المحتوى الرئيسى

العراقيون يختلفون حول أحمد الجلبي: محررًا أم عميلا؟

11/04 21:28

احمد الجلبي إلى مثواه الأخير

تشريح جثمان الجلبي لشكوك بسموم تسببت بوفاته

تشييع الجلبي وطبيبان أميركي وبريطاني لكشف سبب الوفاة

رحيل أحمد الجلبي مهندس غزو العراق

لغط عراقي حول صفحة باسم الجلبي تفضح السياسيين

اختلف العراقيون حول أحمد الجلبي كما لم يختلفوا حول أي سياسي آخر، فقد فتح رحيله الابواب لمناقشة كامل سيرته السياسية، بسلبياتها وايجابياتها.

بغداد: شكّل رحيل السياسي العراقي وزعيم المؤتمر الوطني، أحمد الجلبي، انقسامًا بين العراقيين، تراوح بين محبّين وكارهين، وبين شامتين وشتّامين. البعض اتهمه بالخيانة والعمالة، فيما شكره آخرون على دوره في تحرير العراق من الديكتاتورية، مؤكدين بأنه كان الأفعّل في دفع واشنطن لتخليص العراق من نظام صدام حسين.

اراء العراقيين، التي تدفقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت اختلافًا عميقًا وجذريًا في النظرة إلى الرجل ودروه، وأدت إلى تفاعل واسع بين المؤيدين والمعارضين.

 فقد كتبت الناشطة قرطبة عدنان الظاهر، عبر صفحتها على موقع "فيسبوك": "قبل فترة ليست ببعيدة، أُطلقت حملة شعواء ضد احمد الجلبي، فاشتعل الفضول في قريحتي وقمت بالاستفسار من المقربين اليه في لجنة البرلمان المالية، التي ترأسها، فذكر لي بان الجلبي اصبح على دراية تامة بالحوالات المزورة لدى البنوك العراقية، واصبح يعرف ويدقق في اوراق خطيرة جدًا"، واضافت: "أجزم بأن احمد الجلبي لم يمت بشكل طبيعي، بل تم اغتياله بأمر دبر في احدى الدول المجاورة، لتذهب معه الحقيقة التي كان يبحث عنها الشعب العراقي، والايام المقبلة ستكشف لنا كامل الحقيقة".

اما الكاتب شوقي كريم حسن فأكد ان الجلبي قتل، وقال: "احمد الجلبي، خزان اسرار المعارضة العراقية وعرابها، الذي يدخل البيت الابيض دونما استئذان من احد، خذلته اميركا بعد التغيير، فراحت تقلل من اهميته وابعدته عن ما كان متوقعا له، فهو عارف بالخفايا والفضائح والفساد والدسائس، لكن الرجل الذي اقنع امريكا بالمجيء الى العراق، فشل في تكوين قاعدة شعبية. فراح يتخبط بين علمانيته وشيعيته وبكلاهما فشل واضاع اهدافًا، واضاف: "لقد قتل، كل الاشارات تشير الى ذلك، لان الجلبي فتح الابواب على مصراعيها وراح يتحدث عن فساد وارقام متجاوزًا الخطوط الحمر، الجلبي قُتل لانه اراد ان يسقط الفساد".

الى ذلك، كتب الدكتور قاسم حسين صالح، الاستاذ في علم النفس: "في العام 2003 التقيت أحمد الجلبي بمقر اقامته بمبنى المخابرات على راس وفد من كبار أساتذة جامعة بغداد، وكان هو الوحيد من بين رؤساء مجلس الحكم الذي انتصر لقضيتنا بتعديل رواتب ومخصصات اساتذة الجامعات"، واضاف: "المفارقة ان العراقيين انقسموا في يوم وفاته بين من نعاه اسفًا على رحيله، وبين من لعنه محملًا اياه ما حل بالعراق من دمار، كونه هو الذي اقنع امريكا بإسقاط النظام، وهذه حقيقة. فلولاه لبقي صدام الى يوم يخصه عزرائيل بالزيارة"، وأضاف: "عيب احمد الجلبي ان شخصيته انفعالية، وهذه ﻻ تصلح لقيادة بلد".

بدورها، قالت الكاتبة سلوى زكو: "لا احد من الشامتين بوفاة احمد الجلبي، أو شاتميه، يستطيع ان ينكر ان الرجل كان الاكثر ذكاء ومعرفة وكفاءة وخبرة من بين كل اولئك الذين تدفقوا علينا بعد سقوط النظام"، واضافت: شكّل الجلبي عقدة مستعصية لكل من جاء معه بعد الاحتلال، وفي كل مرة يقترب فيها من منصب يستحقه، تجد طوقًا من العزلة والمناورة يحيط بالجلبي ويبعده عنه"، وتابعت: "لعل وفاته كانت مبعث ارتياح لهؤلاء، لكن ليس لمثل الجلبي ان يترك الامور للمصادفة وبلا تحسب حتى للموت، ولا احسبه غادر دون ان يؤمن وسيلة للوصول الى ما لديه بعد غيابه الابدي".

من جانبه، علق الباحث الاسلامي غالب الشابندر على رحيل الجلبي بعبارة  "اذكروا محاسن موتاكم"، وقال: "الشماتة بالموت جبن وخسة ونذالة، الشماتة بالموت عار على الشامت، فالموت امر الله جل وعلا وليس امر الشامت او المشموت به"، وأضاف: "الجلبي اعطى للعراق، تُرى ايا منهم كان بهذه العبقرية الذهنية والاقتصادية، بل والعقلية الشجاعة التي تغامر بالحياة المرفهة لتقتحم حصون صدام حسين؟"،

وتابع: "كان الجلبي يغامر بكل حياته، فيما الدكتور الجعفري مشغول بحملات الحج اليتيمة، وكان الجلبي يقدم صكوك براءة بحق علي الاديب للاميركان، وعلي الاديب مشغول بتجارته في ايران، وكان الجلبي يعمل ليل نهار على اقتصاص الشعب من البعثيين المجرمين، فيما عمد موفق الربيعي إبى تعيين اخيه البعثي، وبعض من اقاربه، امناء على الامن القومي العراقي، وكان الجلبي يقدم دراساته الموضوعية الدقيقة في اقتصاد الدولة، فيما كان المالكي يخيط ويخربط بالمال العام، وكان الجلبي يفضح السماسرة بالارقام الحية، فيما كان خضير الخزاعي مشغولا باجتراح المناصب".

وأضاف متسائلًا: "هل كان بامكان حزب الدعوة ان يسقط صدام حسين؟ وهل كان بامكان المجلس الاعلى ان يهز شعرة في جسم صدام حسين؟ هل كان بامكان بعث سوريا ان يزلزل حكم صدام حسين؟".

الى ذلك، قال الاعلامي سالم مشكور: "ليس كل الفرحين أو الشامتين بالراحل أحمد الجلبي من المترحمين على صدام حسين، بينهم الكثير ممن تفرقهم السياسة والمصالح، لكن تجمعهم حالة شديدة من السادية والمازوخية في آن واحد، باتت تشكل سلوكاً عراقيا يصبغ المشهد العراقي بغالبيته، العراقي بات يبحث عن ثغرة لدى الاخر ليهاجمه ويشتمه فان لم يجد، إختلقها، خصوصاً إذا كان المقصود مسؤولًا أو سياسيًا أو ثريًا".

واضاف: "أحمد الجلبي ليس نبياً ولا معصوما من الخطأ، لكن له الكثير من الحسنات والانجازات، الابرز منها هو أنه قاد مسيرة طويلة من تحشيد دولي انتهى بالاطاحة بصدام حسين، لكن الامور سارت بغير الاتجاه الذي أراده بعد التغيير".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل