المحتوى الرئيسى

لغز يحير الأردن .. من قتل ثريا وجمانة

11/11 00:21

ليس هناك من قضية تطغى على الساحة الأردنية اليوم أكثر من موت الشقيقتين ثريا وجمانة السلطي، اللتين ماتتا في ظروف غريبة يعتريها الكثير من الغموض، وهو غموض دفع المذيعة الأردنية المعروفة إيمان العكور إلى التساؤل على صفحتها على تويتر عن حقيقة إعلان أن وفاة السيدتين المرموقتين  مجرد انتحار" هل يمكن لسيدة بهذا النجاح والتفاؤل أن تقدم على الانتحار؟ أكيد مستحيل، فمن غير المعقول أن تقدم سيدة مثل ثريا السلطي، وهي من أقوى 100 امرأة عربية على الانتحار ومعها شقيقتها.. هناك "لغز"، وأشارت الى وجود "أخبار متداولة أن مسؤولا من العيار الثقيل وراء مقتل ثريا وجمانة، الاسم لم ينشر، لكن المنصب كان كبير"، إلا أن السلطات الأمن الأردنية سرعان ما أصدرت بيانا قالت فيه أن مصرع الشقيقتين ثريا وجمانة السلطي، "لا يحمل شبهة جنائية"، مع ترك الباب مفتوحا أمام فرضية انتحار، يشكك بها الشارع الأردني، الذي استدعى إلى الذاكرة مباشرة قصة انتحار الفنانة المصرية سعاد حسني في لندن، مما يثير المزيد من التكهنات حول "الموت الغامض" ما ادى إلى دخول السفارة الأمريكية على الخط، لأن الشقيقتين تحملان الجنسية الأمريكية أيضا".

هذه الموت الغامض تناولته وسائل الإعلام الأردنية ومواقع التواصل الاجتماعي، وطرح الصحفي شاكر الجوهري على صفحته على الفيسبوك عددا كبيرا من الأسئلة التي تشكك بفرضية الانتحار وقال تحت عنوان "أسئلة مشككة بحكاية الانتحار..؟!!!"شيء ما في داخلي يجعلني شبه متيقن من أن الشقيقتين ثريا وجمانة سلطي لم تنتحرا أبدا..

أولا: لم يكون الانتحار في منطقة ربما لم تطآها من قبل (وهي منطقة الجويدة)..؟

ثانيا: لماذا تركت واحدة منهما رسالة لأبيها وأمها..؟!!!

ثالثا: لماذا لم  توقع الشقيقة الأخرى على ذات الرسالة..؟ ولماذا لم تعدا رسالة وداع مشتركة ما دامتا اتخذتا قرارا بالانتحار المشترك..؟!!!

رابعا: المقدم على الانتحار هل يكون منفعلا، على حد وصف شاهدة..؟

إن كان كذلك، فإنه يكون منفعلا بسبب الخوف من الموت الذي ينتظره.. وإن كان الأمر بيده فإنه بإمكانه التراجع عن فكرة الانتحار..!!!

خامسا: لماذا صعدت إحدى الشقيقتين إلى سطح العمارة قبل الأخرى، التي لحقت بها بعد ذلك..؟!!!

سادسا: ولماذا انتظرت الشقيقة الأولى حتى لحاق الشقيقة الثانية بها لينتحرا معا..؟!!!

سابعا: هل كان هنالك شخص ما داخل السيارة أرغمهما على الصعود لسطح العمارة تحت تهديد السلاح دون أن يغادر السيارة..؟

ثامنا: هل كان هنالك شخص آخر على سطع العمارة في انتظارهما ليدفعهما إلى حتفهما..؟!!!

تاسعا: عمارة قيد الإنشاء يفترض أن تكون "تنغل" بالعمال..؟ هل يعقل أن لا يستمع التحقيق لشهادة اي عامل..؟!!

فقط حارس عمارة ملاصقة سمع صوت السقوط ولم يره..؟!!!، وجارة في ذات العمارة التي شهد حارسها رأت الفتاتين تصعدان على سلم العمارة بعصبية ظاهرة، ولم تسمع صوت سقوطهما..؟!!!

عاشرا: ماذا عن حارس العمارة التي وقع الحادث فيها..؟!!!

حادي عشر: هل تكفي 48 ساعة للانتهاء من تحقيق في قضية مقتل مواطنتين في ظروف غامضة..؟!!!

ثاني عشر: لم التعجل بإحالة الأوراق إلى المدعي العام قبل أن يأخذ التحقيق مداه الكامل..؟!!!

ثالث عشر: فتاتان ناجحتان في عملهما بالتجارة.. هل يعقل أن تكونا اختلفتا مع أحد من التجار الآخرين..؟!!!

هذه الاسئلة التي يطرحها الشارع الأردني كله، وجاء الرد الرسمي عليها من المركز الإعلامي الأمني الأردني الذي قال: "إن لجنة التحقيق برئاسة نائب مدير الأمن العام وعضوية قائد أمن اقليم العاصمة ومدراء إدارات البحث الجنائي والمختبرات والادلة الجرمية والامن الوقائي المكلفة بإجراء التحقيقات الأولية في حادثة سقوط فتاتين أول أمس عن احدى العمارات قيد الانشاء في ضاحية الامير علي بالقرب من طريق المطار ضمن اختصاص مركز أمن الجويدة خلصت إلى عدم وجود شبهة جنائية في الحادثة".

إذن القضية انتهت إلى أنها حالة انتحار عادية، لكن السؤال الكبير هو: لماذا تنتحر سيدة أعمال ناجحة ومرموقة وتتمتع بسمعة طيبة ولم يعرف عنها التعاسة او الكآبة او المعاناة من أي مرض نفسي، او مشاكل عائلية. وكتب الدكتور مروان المعشر نائب رئيس الوزراء الأسبق كتب على صفحته  معزيا يقول :"عرفت الاثنتين "ثريا وجمانة" وكانتا مثالا للحيوية و النشاط و حب الحياة، كنت مدربا لكرة السلة لجمانة حين كانت في الثامنة من عمرها، ومن الصعب تصديق أنهما انتحرتا، نأمل ان تؤدي التحقيقات لمعرفة الحقيقة.

وتعبر السيرة الذاتية للشقيقتين عن تألقهما في المجتمع وعالم الأعمال، فثريا السلطي (43 عاما)، صنفت من قبل مجلة أربيان بزنس ضمن أقوى 100 امرأة عربية للعام 2014، وهي النائب الأول لرئيس مؤسسة "إنجازات" للناشئين حول العالم لمنطقة الشرق الأوسط. أما شقيقتها جمانة (37 عاما)؛ فتعد أول لاعبة أردنية في دوري الجامعات الأميركية ، كما لعبت في نادي الجزيرة أرامكس سابقا.

ونقل موقع "عمون" الأردني عن مصدر أمني قوله أن عاملاً مصريا ابلغ الجهات الأمنية عن حادثة سقوط في عمارة قيد الإنشاء تجاور العمارة التي يحرسها بضاحية الأمير علي في منطقة الجويدة على طريق المطار.

وكان على مقربة من الحادثة عدد من الأشخاص كانوا يرصدون أرضاً للبيع، وهم أكدوا أنهم سمعوا صوتاً لكنه لم تحدث جلبة أو أي تحرك غريب عقب عملية السقوط.

وتساءل الكاتب عبد الفتاح طوقان فيما إذا "تم استدراجهما إلى العمارة في منطقه الجويدة؟.. اذ من غير المنطقي لمن يقطن الشميساني أن يذهب إلى الجويدة للانتحار حيث ان جسر عبدون اقرب واسهل لهما مثلا، او عمارة التأمين في جبل عمان.

ولكن أن تذهبا إلى الجويدة فان المسافة اليها في حدود الساعة ومع حركة المرور فان الشخص يغير تفكيره أكثر من مرة، كما وهما اثنتان لنفترض جدلا اتفقتا على الانتحار معا، ألا تغير إحداهما تفكيرها خلال تلك المسافة أو أن تقنع إحداهما الأخرى بالعدول عن الفكرة، والتي لا سبب لها واضح خصوصا وأنهما غير معزولتين عن المجتمع. وقال: "هل تم خطف السيدتين؟ وتم إجبارهما تحت التهديد على الانتحار ولماذا؟ أم لا؟

ثم كيف تصعدان إلى أعلى البناية؟ وفي أي شقة وطابق كانتا موجودتين؟ ومع من؟ ومن يملك تلك الشقة؟ هل هي سكنية أم مكتب أم شركة؟ وأين تم ايقاف سيارتهما؟ هل جاءتا بمفردهما أم معهما سائق؟ أو اقتادهما أحد إلى موقع الجريمة؟

وكيف لا يمنعهما أحد من الانتحار؟ ولا يوجد أي أثر للتدابير التي اتخذتها كل منهما للانتحار من فوق تلك البناية؟، وهل أمسكتا يدي بعضهما وقفزتا معا ؟ أم أن واحدة سبقت الأخرى؟ وإذا قفزت واحدة قبل الاخرى ألم ترتعد الشقيقة لمنظر شقيقتها وهي تسقط؟

هل يمكن التأكيد أن كلتا السيدتين تعمدتا بمحض ارادتهما إنهاء حياتهما معا في نفس اللحظة؟ هل تم تشريح الجثة للتعرف إن كانتا تحت تأثير مخدر؟ أو أن إحداهما أختل توازنها فحاولت الأخرى مساعدتها فهوت معها؟ كم ارتفاع الجدار في أعلى المبنى وهل بالإمكان السقوط دون دفع او استخدام كرسي أو مساعدة؟ وإذا كانت جريمة هل كان هنالك أكثر من شخص وما الهدف من قتلهما؟ هل لإخفاء علاقة ما أو تخوف من افشاء شيء ما؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل