المحتوى الرئيسى

مقياس النيل.. من مصدر حياة إلى دفن التراث

11/13 14:01

"مسطرة حجرية صممها المهندس أحمد الفرغانى، مثبتة على عمود رخامى لقياس مجرى النيل".. إنها مقياس النيل، الأثر الإسلامى القديم الذي يقع بالطرف الجنوبي لجزيرة روضة المنيل بالقاهرة.

أنشأ مقياس النيل، عام 247هجرياً ، 861 ميلادى، بأوامر من الخليفة المتوكل العباسي، تحت إشراف وتنفيذ المهندس أحمد الفرغانى الذى قدم من مدينة فرغانة بأوزبكستان.

فى عهد المتوكل، تقسم ضريبة الفلاحيين "الخراج" من خلال المقياس نظراً لعلاقته الوثيقة بري الأرض، و يتم تحديد الضرائب في العام الزراعي المقبل، هذا المقياس الأثري عبارة عن عمود رخامي مدرج ومثمن القطاع يعلوه تاج روماني يبلغ طوله 19 ذراع.

حفر عليه علامات القياس، ويتوسط العمود بئر مربع مشيد بأحجار، كما أن سمك الجدران وتدرجه على هذا النحو، يدل على أن المسلمين كانوا على علم بالنظرية الهندسية الخاصة بازدياد الضغط الأفقي للتربة كلما زاد العمق إلى أسفل.

غرفة مقياس النيل، التى لا يعرف عن تلك الهندسة الأثرية العريقة الكثير من المصريين، هي عبارة عن قبة ذات تيجان وقواعد ناقوسية مفرغة بإضاءات خافتة تلهم النظرين، فضلاً عن الأعمدة الراصخة بوسط مسطرة المقياس، بجانب سلم المبنى العتيق لنصل إلى القاعة المستديرة يتوسطها بئر عميقة بداخلها عمود من الرخام منحوت عليه بعض آيات القرآن الكريم بأقدم الخطوط ألا وهو الخط الكوفى للآيات بدون تشكيلها.

أما جدرانه، فتحمل لوحات للقرآن الكريم، ونقشت على جدران البئر من الداخله وفوقه عدد من اسماء الله الحسنى ،وتعتبر هذه الكتابات أقدم أمثلة للكتابة الكوفية المؤرخة على الآثار فى مصر الإسلامية.

منذ بداية العصر العباسي الثانى، يلجأ الحكام لمقياس النيل لفرض الضريبة والمكون من ثلاث فتحات في الجانب الشرقي لنهر النيل  لوصول الماء داخل بئر المقياس، ويعلو هذه الفتحات عقود مدببة ترتكز على أعمدة حجرية مدمجة، حيث أنه فى حال ثبات المياه عند 16 ذراع يتم وضع ضريبة محددة لأراضى الفلاحين، أما إذا زادت عن الحد المسبق ذكره فيدل على فيضان النيل ويعفى الفلاحين من دفع ضريبة الخراج طوال العام ، وأقل من 16 ذراع ينتشر الجفاف بالأراضى.

وبالحديث مع أحد مسئولي هيئة الآثار، أوضح وليد رمضان، مفتش آثار بجزيرة روضة المنيل، أن إقبال الزائرين الأجانب  لمشاهدة المقياس ضئيل جداً وفى صورة مجموعات فردية، اى معرفة الأثر القديم من خلال ذويهم .

وطالب "رمضان" وزارة الأثار بتنشيط السياحة الداخلية بمصر عن طريق حملا توعية للأفواج الأجنبية بالأماكن الأثرية القديمة، لمعرفة الهندسة المعمارية القديمة واهمية استخدامها فى العصور الإسلامية منذ قديم الأزل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل