المحتوى الرئيسى

انتقادات بالجملة لتغطية كارثة الطائرة الروسية

11/12 11:15

د. إبراهيم الصياد: الاعتماد على مصادر مجهولة فى التغطية أبرز الخطايا

د. سامى الشريف: موقف روسيا وبريطانيا احترازى.. والهجوم عليهما غير مبرر

انتقد عدد من خبراء الإعلام، طريقة التناول الإعلامى لقرار عدة دول أجنبية على رأسها روسيا وبريطانيا بتعليق رحلاتها إلى مصر وإجلاء رعاياها من مدينة شرم الشيخ استنادا لتقارير استخباراتية باحتمالية حدوث أعمال إرهابية جديدة، وذلك على خلفية سقوط طائرة روسية من طراز إيرباص 320 فى سيناء الأسبوع الماضى وعلى متنها 217 سائحًا روسيًا، بالإضافة إلى 7 من أفراد طاقمها.

قال الدكتور إبراهيم الصياد، الخبير الإعلامى، رئيس قطاع الأخبار السابق باتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن تبعية الإعلام المحلى فى مصر للدولى أوقعته فى أخطاء عديدة فى تناول الأزمة بداية من سقوط الطائرة حتى إعلان بريطانيا وروسيا وقف رحلاتهما إلى شرم الشيخ.

وأشار إلى أن أبرز الأخطاء التى وقع فيها الإعلام الاعتماد على مصادر خبرية غير موثوق فيها، لافتا إلى أن نظرية الإشاعة لعبت دورا كبيرا فى تقديم المعلومات المغلوطة التى تناولها الإعلام عن أسباب وقوع الحادث.

كما أكد وجود نوع من التهويل والتضخيم فى التناول الإعلامى لرد فعل روسيا التى أوقفت رحلاتها إلى شرم الشيخ وقررت إجلاء رعاياها من هناك، موضحا أنه بالنظر لهذا القرار من الناحية الموضوعية سنجد أنه داخلى من الطبيعى أن تتخذه أى حكومة فى نفس الوضع لحين انتهاء التحقيقات، والدليل على ذلك إعلان روسيا فيما بعد أنه إجراء احترازى وبالتالى لا يجزم وقوع الطائرة نتيجة عامل إرهابى، مضيفا أنه حتى فى حال افتراض أن العمل إرهابى فهذا يؤكد أن مصر فى معركة شرسة ضده وأنه قد آن الأوان لتوحيد جهود الدولة لمكافحته، ملمحًا فى الوقت ذاته إلى أنه قد يكون نوعا من العقاب لروسيا على تدخلها فى سوريا.

وقال إن ما زاد الموقف سخونة أن قرار بريطانيا تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ تزامن مع زيارة الرئيسى السيسى لها، مستبعدا وجود علاقة بين الزيارة والقرار رغم محاولات بعض وسائل الإعلام ربط الأمرين، مشيرا إلى أنه من المنطقى أن تقود روسيا الحملة وليس بريطانيا خاصة أنها صاحبة الشأن فيما يحدث.

ولفت إلى أن الإعلام اعتمد إما على مصادر غامضة وإما مجهلة للحصول على الأخبار المتعلقة بتداعيات الحادث مع الارتكان على جملة «أخبار أو معلومات استخباراتية» رغم أن هناك من له مصلحة فى إشاعة هذه النوعية من الأخبار استباقا للتحقيقات لإحراج مصر.

وأضاف أن الاعتماد على جمع الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعى أيضا كان من أبرز الأخطاء التى وقع فيها الإعلام فى تناول الحدث، رغم أن السوشيال ميديا من المعروف أنها ليست محل ثقة كاملة لجمع المعلومات.

من جانبه، استنكر الدكتور سامى الشريف، أستاذ الإعلام الدولى بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، قيام بعض وسائل الإعلام بمهاجمة بريطانيا واتخاذ مواقف عنترية تجاهها وصلت إلى توجيه السباب لها وللدول التى استجابت لها، مؤكدا أن هذه البلاد اتخذت هذا الإجراء من منبع حرصها على مصلحة مواطنيها ولا يمكن لأى دولة أن تتعامل بالعواطف فى مثل هذه الأمور لمجرد ارتباطها بعلاقات قوية مع مصر.

كما استنكر استغلال عدد من وسائل الإعلام المعارضة، هذا الأمر فى الهجوم على النظام، رغم أن الإضرار بمصر يمثل تهديدا لأمنها بالكامل.

وتابع: لا شك أن هذه الأزمة تشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد المصرى وبالتحديد قطاع السياحة، خاصة أن الروس والبريطانيين فى فصل الشتاء يمثلون من 60 إلى %70 من السياحة الوافدة إلى مصر، مما يمثل مشكلة حقيقية يجب التعامل معها بحذر على جميع المستويات اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا.

وأشار إلى أن الإعلام فوجئ بما كانت تدبره بريطانيا أثناء زيارة الرئيس لها وإعلان توقعها حدوث عملية إرهابية فى سيناء جراء سقوط الطائرة الروسية، وأعلنت تعليق رحلاتها لشرم الشيخ، الأمر الذى استجاب له عدد كبير من الدول الأوروبية إلى جانب روسيا وهو مستغرب جدا على حد قوله.

وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الاقتصاد السياسى، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، إن بعض الإعلاميين يحاولون استباق الأحداث سعيا وراء تقديم السبق الإعلامى أو الصحفى لتكون لهم الأولوية فى نشر أسباب سقوط الطائرة، فى الوقت الذى تسعى فيه بعض الوسائل الأخرى للترويج لمعلومات مغلوطة لتحقيق أهداف خاصة باختلاق أحكام ونشر معلومات غير موثقة قبل انتهاء التحقيقات.

وأوضحت أن بعض المعلومات التى تداولها الإعلام حقيقى والآخر لأهداف خاصة، لافتة إلى وجود استباق للتحقيقات حيث تتسرع بعض الفضائيات فى نقل أخبار دون التأكد منها، الأمر الذى ساهم فى وصول الوضع إلى هذه الدرجة من تخبط فى المعلومات حول أسباب سقوط الطائرة والتى أرجعها البعض لعملية إرهابية دون تأكد، مشددة على ضرورة أن تحرص هذه الوسائل على اقتناء المعلومة من مصدرها بدلا من الاجتهاد.

وأشارت إلى أن الجهات المعنية يجب ألا تكون سببا فى حدوث فراغ إعلامى أو فى المعلومات بين الدولة والإعلام، مشددة على ضرورة وجود اتصالات دائمة بين الطرفين حتى لا تترك الدولة مساحة للتلاعب أونقل أخبار مغلوطة من الخارج دون الرجوع لمصدرها.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل