المحتوى الرئيسى

لندن ـ واشنطن.. مع الاعتذار للصاروخ البريطانى!

11/08 13:50

قامت بريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية بتصعيد غير مسبوق لحادث الطائرة الروسية، التى راح ضحيتها جميع ركابها بما فيهم طاقم الطائرة.

هذا الضجيج البريطانى يحتاج فى تحليله لتحديد بعض المعلومات، لمحاولة الوصول لاستنتاجات منطقية محددة على النحو التالى..

* استبقت بريطانيا رغم عدم تعرض مواطنيها لسوء.. جميع الدول بما فيها روسيا (صاحبة الحق الأول فى اتخاذ أى رد فعل) بوقف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ.

* أعلنت بريطانيا هذا الموقف أثناء وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى زيارة رسمية على أرضها.. فى شكل لا يليق دبلوماسيًا. ثم تبعتها تصريحات من الرئيس الأمريكى وقرارات من بعض الدول الأوروبية بوجه خاص.

* صرح الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء مؤتمر صحفى له مع رئيس الوزراء البريطانى بأن بريطانيا طلبت منذ 10 شهور تفقد إجراءات التأمين بمطار شرم الشيخ، وتم تلبية طلبهم لحقهم فى الاطمئنان على سلامة مواطنيهم.

* دعت مصر إلى تشكيل لجنة دولية شارك فيها خبراء من الدول المعنية، سواء دول التصنيع أو دولة التشغيل أو خبراء سلامة الطيران.. لتحديد الأسباب الحقيقية للكارثة التى حدثت.

* انتشرت بعض الأخبار المسربة من خبير فرنسى هنا ومسؤول بريطانى هناك عن تفجير الطائرة.. رغم عدم استكمال التحقيقات.. فى محاولات مستميتة لضرب موسم السياحة.

* اتخذ الرئيس الروسى بوتين قراراً بوقف رحلات الطيران لشرم الشيخ.. استجابة لتقارير أمنية من أجهزة بلاده، كإجراء احترازى طبيعى فى مثل هذه الأحوال. وسرعان ما تم تدارك الأمر بين الرئيس المصرى والرئيس الروسى.

* نشرت جريدة "ديلى ميل" البريطانية تقريراً يشير إلى نجاة طائرة تابعة لشركة تومسون الإنجليزية من صاروخ لدى اقترابها من مطار شرم الشيخ قبل شهرين. وذلك مع مراعاة أن الطائرة المدنية التى كانت تحمل 189 راكباً.. استطاعت عمل مناورة جوية لتفادى الصاروخ، وتجاهلت الحكومة البريطانية هذا الموقف، واستمرت فى رحلاتها السياحية لشرم الشيخ.. فى مغامرة فجّة بحياة مواطنيها، فضلاً عن صمتها طيلة شهرين مراعاة لمشاعر "الصاروخ".

* بعد سقوط الطائرة الروسية بشرم الشيخ، سقطت طائرة روسية أخرى فى السودان.. ورغم ذلك لم تجد كل هذا الضجيج السياسى والإعلامى. كما لم تجد كوارث أخرى طريقها للتصعيد على غرار: تفجير الطائرة الأمريكية المعروفة إعلامياً بـ "لوكربى" سنة 1988، أو مع الطائرة المصرية التى سقطت عقب إقلاعها من الولايات المتحدة الأمريكية بساعة سنة 1999، أو كما حدث بعد ضرب برجى التجارة العالمى سنة 2001، من خلال رحلات طيران داخلى فى نطاق الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة للتقصير الأمنى الواضح.

* المستفيد الأول من التصعيد والتهويل والترويج لروايات محددة هى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية لتحقيق هدفين: الأول هو تدمير مصر باقتصادها ونظامها الجديد، الذى ظهر بعد 30 يونيو، تنفيذاً لمخطط الشرق الأوسط الجديد المشرذم والمقسم لدويلات صغيرة، تابعة وضعيفة حسب الرؤية الأمريكية. والثانى هو إحداث نوع من الضغط على روسيا نتيجة تدخلها فى سوريا، وهو الأمر الذى ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية شكلاً وموضوعاً. وبالتالى، لا سبيل سوى بتهديد مصالح روسيا مباشرة من التنظيمات الإرهابية.

* بناء على ما سبق، نتأكد أن هدف تلك التصريحات والتسريبات البريطانية الأمريكية هو ضرب التحالف المصرى الروسى، فى ظل تقارب وجهتى النظر بين السيسى وبوتين.

* المعلومات المتوافرة إلى الآن.. تؤكد على سيناريوهين لا ثالث لهما. الأول: أن يكون الانفجار نتيجة لمشكلة فنية بالطائرة، سواء فى الصيانة أو فى مشكلة مباشرة بذيل الطائرة. السيناريو الثانى يرتكز على فكرة تفجير الطائرة من الداخل، وهو سيناريو يتجاوز الجماعات الإرهابية، لما يحيطه بتخطيط يميل فى إعداده وتنفيذه إذا ثبتت صحته إلى عمل أجهزة المخابرات، التى تتجاوز الإجراءات الأمنية التقليدية.

* هل من الصدف هذا الصمت الرهيب من الجماعة المحظورة على وسائل التواصل الاجتماعى (الفيسبوك وتويتر) بهذا الشكل الملفت.. فنلحظ اختفاء علامة رابعة، واختفاء شعار جماعة الإخوان الإرهابية.. وظهر بديل عن ذلك بروفايلات تحمل علم مصر أو غير ذلك من الشعارات المضللة للوهلة الأولى، فى محاولات مستمرة للتغلغل داخل صفحات المواطنين المصريين الداعمين لثورة 30 يونيو، وإحداث انقسام وحالة من الارتباك فيما بينهم.

نحتاج لكشف الحقيقة كاملة أمام الرأى العام العالمى، حفاظًا على صورتنا التى تضغط بريطانيا وغيرها لتشويهها أمام العالم.. فى محاولة خبيثة للهجوم على شرعية 30 يونيو، فى مقابل مساندة الجماعة الإرهابية. مع مراعاة أن السياسة الدولية الآن تدار طبقاً للتصور التالى:

ـ العنق: لندن (وهى تحتضن رموز الإسلام السياسى بمن فيهم من يتبع تنظيمات إرهابية تكفيرية.. للدرجة التى جعلت البعض يتعامل معها سياسيًا باعتبارها: لندستان).

ـ العقل المدبر: إسرائيل (والتى يهمها بالدرجة الأولى تحقيق الأمن والأمان لإسرائيل).

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل