المحتوى الرئيسى

مصالح بريطانيا مع السيسي تنسيها حقوق الإنسان

11/08 10:01

ظهر الموقف البريطاني تجاه مصر بشكل واضح في زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للندن بناءً على دعوة رئيس وزرائها ديفيد كاميرون، حيث بدا أن المملكة المتحدة وضعت المصالح الاقتصادية والجيوسياسية في شرق المتوسط، فوق اعتبارات حقوق الإنسان.

فكاميرون استقبل السيسي الذي قاد انقلاباً على أول رئيس منتخب في مصر، ليتحول من جنرال إلى رئيس جمهورية، ويشهد عهده انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، رغم إشادته (أي كاميرون) قبل حوالي أربع سنوات بالديمقراطية، عندما كان المحتجون على نظام مبارك يتظاهرون في ميدان التحرير في القاهرة.

لم تبد بريطانيا أي رد فعل يُذكر إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، حيث أولت اهتمامها إلى المصالح الجيوسياسية والاقتصادية، كما وقعت مع مصر خلال عهد السيسي اتفاقيات تجارة واستثمار بقيمة مليارات الدولارات. وأدى الدور الذي تقوم به مصر في الآونة الأخيرة في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي إلى تقوية العلاقات بين الجانبين.

وفي تصريحات للأناضول، أكد النائب في البرلمان البريطاني عن حزب الديمقراطيين الأحرار، توم براك، أن على الحكومة البريطانية ألا تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان في سبيل المصالح التجارية، معتبراً أن استقبال السيسي في بريطانيا يخلق انطباعاً بأن الحكومة ترغب في غض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها مصر.

بدوره اعتبر النقابي أندرو موراي، ممثل تحالف "أوقفوا الحرب"، أن أسباباً تجارية واستراتيجية كانت القوة الدافعة لزيارة السيسي، قائلاً إن المصالح التجارية تطغى على الديمقراطية، ووصف دعوة السيسي لزيارة بريطانيا بـ"الجائزة التي قدمت للانقلاب".

من جانبه، قال عضو هيئة التدريس في قسم الاقتصاد السياسي الدولي بكلية كينغز في لندن، روبرتو روكو، إن المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية، المتعلقة بالاستثمارات البريطانية في مصر وليبيا، كانت من العوامل المؤثرة على موقف كاميرون.

وأفاد روكو بأن بريطانيا تمتلك أسباباً جيوسياسية للتقارب مع نظام السيسي في إطار صراع النفوذ في المنطقة.

ويرى خبير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد "تشاثام هاوس"، ديفيد بوتر، أن بريطانيا تنظر إلى مصر باعتبارها شريكاً استراتيجياً، لذلك لم تتغير سياساتها تجاه مصر، في عهود مبارك، ومرسي والسيسي.

ووجه 55 سياسياً وأكاديمياً وناشطاً بريطانياً، الأسبوع الماضي، رسالة إلى كاميرون طلبوا منه فيها سحب الدعوة الرسمية، التي وجهها للسيسي لزيارة بريطانيا. وشهدت لندن خلال زيارة السيسي، التي بدأت يوم الأربعاء الماضي واستمرت ثلاثة أيام، مظاهرات احتجاجية، شارك بها نشطاء حقوقيون ومواطنون مصريون.

وأعرب كاميرون في مؤتمر صحفي مع السيسي، خلال الزيارة، عن سعادته لاستقباله، قائلاً إن مصر شريك يحمل أهمية حيوية لبلاده في المجالين الاقتصادي والأمني، مشيراً لكون بريطانيا ثاني أكبر مستثمر أجنبي في مصر.

يُذكر أن تقريراً أصدرته مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان، ومقرها في مدينة جنيف السويسرية، بداية الشهر الجاري، أشار إلى وفاة 323 شخصاً، في مراكز الاعتقال في مصر في الفترة من 2013 إلى 2015.

وتعتبر الحكومة البريطانية التعاون مع نظام السيسي مهماً في مجال مكافحة تنظيم داعش والتطرف، فضلاً عن قضايا التجارة والسياحة. ويؤكد نواب حزب المحافظين الحاكم، على الأخص، ضرورة التعاون مع مصر من أجل مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

ووقعت الحكومة البريطانية مع مصر في عهد السيسي عقد بيع أسلحة بقيمة 85 مليون إسترليني، فيما يزور حوالي مليون سائح بريطاني مصر سنوياً.

وعقب الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب، في انقلاب عسكري، واستلام السيسي مقاليد الحكم في البلاد، عززت الدول والشركات الغربية علاقاتها التجارية مع مصر، ووقعت اتفاقيات بقيمة 138 مليار دولار معظمها في قطاعي الطاقة والسلاح.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل