المحتوى الرئيسى

منقذ لاجئي جزر اليونان: الغوص وسط الجثث أصعب ما يقابله سباح في حياته

11/10 23:22

لقبته الصحف العالمية بالبطل إلا أنه رفض أن يكون هو حامل اللقب، واصفًا كل لاجئ سوري، حمل نفسه وأسرته دفاعًا عنهم حتى الموت، بأنه هو البطل الحقيقي.

وأبى أن تكون إجازته من عمله، مثل غيره من السابحين بين الترفيه والاسترخاء، وقرر أن يكون المنقذ الأول للاجئين بالمراكب المهاجرة من تركيا إلى اليونان.

اختار السباح والمنقذ الأرجنتيني نيكولاس منجوز مونتان، أن تكون سعادته هذا العام في إنقاذ أرواح تقاربت من الموت حد الغرق لتكون يداه أخر أمل لهم، تنتشلهم من بواطن البحار إلى البر فيكون كأسجين حياة يمنحهم فرصة جديدة للمواصلة بحايتهم.

ويصرح نيكولاس "لست بطل، بل السوريون والأفغان والعراقيون والهاربون من الحرب هم الأبطال؛ لأنهم استطاعوا اجتياز البحر، وتابعوا بعد ذلك رحلة برية شاقة وصولاً إلى إحدى الدول الأوروبية".

إلا أنه بقدر سعادتهم لإنقاذ العديد من الأرواح بقدر أن تلك الإجازة كانت كافية لجعله يبكي وحيدًا كالأطفال، فقد روى نيكولاس لإحدى الصحف الأرجنتينة عن تجربته: "اللحظات الصعبة تبدأ مع فريق الإنقاذ في حال اختل توازن القارب وقُلب رأسًا على عقب، وهنا الامتحان الصعب.. من ينقذون؟، فأن تسبح بين 300 شخص غارق كما حصل معنا وتسعى إلى إنقاذ من تستطيع منهم وسط جثث عائمة، هو ما يمكن أن يقال عنه لحظات عصيبة في حياة أي شخص".

وأضاف السباح البالغ من العمر 34 عامًا، وفقًا لـ"هافنتجون بوست"، "عندما قفزت مباشرة إلى المياه بعدما شاهدت قاربًا خشبيًا يقلّ قرابة 300 شخص قلبته أمواج البحر، وجدت نفسي في نهاية الأمر أسبح بين جثث تطفو فوق الماء، حاولتُ إنقاذ من بقي على قيد الحياة، يومها لم أستطع النوم بكيت مثل الأطفال".

وبمجرد أن يتم رصد القارب يبدأ نيكولاس والمنظمة الإسبانية التطوعية، التي اختار الانضمام إليها والتشارك في إنقاذ أكبر قدر من اللاجئين، في القفز مباشرة للمياه في محاولة لانتشال أكبر قدر من الأحياء قبل تحولهم لجثث هالكة.

فيما يعود السبب وراء تلك الخطوة من نيكولاس ومجموعة السباحين الإسبان الذين ساندوه، للصور التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا لـ4 أطفال ماتوا غرقًا، ويقول نيكولاس "وبما أن عملنا هو إنقاذ الناس من الغرق ونقوم بذلك على شواطئ محلية، لماذا لا نقوم بذلك لإنقاذ أشخاص لا يجدون من ينقذهم ولا أحد يساعدهم؟".

بالفعل بدأ في التنفيذ هو وباقي المنقذين وكانت الخطة أن تكون هناك مجموعة تعسكر بأعلى نقطة في الجزيرة للوقوف عليها، ورصد القوارب غير الشرعية القادمة من بعيد، هي فقط 9 كيلومترات ما تفصل بين تركيا وأول جزيرة يونانية، وفي حال كانت الظروف الجوية جيدة وتمت قيادة القارب بشكل جيد، فلن تستغرق الرحلة أكثر من 90 دقيقة، ليستمر نيكولاس على ذلك 15 يومًا كاملة على جزيرة لسبوس اليونانية، وهي وجهة المهاجرين غير الشرعيين من تركيا عبر بحر إيجة للانطلاق منها إلى أوروبا.

يبلغ عدد القوارب التي تصل إلى هذه الجزيرة اليونانية يوميًا قرابة 20 قاربًا، كلّ منها يحمل ما لا يقل عن 50 شخصًا، في حين أن طاقتها الاسيتعابية لا تتحمل أكثر 20 شخصًا فقط لتظل مرتكزة على سطح الماء دون انقلابها.

لم يكن نيكولاس وحده من تأثر بصور الأطفال الغارقة، ففي مطلع ستمبر الماضي بدأت منظمة بالفعل المنظمة التطوعية Proactiva Open Arms عملها في مساعدة اللاجئين، حيث تحرص المنظمة الإسبانية على استبدال طاقم الإنقاذ كل 15 يومًا بطاقم آخر.

وقد صرح أوسكار كامبس، مدير المنظمة الإسبانية، في رسالة نشرها على موقعهم على الإنترنت، أن "رحلة البحر التي يخوضها اللاجئون صعبة جدًا، ونسب الموت غرقًا مرتفعة بشكل كبير"، مناشدًأ السابحين والمنقذين في المشاركة لإنقاذهم وهو ما لاقي تفاعل إنساني بالفعل من قبل العديد من السابحين.

يغطي فريق الإنقاذ الأسباني  مسافة 17 كم من الشواطئ اليونانية والبحر لمساعدة اللاجئين القادمين من مختلف الجنسيات عبر تركيا في النزول بأمان إلى الشاطئ، وللأطفال الأولوية، حيث يحرص المنقذون بملابسهم الصفراء والفسفورية على استقبال الأطفال وإنقاذهم وتهدئتهم، بعد أن تزايد عدد المفقودين والغارقين أكثر من 450 لاجئ خلال العشرة أشهر الأخيرة، من مختلف الأعمار السنية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل