المحتوى الرئيسى

مترجم: كيف تكشف المتلاعبين بك وتضع حدًّا لهم؟ - ساسة بوست

11/04 15:32

منذ 1 دقيقة، 4 نوفمبر,2015

هناك أولئك الناس الذين تكمن قدرتهم الأساسية في التلاعب بالآخرين باستمرار، إنها دَيدَنُهم، وهم ببساطة لا يتصورون أن تستمر حياتهم إلا بهذه الطريقة.

يُمكن تعريف التلاعب النفسي بأنه ممارسة تأثير لا داعيَ له على الآخرين عن طريق التشويه الذهني للأفكار واستغلال العواطف بِنيَّة التحكم والانتفاع، والتَميُّز على حساب الضحية.

مِن المهم التفريق بين التأثير الاجتماعي الصحي والتلاعب النفسي. يحدث التأثير الاجتماعي بين أغلب الناس وهو جزء من التعامل الحيوي في العلاقات البَنَّاءَة، أما في التلاعب النفسي فإنَّ أحد الأشخاص يتم استغلاله لمصلحة شخصٍ آخر. ويَخلق المُتلاعِب (أي المُخادِع) عَمْدًا تفاوتًا في النفوذ ويستغل الضحية لخدمة أهدافه.

هناك خمس خصائص مشتركة بين الأشخاص المتلاعبين:

1- يعرفون كيف يكتشفون نقاط ضعفك.

2- بمجرد إيجادها، يستخدمونها ضدك.

3- من خلال مكائدهم الماكرة، يقنعونك بالتنازل عن شيءٍ يخصك لخدمة مصالحهم الأنانية.

4- في العمل والمواقف الاجتماعية والعائلية، بمجرد أن ينجح المُتلاعب في استغلالك والاستفادة منك فإنه سيكرر هذا الانتهاك حتى تضع حدًّا لهذا الأمر.

الأسباب الأساسية للتلاعب المتكرر معقدة وعميقة الجذور، لكن أيًا ما كان الأمر الذي يجعل الفرد مُتلاعبًا بالآخرين فإنَّ الأمر ليس سهلا عندما تكون أنت المُستَقبِل لهذا الاعتداء (أليس كذلك؟). كيف يُمكن للمرء أن يتمكن من إدارة وعلاج هذه المواقف بنجاح؟ إليك ثمانية مفاتيح للتعامل مع الأشخاص المُتلاعبين. ليس كل النصائح التالية يمكن أن تنطبق على موقفك الراهن، ببساطة استخدم ما ينفعك واترك الباقي.

1- اعرف حقوقك الأساسية كإنسان

أحد الإرشادات الأكثر أهمية في التعامل مع الشخص المُتلاعب هو أن تعرف حقوقك وأن تلاحظ عندما يتم انتهاكها. طالما أنك لا تؤذي الآخرين فإن لديك الحق أن تدافع عن حقوقك، أما إذا جلبتَ الضرر للآخرين فسوف تخسر هذه الحقوق. إليك بعضًا من حقوقنا الأساسية كبشر:

لديك الحَقَّ في أن تُعامَل باحترام. لديك الحَقَّ في التعبير عن مشاعرك وآرائك، واحتياجاتك. لديك الحَقَّ في ترتيب أولوياتك. لديك الحَقَّ في قول كلمة “لا” دون الشعور بالذنب. لديك الحَقَّ في أن تأخذ ما دَفعت لأجله. لديك الحَقَّ في أن تملك آراءً مختلفة عن آراء الآخرين. لديك الحَقَّ في الاعتناء بنفسك وحمايتها من التهديد المادي والفكري، والعاطفي. لديك الحَقَّ في تكوين الحياة السعيدة والصحية الخاصة بك.

هذه الحقوق الأساسية تمثل حدودك مع الآخرين.

بالطبع مجتمعنا مليء بأناس لا تحترم هذه الحقوق، وخصوصًا هؤلاء المتلاعبين النفسيين الذين يريدون تجريدك وحرمانك من هذه الحقوق ليتمكنوا من السيطرة عليك واستغلالك. ولكن أنتَ لديك القدرة والسلطة الأخلاقية لإعلان أنَّك أنت المتُحكم في حياتك وليس هم.

2- حافظ على مسافة بينكما

إحدى طرق اكتشاف المُتلاعب هي أن تراه يُظهر أكثر من وجه لأناس مختلفين في المواقف المختلفة، على الرغم من أننا جميعًا نملك درجة من هذا النوع من التمايز المجتمعي، إلا أن بعض المتلاعبين النفسيين يميلون عادةً إلى الإسهاب في الأمر. كأن يكونوا في قمة الأدب مع شخصِ ما، وفي قمة الوقاحة مع آخر، أو أن يكونوا عاجزين تمامًا في لحظة ما، ثم في قمة العدوانية في اللحظة التي تليها. عندما تَلحَظ هذا النوع من السلوك في أحد الأفراد يتكرر بانتظام، فحافظ على مسافة صحية وآمنة بينكما، وتجنب الانخراط مع هذا الشخص إلّا إذا كنت مُضطرًا لذلك. وكما ذكرنا سابقًا أنَّ التلاعب النفسي المزمن معقد وعميق الجذور، فليست وظيفتك أن تقوم بإنقاذهم.

3- تجنب جَلد الذات وأخذ الأمور بشكل شخصي

بما أن هدف المتلاعب هو البحث عن نقاط ضعفك واستغلالها، فمن المفهوم أنَّك قد تشعر بالنَقص أو حتى تلوم نفسك بسبب عدم إرضائك للشخص المُتلاعِب، في هذه المواقف تذكر أنك لست المشكلة، لأنك ببساطة يتم التلاعب بمشاعرك لتشعر بالسوء تجاه نَفسِك. ولذلك يزيد احتمال أن تتنازل عن قوتك وعن حقوقك. عند حدوث ذلك ادرس علاقتك مع هذا المُتلاعب، واسأل نفسك هذه الأسئلة:-

هل تتم معاملتي باحترام حقيقي؟ هل توقعات هذا الشخص وطلباته مني معقولة؟ هل العَطاء في هذه العلاقة في المقام الأول متبادل أم في اتجاه واحد؟ وفي النهاية، هل أشعر بحالة جيدة في هذه العلاقة؟

إجاباتك على هذه الأسئلة تعطيك مؤشرات مهمة عمَّا إذا كانت المشكلة هي مشكلتك أم مشكلة الشخص الآخر.

4- ضَع الكرة في ملعبهم بطرح أسئلة مُستقصية وموضوعية

حَتمًا سيطلب المُتلاعبون النفسيون منك أن تفعل شيئًا (أو سيأمرونك بذلك). هذه “العروض” غالبًا ما ستجعلك تبذل ما في وسعِك لتلبية حاجاتهم. عندما تسمع التماسًا غير منطقي، فمن المفيد أن ترمي الكرة في ملعب الشخص المُتلاعب بطرح القليل من الأسئلة المُستقصية، لترى إذا ما كان لديه الوعي الذاتي بعدم المساواة في مكيدته، على سبيل المثال اسأله:

هل يبدو هذا منطقيا لك؟ هل ما تطلبه مني يبدو عادلًا؟ هل لي رأي في هذا الأمر؟ هل تطلب الإذن مني أم أنك تُخبرني؟ ماذا سأستفيد من ذلك إذًا؟ هل حقًا تتوقع مني أن (أفعل كذا)؟

عند طرحك لمثل هذه الأسئلة فأنت تضع مرآة أمامه، وذَلِك سيمكن المُتلاعب من رؤية الصورة الحقيقية لحيلته. وإذا كان لديه درجة من الوعي والإدراك الذاتي فسوف يقوم على الأرجح بسحب طلبه والتراجع.

على الجانب الآخر فإن المُتلاعبين المَرضَى (كما في حالة النرجسيين) سيصرفون نظرهم عن أسئلتك وسيصّرون على أن يكونوا مصدر إزعاج لك. إذا حَدَث ذلك فقم بتطبيق أفكارٍ من النصائح التالية لتحتفظ بسيطرتك على الموقف، وتُوقِف التلاعب.

بالإضافة إلى الطلبات غير العقلانية، فإن المُتلاعب غالبًا ما سيتوقع منك أن تُجيب عليه في الحال. وذلك حتى يحقق أقصى قدر من الضغط عليك والسيطرة على الموقف (مندوبو المبيعات يسمون هذا “إتمام الصفقة“). خلال هذه اللحظات بدلًا من أن تعطيه ردًا على الفور، خذ في الاعتبار استخدام الوقت لصالحك، وإبعاد نفسك عن تأثيره المباشر عليك. يُمكِنُك أن تتدرب على قيادة الموقف ببساطة عن طريق قولك:

انظُر مدى قوة هذه الكلمات البسيطة عندما تُقال من الزبون لمندوب المبيعات، أو عندما تُقال في مَشهدٍ رومانسي لمُطارِد مُتَلهف، أو مِنكَ إلى الشخص المُتلاعب. خُذ الوقت الذي تحتاجه لتقييم إيجابيات وسلبيات الموقف، وللتفكير إذا ما كنت تريد التفاوض على تسوية أكثر إنصافًا. أو أنك ستكون أفضل حالًا إذا قلت “لا”. وهذا يقودنا إلى النقطة التالية…

6- اعرف كيف تقول “لا” بدبلوماسية ولكن بحزم!

لكي تكون قادرًا على قول “لا” بدبلوماسية ولكن بحزم فعليك أن تتدرب على فن التواصل. إذا تم صياغتها بفاعلية فستسمح لك بالثبات على موقفك مع الحفاظ على علاقات أكثر مرونة. تَذَكَّر أن حقوقك الأساسية كإنسان تتضمن الحق في أن ترتب أولوياتك على طريقتك، والحق في أن تقول “لا” دون الشعور بالذنب، والحق في اختيار حياتك السَويَّة السعيدة.

7- واجه المتنمرين لكن بشكلٍ آمن

يُصبح المُتلاعب النفسي أيضًا مُتنمرًا عندما يقوم بترويع أو إيذاء شخص آخر.

أهم شيء يجب أن تضعه في عقلك عن المتنمرين هو أنهم يتنمرون على من يرونه ضعيفًا، لذلك طالما أنك بقيت سلبيًا ومُذعنًا فإنك ستجعل من نفسك هدفًا لهم. لكن كثيرًا من المتنمرين هم جبناء من الداخل أيضًا. عندما يبدأ الشخص المُستهدَف في إظهار الشجاعة ويدافع عن حقوقه فغالبًا ما سيتراجع المُتنمِّر. هذا الأمر حقيقي في ساحات المدارس وأيضًا حقيقي في البيئات المحلية والمكتبية.

وكملحوظة تعاطفية: الدراسات أظهَرت أن العديد من المتنمرين هم أنفسهم ضحايا للعنف. هذا ليس عذرًا أبدًا للتنمر، ولكن يُمكن أن يساعدك في التفكير في المُتنمر بشكل أكثر اتزانًا:

“عندما لا يحب الناس أنفسهم كثيرًا، فسيضطرون لتعويض ذلك، المتنمر التقليدي هو في الواقع ضحية أولًا”. – توم هيدليستون

” بعض الناس يحاولون أن يكونوا طُوال القامة بقطع رؤوس الآخرين”. – برمهنسا يوغانندا

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل