المحتوى الرئيسى

روحاني في أوروبا .. سلام ..أم استراحة محارب

11/12 22:46

يبدو أن ثمار الاتفاق حول الملف النووي الإيراني بدأت في الظهور مبكرا ، لاسيما بعد الإعلان عن زيارة أوربية مرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني يحل موعدها بعد يومين . 

روحاني يبدأ السبت اول زيارة لرئيس إيراني إلى القارة العجوز منذ 10 أعوام، ومحطاته المتوقعة هي إيطاليا وفرنسا ، فيما تعود آخر زيارة لرئيس إيراني إلى العام 2005 حين قام الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بزيارة روما في مارس / آذار ثم باريس في أكتوبر/ تشرين الأول، وكان آنذاك الرئيس الإيراني الأول الذي تطأ قدماه أوروبا منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. 

رجل الدين المعتدل حسن روحاني الذي انتخب رئيسا لإيران عام 2013، ستستمر زيارته أربعة أيام، وستطغى عليها ملفات جيوسياسية لاسيما النزاع السوري، وكذلك  ملفات دينية ولقاء مرتقب في الفاتيكان مع البابا فرنسيس، ولا بأس أيضا من مناقشة بعض الملفات التجارية والاقتصادية ، حيث إن ايطاليا وفرنسا كانتا قبل فرض العقوبات على إيران عام 2006 من أبرز الشركاء الاقتصاديين للجمهورية الاسلامية. 

ووفقا للاتفاق النووي الذي ابرم في 14  يوليو / تموز- بعد سنتين من المفاوضات الشاقة بين إيران والقوى الكبرى- فإنه من المفترض أن يتيح عام 2016 رفع جل العقوبات التي تخنق اقتصاد إيران بعد تعهد طهران بالحد من برنامجها النووي المدني وعدم السعي لامتلاك سلاح ذري. 

ومنذ توقيع الاتفاق يتوافد على طهران مسؤولون سياسيون من الغرب رغبة منهم في تطبيع العلاقات، وكذلك رجال اعمال يبحثون عن فرص استثمار في سوق تعداده يبلغ 78 مليون نسمة. 

روحاني _ الذي تأتي بعد زيارة زيارة وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس وايطاليا باولو جنتيلوني لطهران _ أعلن في مقابلة مع شبكة تلفزيون فرانس-2 أن بلاده ستوقع في باريس بروتوكلات اتفاق في مختلف المجالات ورجح شراء طائرات "إيرباص"  لتجديد الأسطول الإيراني العتيق. 

وفيما يفرض النزاع السوري نفسه على حلفاء الرئيس الأسد ، ستكون الأزمة السورية محور لقاء يعقده روحاني في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ، فالحديث مع قادة طهران بالنسبة لفرنسا هو حديث غير مباشر مع قادة دمشق ، فإيران هي الحليف الأبرز لنظام الرئيس بشار الأسد الذي يقدم له المساعدات المالية والعسكرية والاستشارية..

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لم يخف وجود خلافات وصفها بالـ"جوهرية" مع الإيرانيين بشأن سوريا، فمصير الأسد من وجهة النظر الفرنسية هو "الرحيل" وليس سواه، لكن الرئيس روحاني يرى أن هناك العديد من الخيارات لحل الأزمة ليس من بينها إقصاء الأسد عن المشهد.

وفي ملمح بروتوكولي يضفي بعضا من المرونة على زيارة الرئيس الإيراني ، فسوف يلتقي مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان – حيث يتوقع أن يبلغه الأخير برغبته في ان تمارس إيران نفوذها على الرئيس السوري من أجل حصول انتقال ديموقراطي لسلطة في بلد مزقته خمس سنوات من الصراعات.

وفيما تحاول أطراف الزيارة تمريرها بشيء من الليونة ، إلا أن طهران أكدت أن روحاني سيرفض المشاركة في مأدبة ستقام في قصر الإليزيه، مرجعة الأسباب إلى أن ذلك الرفض يأتي "التزاما بتعاليم الإسلام" التي تمنع مشاركة القادة الايرانيون في حفلات استقبال تتضمن تقديم الخمور.

إيران وفرنسا .. وأربعة عقود من العلاقات المضطربة  

تتسم علاقات إيران وفرنسا بالاضطراب والتوتر وذلك منذ قيام الثورة الإسلامية في طهران في 1979 .. وفيما يلي أهم المحطات.

-    6 تشرين الاول/اكتوبر 1978 : فرنسا تستقبل آية الله الخميني الذي كان لاجئا في العراق.

-     في 31 يناير / كانون الثاني 1979 تنقله طائرة فرنسية إلى إيران حيث أسس جمهورية إيران الإسلامية  لكن دعم باريس لبغداد خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) والخلاف حول عقد "يوروديف" بعد توقف البرنامج النووي للشاه أدت إلى توتر العلاقات وأصبحت إيران تنعت فرنسا ب "الشيطان الأصغر".

-    17 يوليو/ تموز 1987 : قطع العلاقات بعد رفض وحيد غورغي الذي يعمل رسميا مترجما في السفارة   الإيرانية، المثول أمام القضاء الفرنسي الذي يحقق في اعتداءات 1985و1986 بباريس والتي خلفت 13 قتيلا.

-     في 16 حزيران/يونيو 1988 استئناف العلاقات بعد الافراج عن آخر الرهائن في لبنان ثم رفع في ديسمبر / كانون الأول 1988 الحظر الفرنسي الذي فرض في أغسطس/ آب1987 على النفط الإيراني.

-    5   و6 شباط/فبراير 1989  أول زيارة لعضو في الحكومة الفرنسية لإيران منذ 1979 هو وزير الخارجية رولان دوما.

-    27 تموز/يوليو 1990 : الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران يصدر عفوا عن أنيس النقاش قائد الكومندوز الذي حاول اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار اللاجىء في فرنسا في 1980. وغادر النقاش فرنسا في اليوم ذاته. وشكلت قضية نقاش موضع عملية لي ذراع بين طهران وباريس لمدة عشر سنوات.

-    6 أغسطس / آب1991  اغتيال شهبور بختيار قرب باريس. وحكم على إيراني يدعى علي وكيلي رضا في 1994 بفرنسا بالسجن المؤبد وكذلك على اثنين من شركائه.

-    29 ديسمبر / كانون الأول 1991  توقيع اتفاق بطهران ينهي خلافا استمر 12 عاما حول قضية "يوروديف".

-    9 نوفمبر / تشرين الثاني 1993  اعتداءات على السفارة الفرنسية ومكاتب الخطوط الفرنسية في طهران خلفت جريحا واحدا إثر الإعلان عن وجود مريم رجوي زوجة قائد مجاهدي خلق بباريس كلاجئة سياسية.

-    13 يوليو / تموز 1995  شركة توتال الفرنسية تحصل على عقد هو الأول من نوعه الذي توقعه طهران مع شركة أجنبية منذ 1979، ويتيح العقد لباريس أن تصبح أول شريك نفطي لإيران.

-    27 و29 أكتوبر/ تشرين الأول 1999  أول زيارة رسمية لفرنسا لرئيس إيراني منذ 1979 هو محمد خاتمي الذي عاد في أبريل / نيسان 2005.

-   21 أكتوبر/ تشرين الأول 2003  وزير الخارجية الفرنسي دومنيك دو فيلبان يزور طهران مع نظيريه الألماني والبريطاني لانتزاع اتفاق يعلق أنشطة تخصيب اليورانيوم.

-   27 آب/اغسطس 2007 : الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتحدث عن خطر قصف ايران معتبرا انه "من غير المقبول" أن تملك سلاحا نوويا. ويرد عليه نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد بنعته ب "قلة الخبرة".

-    16  يونيو / حزيران 2009  ساركوزي يندد "بالتزوير الواسع" الذي شهدته إعادة انتخاب احمدي نجاد. وبعد ذلك ب 15 يوما يتم توقيف الفرنسية كلوتيلد ريس في طهران بداعي اختلاطها بالمتظاهرين. وعادت الى فرنسا في 16 ايار/مايو 2010 مع الافراج بشكل شبه متزامن في فرنسا عن الإيرانيين مجيد كاكاوند الملاحق من القضاء الاميركي وعلي وكيلي رضا، فيما نفت باريس وطهران حصول أي صفقة.

-   23 سبتمبر / أيلول 2012  فرنسا في طليعة عملية تبني عقوبات أوربية ضمنها حظر نفطي، ضد ايران الخاضعة لعقوبات الأمم المتحدة منذ 2006.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل