاد الكرة للاستفسار عن موقف اللاعب من التجنيد، ورد اتحاد الكرة بأن اللاعب بدأ تأدية خدمته العسكرية الإلزامية منذ أربعة أشهر ولمدة عامين قادمين، وأنه سيقوم ببحث مسألة سفر اللاعب خارج مصر مع الجهات العسكرية المختصة، لكن الاتحاد اليوناني تلقى فاكسا آخر بعد أيام يفيد بأن اللاعب خاضع للتجنيد الإجباري لمدة عامين، لكنه يستطيع السفر بعد عام واحد. وهو الخطاب الذي لم يكن حقيقيا وقيل حينها أن أحد أعضاء مجلس الادارة قام بتزويره وارساله للنادي اليوناني.

تفاوضت بعض الاندية مع النادي اليوناني لاستعارة اللاعب طيلة فترة تجنيده من بينها النادي الاهلي ونادي طلائع الجيش، وبعد عودته إلى القاهرة قام شيكابالا بالاتصال بنايه السابق الزمالك خمسة مرات في محاولة للعودة الى صفوفه، إلا أنه لم يتلقى اي استجابة، في الوقت الذي تلقى فيه اتصالا من عدلي القيعي مسئول التعاقدات بالنادي الأهلي في ذلك الوقت، وبالفعل ذهب شيكابالا لمنزل القيعي ووقع على عقود انتقال للنادي الأهلي، وبعد أن انتشر خبر توقيعه للأهلي قام الزمالك بالتواصل معه ليطلب شيكابالا من الأهلي انهاء العقد بالتراضي، وهو ما حدث بالفعل بعدما سلمه عدلي القيعي العقود التي وقعها معه بدون مشاكل، ليعود مجددا لصفوف الزمالك.

وطالب الزمالك اتحاد الكرة بإرسال خطاب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يطالبه من خلاله بفسخ تعاقد محمود عبد الرازق "شيكابالا" مع ناديه باوك اليوناني.

وأكد الفيفا حينها أحقية نادي الزمالك في ضم اللاعب ببطاقة مؤقتة لحين انهائه لفترة الخدمة العسكرية في مصر، قبل أن يشكو باوك فريق الزمالك مطالبا بتعويض قدره أربعة ملايين يورو بسبب ارتكاب اللاعب مخالفة فسخ تعاقده مع باوك من طرف واحد بدون سبب واضح، مما سبب ضررا للنادي.

وفي ديسمبر 2007 قرر الفيفا توقيع غرامة قدرها 990 ألف يورو على نادي الزمالك بالإضافة الى إيقاف اللاعب محليا لمدة ستة أشهرن ليلجأ الزمالك للمحكمة الرياضية التي تقرر تجميد العقوبة قبل ان تؤيدها ليستمر ايقاف اللاعب حتى 26 اكتوبر من عام 2008، ليعود بعدها للمشاركة والتألق مع الزمالك ليثبت أحقيته في لقب اللاعب الاكثر مهارة بالدوري المصري حينها بعدما ساهم في صنع معظم اهداف فريقه.

وفي يوليو 2007 قرر اتحاد الكرة المصري منع محمود عبد الرازق "شيكابالا" مع اثنين من زملاءه هما أحمد غانم سلطان وعبد العزيز توفيق من اللعب ضمن صفوف منتخب مصر لمدة عام،وذلك بعد التقرير الذي قدمه محمود بكر رئيس بعثة المنتخب الأوليمبي في دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر.

وجاء قرار الايقاف بسبب ما قام به اللاعبون الثلاثة من أفعال غير لائقة، بالإضافة إلى تخاذلهم في المباريات. وقرر الزمالك الاستئناف ضد العقوبة مطالبا برفع الايقاف الدولي عن اللاعب لا سيما بعد التزامه في بطولة عسكرية شارك خلالها مع المنتخب المصري العسكري.

وكان اللاعب اثار ازمة كبيرة في مباراة القمة التي اقيمت في سبتمبر 2007 استعت ايقافه ثلاثة مباريات وتغريمه ماليا، بعد قيامه برفع الحذاء في وجه جماهير الاهلي والتلويح به، إثر تعرضه لوابل من السباب ، قبل أن يدخل في مشادة مع مدافع الأهلي أحمد السيد الذي نهره بعد إشاراته للجماهير الحمراء.

ويعد شيكابالا من اكثر اللاعبين اختلاقا للازمات مع الجماهير، الأمر لا يتوقف عن جماهير المنافسين بل امتدت لجماهير فريقه التي اشتبك معها اكثر من مرة كان أبرزها تلك التي حثت في مباراة الزمالك والاسماعيلي سبتمبر 2009 وخسرها الزمالك وأهدر فيها اللاعب هدفين من انفرادين، قبل أن يدخل في مشادة كلامية مع الجماهير محاولا الاشتباك معهم، وقرر الزمالك حينها تغريم اللاعب وايقافه، وبعها بعة اسابيع كرر شيكابالا الامر بعدما اشتبك مع جماهير ناديه في إحدى تدريبات الفريق بمقر النادي.

كما كانت الجماهير سببا في قرار اللاعب باعتزال اللعب الدولي مع منتخب مصر اثر مشاركته في كأس الأمم الافريقية التي حصدها المنتخب 2010، حيث اعلن في 31 ديسمبر 2010 الاعتزال الدولي بسبب ما اسماه الهتافات المسيئة، قبل ان يتراجع عن اعتزاله.

عنما تولى حسن شحاتة مهمة تدريب الزمالك كان شيكابالا أحد الأعمدة الاساسية التي بنى عليها خططه، إلا ان اللاعب رفض الانصياع لحسن شحاتة بالخروج من مباراة الفريق امام المغرب الفاسي المغربي في بطولة دوري ابطال افريقيا قبل أن يهاجم مدربه في بصوت سمعه الالف عبر شاشات التلفاز مطالبا اياه بالموافقة على رحيله، قبل أن يقول حسن شحاتة "بالسلامة" ليزيد غضب اللاعب اثناء خروجه من الملعب.

وبعد هذه المشكلة عاقب مجلس الإدارة اللاعب بإعارته لمدة موسم واحد مقابل 1.25 مليون دولار لنادي الوصل الإماراتي، لينال إشادة هائلة من مدرب الوصل حينها الفرنسي برونو ميتسو، إلا أن تجربة اللاعب انتهت بعد ستة اشهر فقط، حيث قرر النادي الاماراتي إنهاء إعارته بعد أزمة اختفاء اللاعب بداعي الاصابة، لتنتهي تجربته الذي سجل فيها خمسة أهداف بواقع أربعة في الدوري وواحد في الكأس، فيما صنع خمسة أهداف في الدوري وواحد في الكأس.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل