المحتوى الرئيسى

السوريون فرحون بفوز أردوغان

11/04 10:28

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

اردوغان سيطلب من حزبه تشكيل ائتلاف حكومي

اردوغان قلق من تقدم القوات الكردية في شمال سوريا

اردوغان يدعو الاتراك في المانيا للتصويت في الانتخابات

اردوغان يعقد اجتماعا مفاجئا مع مسؤول في حزب معارض

اردوغان: الناخبون صوّتوا لمصلحة الوحدة والسيادة

الاسلام... ورقة اردوغان في الانتخابات التشريعية

 الفوز الكبير لحزب العدالة والتنمية حضر على المائدة اليومية للسوريين، بحيث منحوه إهتمامًا خاصًا نظرًا للتداعيات المحتملة لهذا الفوز على مستقبلهم ومستقبل المنطقة برمتها.

بهية مارديني: لم يستطع السوريون اخفاء فرحتهم بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية، واعتبروه عرسًا للديمقراطية وثمرة للجهد الذي قام به الزعماء الأتراك، فقد امتلأت صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي بصور أردوغان وأوغلو منذ اعلان النتائج، واستطاعوا في حديثهم مع "ايلاف"، تحليل الشأن التركي بدقة، نتيجة متابعتهم اليومية لأحداثها، ولأنه بات أمرًا يعنيهم في سنوات التشرد الاخيرة.

ووصف الناشط والمعارض السوري، عمر الشواف، الانتخابات بأنها "كانت مفاجئة بكل المعايير"، موضحًا "أن الفترة بين الإنتخابات السابقة والحالية هي أقل من ٥ أشهر، ولا يمكن التوقع بهذا الحجم من التغيير في مزاج الناخب وتوجهاته". 

وقال: "النتيجة تشير أن هذه النسبة هي القاعدة الانتخابية الحقيقية لحزب العدالة والتنمية، وأن الناخب الذي صوّت في الانتخابات الماضية لأحزاب أخرى ولأسباب أهمها عدم تصويبه للسياسة المتسامحة في ما يخص القضية الكردية، عاد وصوّت له حين رأى قرار الحزب الحاسم في مكافحة النشاط الإرهابي لحزب العمال الكردستاني، كما أن الناخب الكردي المحافظ الذي تخلى عن حزب العدالة والتنمية عاد ليصوت له بعد أن رأى فشل سياسة حزب الشعوب الديموقراطي في التعامل مع المكتسبات التي حظي بها في انتخابات حزيران (يوليو) الماضي".

وأكد الشواف أن "هذه العيّنتيّن من الناخبين استعادت الاصوات التي أودعتها لحزب الحركة القومية اليميني وحزب الشعوب الديموقراطي وأعادت ايداعها في خانة حزب العدالة والتنمية". 

يرى المحللون بأن السبب الرئيسي لهذه النتائج يكمن في رغبة المواطن التركي الباحث بالاستقرار الاقتصادي والسياسي، فيما "لفت" الشواف الى أن المواطن "يتخوف من فشل الأحزاب المعارضة في أن تكون بديلًا قادرًا على إدارة دفة الحكم، فصوّت لاستمرارية الاستقرار الذي تميزت به تركيا في فترة الـ ١٣ عام الماضية، والتي تربع خلالها حزب العدالة والتنمية على دفة السلطة". 

وأشار الى "قدرة الحكومة المؤقتة خلال الـ ٣ أشهر الماضية في المحافظة، نوعًا ما، على الاستقرار الاقتصادي فيما تخوض حربًا على ٣ جبهات في آن واحد، تحولت لأصوات عززت ثقة الناخب بالحزب ومكنته من التفرّد بالسلطة لأربعة أعوام جديدة".

هناك عامل آخر مؤثر وهو الحرب الشعواء التي شنتها جميع أحزاب المعارضة ضد اردوغان كرئيس للجمهورية، والذي يعد الاب الروحي لحزب العدالة والتنمية،  ما اعتبره الشواف سببًا "أخاف أيضًا المواطن العادي من صراع مراكز القوى في حال تمكنت المعارضة من الوصول إلى السلطة، بالإضافة إلى نجاح أردوغان، بشخصيته الكاريزمية، في الإمساك بدفة السياسة الخارجية وإدارتها بالطريقة الأمثل ضمن حقل الألغام الذي يحيط بتركيا من جميع الأطراف، كان له أثر مهم".

وأضاف: "باختصار، بعد أن تمكن حزب العدالة والتنمية من تحقيق هذا الفوز الساحق، من المتوقع أن نرى قريبًا خطوات مفاجئة على صعيد انجاز الاصلاحات الدستورية وملف السلام مع الأكراد، وربما خطوات أكثر راديكالية على صعيد الملفات الخارجية، وعلى رأسها الملف السوري ".

وردًا على سؤال حول ما يجري على الصعيد الداخلي وعلاقته بسوريا، أشار الى "ارتفاع نسبة المصوتين لحزب العدالة والتنمية في الولايات التي تضم العدد الأكبر من السوريين (هاتاي، كلس، أورفا، وغازي عينتاب) عن انتخابات حزيران الماضي، بنسب تتفاوت من ١١،٥ الى ١٦،٩، وهذا ما يمكن اعتباره مصادقة على سياسة الحكومة الداخلية فيما يتعلق بقضية اللاجئين السوريين".

أما خارجيًا، فقال: "تشكل الملفات الخارجية في الغالب آخر حلقة في هموم الناخب الذي ينتمي إلى الدول الديموقراطية، لكن ارتباط الملف السوري بالملف الأمني يمنحه حيزًا أكبر من تفكير المواطنين الأتراك، وبالتالي فان النجاح الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية يعتبر، ولو جزئيًا، مصادقة على الموقف الحكومي من الملف السوري، ما سيدفع الحكومة المقبلة إلى التصلب أكثر، مرفقًا بزيادة في التصعيد الذي بدأ بإعلان الجيش التركي قصفه للمليشيات الكردية، كما أن التحولات الإيجابية في موقف السعودية سيساعده أمام الرأي العام، الذي كان جزءا منه يُتهم الحكومة بالاندفاع وحيدة أكثر من العرب في الشأن السوري، ناهيك عن بدء ظهور مؤشرات تقارب في الموقف الأوربي بعد التصعبد الذي شهدناه في أزمة اللاجئين".

وأضاف "قمة العشرين التي ستنعقد بعد أسبوعين في تركيا التي ترأس الدورة الحالية، والحضور المؤكد لكبار الزعماء من اوباما وبوتين والعاهل السعودي الملك سلمان إضافة إلى هولاند وميركل وكاميرون، ربما يشكل فرصة جيدة لرؤية أوضح للموقف التركي الجديد، وتأثيره على المشهد السياسي بأكمله".

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي السوري غياث سحلول أن" الخمسة اشهر التي فصلت بين انتخابات حزيران والانتخابات المبكرة في الاول من تشرين الثاني، أعادت الحزب الى الواجهة السياسية ليتصدر قائمة الانتخابات".

وفاز حزب العدالة بصدارة المجلس وبـ 317 نائب ليحكم من خلال هذه النتائج اربع سنوات جديدة ولكن سحلول عبّر عن اعتقاده بأنه سيحكم "بصياغة اكثر توازن مما كان، حيث انتخابات حزيران اعطته درسًا كبيرًا في تطبيق سياسته الداخلية، اولًا، من حيث الاستقرار الاقتصادي، فالناخب التركي اكبر همه هو ان يكون في استقرار امني واقتصادي، ولكن سياسة الحزب الخارجية، بتبنيّه سياسات اقليمية انعكست على الوضع الاقتصادي للمواطن التركي، بالاضافة الى الخلافات مع امريكا حول سياسات الحكومة تجاه سوريا والاكراد، ادى ذلك الى خسارة حزب العدالة والتنمية في شهر حزيران" .

وأضاف: "بعد فشل الحزب بالائتلاف مع حزبيّ الشعب الجمهوري والحركة القومية، وابتعاد حزب الشعوب الديمقراطي عن اي ائتلاف، تم الاتفاق الى الذهاب نحو انتخابات مبكرة، واعتقد انها كانت اكبر خطيئة يرتكبها الحزبان المعارضان، فقد استشعر المواطن التركي خلال الخمسة اشهر بان تركيا ذاهبة الى انقسامات تؤدي الى حروب داخلية، حتى الناخب اليساري الذي أيد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي اعاد صوته الى العدالة والتنمية، بالاضافة الى استقالة ارتغرل توركش، ابن مؤسس حزب الحركة القومية، ودخوله الى حزب العدالة، ما اعطى للعدالة اصوات الناخبين القوميين المؤيدين لتوركش" .

وقال: "لابد أن نعرّج على الحرب التي عادت بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني، والتى ادت الى زعزعة الاستقرار في شرق وجنوب شرق تركيا وتفجيري انقرة، وبالتالي فإن عدم فوز حزب العدالة في هذه الانتخابات سيعيد مشهد الاشهر الخمسة، سواء من الناحية الامنية أو الاقتصادية".

وبناء على ما تقدم، تحدث سحلول عن "أن المواطن التركي شعر بان حزب العدالة قد نهض به امنيًا واقتصاديًا حيث تقدم وازدهر، وبناء على التجارب السابقة مع الحزب، والمقارنة بالأشهر الخمسة، اعاد صوته بقوة للحزب، ليتقدم بنسبة كبيرة".

وعن الدور التركي في الشأن السوري وارتدادات الانتخابات ونتائجها، قال: "منذ بداية الحرب كان لتركيا دور كبير على الشارع السوري، فهي احد اللاعبين الاساسيين والتي استقبلت اكثر من مليوني لاجىء سوري وقدمت لهم الحكومة التركية تسهيلات بالاقامة والعمل، ولهذا فان فوز حزب العدالة والتنمية سينعكس ايجابًا على المواطنين المقيمين".

اما بالنسبة للشأن السياسي فبيّن "أن الامر متعلق بسياسات دولية مفروضة على الساحة التركية ونلاحظها من خلال الخلافات بين تركيا واميركا، بالنسبة للشقين الاكراد والتنظيمات الاسلامية سواء المتشددة او المعتدلة وتقديم يد العون للمعارضة السورية، وكلنا يعلم ان لتركيا دور كبير في ما يجري بالداخل السوري سواء اكان سياسي ام عسكري، وانا اعتقد ان هذه الانتخابات ستعيد تركيا حساباتها بعد الدعم الامريكي للاكراد، من حيث انشاء دولة كردية في الشمال السوري وعدم السماح لها بانشاء منطقة امنة" .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل