المحتوى الرئيسى

فلسطين تحيى غدا الذكرى الـ11 لاستشهاد الزعيم ياسر عرفات.. ولد بالقدس وتلقى تعليمه بالقاهرة.. التحق بالجيش المصرى وشارك فى مواجهة العدوان الثلاثى.. نجا من عدة محاولات لاغتياله.. ووفاته لا تزال لغزا

11/11 03:33

تحيى فلسطين، غدًا الأربعاء، الذكرى الحادية عشرة لرحيل الزعيم ياسر عرفات، إذ توفى بعد صراع مع المرض فى أحد مستشفيات فرنسا يوم 11 نوفمبر 2004، ما شكل سبب وفاته حتى الآن لغزًا كبيرًا فى ظل شكوك كبيرة وراء تسميمه من قِبل إسرائيل.

ولد محمد ياسر عبد الرءوف عرفات القدوة الحسينى فى مدينة القدس المحتلة يوم الرابع من أغسطس عام 1929، وبعد وفاة والدته السيدة زهوة فى عام 1933 ترك ياسر عرفات وشقيقه فتحى منزل الأسرة فى القاهرة، وتوجها إلى القدس حيث أقاما فيها مع خالهما سليم أبو السعود حتى عام 1937 حين عادا إلى القاهرة، ليعيشا مع الوالد مع بقية الأسرة، والتحق ياسر بمدرسة "مدرسة مصر".

توجه عرفات إلى فلسطين فى ربيع عام 1948 حيث قاتل ضد "العصابات الصهيونية" بجنوب فلسطين، ثم انضم إلى"جيش الجهاد المقدس" الذى أسسه عبد القادر الحسينى، وعين ضابط استخبارات فيه، ثم التحق فى عام 1949 بكلية الهندسة فى جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا).

عرفات رئيسا لاتحاد طلاب مصر

أسس الرئيس الراحل ياسر عرفات، مع عدد من الطلاب الفلسطينيين "رابطة الطلاب الفلسطينيين" فى عام 1950 وانتخب ياسر عرفات رئيسا لها، ثم انتخب رئيسا لرابطة طلاب جامعة القاهرة فى عام 1952 وبقى محتفظا بالمنصب حتى نهاية دراسته فى عام 1955.

عمل مهندسا بشركة أسمنت مصرية

تخرج ياسر من جامعة القاهرة عام 1955، وعقب تخرجه أسس رابطة الخريجين الفلسطينيين، ثم عمل مهندسا فى "الشركة المصرية للأسمنت" فى المحلة الكبرى عامين 1956 و1957.

والتحق عرفات بالجيش المصرى فور اندلاع "حرب السويس" – العدوان الثلاثى على مصر – فى 28 أكتوبر عام 1956، وذلك كضابط احتياط فى وحدة الهندسة فى بورسعيد.

سفره للكويت وتأسيس حركة التحرير "فتح"

سافر عرفات إلى الكويت أواخر عام 1957 وعمل مهندسا فى وزارة الأشغال العامة، ثم أنشأ شركة للبناء وكرس الكثير من وقته لنشاطاته السياسية السرية، وأسس مع عدد من الفلسطينيين ومنهم خليل الوزير "أبو جهاد" حركة التحرير الوطنى الفلسطينى " فتح" فى الكويت أواخر عام 1957.

أصدر عرفات مع "أبو جهاد" صحيفة شهرية هى "فلسطيننا – نداء الحياة" فى 1959، ثم أسس معه أول مكتب لـ"فتح" فى 1963، ثم أسس المكتب الثانى للحركة فى العام التالى 1964 فى دمشق، وشارك فى المؤتمر التأسيسى لمنظمة التحرير الفلسطينية فى القدس فى عام 1964 كممثل عن الفلسطينيين فى الكويت، واعتقل فى سوريا أثناء قيامه بنقل أصابع ديناميت من لبنان إلى الأردن فى عام 1964.

إطلاق الكفاح المسلح ضد الاحتلال

أطلق الزعيم الراحل مع رفاق دربه فى "فتح" الكفاح المسلح مساء يوم 31 ديسمبر 1964 فى العملية العسكرية الأولى "عملية نفق عيلبون" ودخل إلى الأرض المحتلة فى يوليو 1967 بعد شهر على سقوطها فى قبضة الاحتلال عبر نهر الأردن للإشراف على سير عمليات الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى.

قاد عرفات قوات الثورة الفلسطينية فى تصديها للقوات الإسرائيلية فى معركة الكرامة فى الأردن فى 21 مارس 1968 ونجا خلالها من محاولة إسرائيلية لاغتياله، ثم عينته حركة "فتح" يوم 14 أبريل 1968 متحدثا رسميا باسم الحركة، وفى بداية شهر أغسطس من نفس العام عينته ناطقا وقائدا عاما للقوات المسلحة لحركة "فتح" المسماة بـ"العاصفة" وانتخابه فى المجلس الوطنى الفلسطينى الخامس من فبراير 1969 رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكان يتم تجديد انتخابه للمنصب فى دورات المجلس حتى استشهاده، واختارته مجلة "تايم" الأمريكية فى نهاية 1969 "رجل العام" وتكرر ذلك فى سنوات لاحقة.

مشاركته لأول مرة فى القمة العربية

شارك فى القمة العربية الخامسة فى الرباط ديسمبر 1969 بعد أن تكرست مكانته فى زعامة الفلسطينيين، ولأول مرة وضع مقعد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فى الصف الأول على قدم المساواة مع رؤساء وملوك الدول العربية الأخرى، ومنحت المنظمة حق التصويت فى القمة.

نجاته من الموت فى الأردن

نجا عرفات من الموت قصفا أكثر من مرة خلال أحداث سبتمبر 1970 فى الأردن، انتقل إلى لبنان مع انتهاء الوجود الفلسطينى المسلح فى الأردن فى يوليو 1971.

مشاركته فى قمة عدم الانحياز

وشارك بصفته رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة فى مؤتمر القمة الرابع لحركة "عدم الانحياز" فى 1973 فى الجزائر، حيث قرر المؤتمر الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وحيدا للشعب الفلسطينى، ثم انتخب نائبا دائما للرئيس فى حركة عدم الانحياز.

شارك عرفات فى مؤتمر القمة الإسلامى فى لاهور بباكستان فى فبراير 1974 والذى أعلن أن منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، وانتخب عرفات نائبا دائما للرئيس الدورى لمنظمة المؤتمر الإسلامى.

وكرس الزعيم الراحل مكانة المنظمة عربيا فى القمة العربية السادسة فى الرباط فى 28 أكتوبر 1974 التى اعترفت بمنظمة التحرير"ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطينى ".

توج عرفات النجاحات السياسية للثورة الفلسطينية يوم 13 نوفمبر 1974 حين ألقى خطابا تاريخيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال عبارته الشهيرة فى ختام الخطاب: "جئت حاملا غصن الزيتون فى يد، وفى الأخرى بندقية الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدى".

دوره فى الحرب الأهلية الفلسطينية

وقاد عرفات معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية بعد اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية فى عام 1975 متحالفا مع القوى الوطنية والتقدمية فى لبنان، كما حاول الإسرائيليون اغتياله فى يوليو 1981 حين قصفوا البناية التى تضم مقر قيادته فى حى "الفاكهانى" ببيروت ودمروها كليا ليدفنوا تحت انقاضها أكثر من 100 شهيد.

دوره فى معركة الصمود ببيروت 1982

كما قاد الرئيس الراحل قوات الثورة الفلسطينية فى معركة الصمود ببيروت 1982 وخلالها نجا من عدة محاولات لاغتياله، ثم غادر بيروت يوم 30 أغسطس عام 1982 على متن السفينة اليونانية "أتلانتيد"، وكانت اليونان محطته الأولى بعد المغادرة ومكث فيها يوما واحدا وغادرها إلى تونس المقر الجديد لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية فى المنفى.

تصديه لانشقاق "فتح" عام 1983

تصدى عرفات فى عام 1983 للانشقاق الذى نفذه عدد من عناصر "فتح" بدعم وتوجيه من الحكومة السورية، وعاد إلى طرابلس بشمال لبنان سرا عبر البحر فى 20 سبتمبر 1983 ليقود القوات الفلسطينية وحوصر فى طرابلس حتى 19 ديسمبر 1983 ليغادر بعدها ويزور مصر لينهى بذلك المقاطعة العربية لها.

انتخابه مجددا لرئيس حركة "فتح"

وجدد عرفات المجلس الوطنى فى اجتماعه بعمان فى 1984 الثقة به وانتخبه مرة أخرى رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة، وبعدها نجا مجددا من محاولة لاغتياله فى الأول من أكتوبر 1985 حين قصفت 8 طائرات إسرائيلية مقر قيادته فى "حمام الشط" بتونس ودمرته.

أعلن عرفات استقلال "دولة فلسطين" فى الدورة الـ 19 للمجلس الوطنى الفلسطينى فى الجزائر فى 15 نوفمبر1988، ثم ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 13 ديسمبر 1988 فى جنيف حيث قامت الجمعية العامة فى خطوة غير مسبوقة، بنقل اجتماعاتها من نيويورك خصيصا للاستماع إلى كلمته بعد أن رفضت واشنطن منحه تاشيرة دخول إلى نيويورك.

ريجان يفتح حوارا معه.. وزواجه من سهى الطويل

وأعلن الرئيس الفلسطينى الراحل فى جنيف يوم 14 ديسمبر 1988 قبول القرار 242 ونبذ الإرهاب، ما نتج عنه إعلان الرئيس الأمريكى رونالد ريجان، فتح حوار مع المنظمة فى أواخر عام 1988، ثم انتخبه المجلس المركزى الفلسطينى رئيسا لدولة فلسطين فى 30 ابريل 1989، وتزوج من السيدة "سهى الطويل" يوم 17 يوليو عام 1990 فى تونس.

نجاته من الموت بعد تحطم طائرته فى ليبيا

وكان قد نجا عرفات من موت محقق عندما سقطت طائرته وتحطمت فى الصحراء الليبية أثناء رحلة انطلقت من الخرطوم فى 7 أبريل عام 1992، ثم حضر مراسم توقيع "اتفاقية أوسلو" بين منظمة التحرير والحكومة الإسرائيلية فى 13 سبتمبر عام 1993 فى البيت الأبيض بواشنطن.

انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية.. وحصوله على نوبل للسلام

انتخبه المجلس المركزى الفلسطينى يوم 12 أكتوبر عام 1993 رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، وحصل بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين ووزير خارجيته شيمون بيريز، على جائزة "نوبل للسلام" فى عام 1994، وفى نفس العام حصل أيضا على جائزة "هوفوات ـ بوانيى" للسلام وجائزة "صندوق ريجان" للسلام، وجائزة الأمير "استورياس ولى العرش الإسبانى"، وحصل على عدة جوائز أخرى وأوسمة وشهادات دكتوراه فخرية من دول وجامعات خلال مراحل قيادته للشعب الفلسطينى.

وقع عرفات مع إسحق رابيين فى 4 مايو 1994 "اتفاقية القاهرة" لتبدأ مرحلة نقل الأراضى المحتلة "غزة ـ أريحا أولا" إلى السلطة الفلسطينية، ثم عاد إلى أرض الوطن فى 1 يوليو عام 1994 لأول مرة بعد 27 عام من الغياب القسرى بزيارة "استهلالية" لغزة وأريحا قبل عودته النهائية للاستقرار فى الوطن يوم 12يوليو 1994، وحين وصل إلى غزة ليبدأ من مقره فى "المنتدى" معركة بناء السلطة الوطنية وإقامة مؤسساتها، ثم رزق بابنته الوحيدة "زهوة "فى 24 يوليو 1995.

انتخب عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية بحصوله على 88.1% من أصوات المشاركين فى الانتخابات التى جرت لأول مرة فى قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية فى 20 يناير 1996.

مؤتمر القمة الثلاثية بكامب ديفيد

شارك الزعيم الفلسطينى فى مؤتمر القمة الثلاثية فى كامب ديفيد بالولايات المتحدة فى يوليو 2000 والتى انتهت بالفشل بعد رفضه لمحاولات فرض حلول إسرائيلية لقضايا الوضع النهائى، لتبدأ بعد ذلك الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الثانية إثر زيارة آرئيل شارون للحرم القدسى الشريف يوم 28 سبتمبر عام 2000.

تعرض لحملة منهجية أدارها شارون بدعم أمريكى فى عام 2001 لإلصاق تهمة الإرهاب به شخصيا، ثم منعته إسرائيل يوم 8 ديسمبر 2001 من مغادرة رام الله إلا بإذنها وبدأت فعليا مرحلة محاصرته فى رام الله، وغاب عن المشاركة فى القمة العربية فى بيروت فى 26 مارس 2002، لأن شارون هدد بأنه لن يسمح له بالعودة إلى الأراضى الفلسطينية إذا غادرها.

حصاره بالمقاطعة فى رام الله

حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره بالمقاطعة فى رام الله صباح 29 مارس 2002 ومعه 480 شخصا وأطلق الجنود النار والقذائف فى جميع الاتجاهات.

وانسحب الجيش الإسرائيلى من المقاطعة ليلة 2 مايو 2002 بعد تفجير آخر مبنى فيها، ولم يكن رفع الحصار كاملا، فقد حظر شارون على عرفات مغادرة الأراضى الفلسطينية إلا إذا قرر عدم العودة اليها، ثم هاجم الجيش الإسرائيلى مقره بوحشية يوم 5 يونيو 2002، ولم تسلم غرفته من الرصاص، ولم يصب بأذى لكن أحد حراسه استشهد وأصيب 7 آخرون.

وجد عرفات نفسه يوم 24 مايو 2002 أمام حرب صريحة من بوش عليه، فقد طلب بوش فى خطابه فى ذلك اليوم تشكيل قيادة فلسطينية جديدة ومختلفة، ودعا إلى رحيل عرفات عن منصبه، ثم تعرض مقره لهجوم جديد من قوات الاحتلال فى 19 سبتمبر 2002 واحتل الجيش الإسرائيلى المقاطعة لمدة 6 أيام وقصف مبنى الرئيس بالمدفعية.

تعرض عرفات لحملة أمريكية ـ إسرائيلية لإقصائه عن السلطة وتحويله إلى رئيس بصلاحيات محدودة فى أواخر عام 2002، وقررت الحكومة الامنية الإسرائيلية المصغرة مبدئيا فى اجتماعها يوم 13 سبتمبر 2003 "ازالته " وأطلقت بعد ذلك جملة من التصريحات والتلميحات حول التخلص منه، بقتله أو ابعاده أو سجنه وعزله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل