المحتوى الرئيسى

تعرف على القصة الحقيقية للكوميكس ولغز «العميل اكس»

11/03 17:14

الباحث الأمريكى : الكوميكس فن له دلالة سياسية

الكوميكس ليس نتاج الثورات ..ولبنان حملت الجذور الأولى

رقابة النشر تقضى على تجارب الكوميكس الأولى

انطلق أسبوع الكوميكس فى مصر فى نسخته الثانية تحت عنوان ” فن الكوميكس و حرية التعبير ” ، والذي يشهد هذا العام مشاركات من سويسرا، إنجلترا، وألمانيا، والولايات المتحدة بالإضافة إلى مشاركات واسعة من جانب الفنانين المصريين .

وشهد الافتتاح استعراض القصة الحقيقية لنشأة و تطور الكوميكس فى الوطن العربى ، و من هو العميل ” اكس ” الذى كان مسئولا عن تصدير الكوميكس للمنطقة ، و التجارب الأولى للكوميكس ، و قوانين النشر التى قضت على تلك التجارب فى باكورتها ، و كيف حكمت العقلية العسكرية حتى مجلات الأطفال الهزلية بعد تأميم الصحف فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، و استخدامها فى التوجيه .

و على المستوى العربى كانت التجربة اللبنانية هى الأبرز ، أما المجلات الخليجية فاحتكرت الرسامين ، فليس هناك للمنافس أمام الريال ، فى حين فتحت الثورة التكنولوجية الباب أمام تجارب أكثر جرأة .

و فى البداية تحدث الناشر محمد البعلى عن بداية مهرجان أسبوع الكوميكس و انطلاقة الدورة الأولى من أسبوع الكوميكس فى ٢٠١٣ برعاية صفصافة و المعهد الفرنسى و معهد جوته ، مشيرا أن حجر الأساس هذا العام هو ” حرية التعبير ” الذى يضيق بها النظام السياسى ، سواء فى الكوميكس أو أى شكل من أشكال حرية التعبير .

و أضاف أن ما حدث مع الكاتب أحمد ناجى ، و التحقيق معه بسبب روايته ” استخدام الحياة ” التى أعدتها النيابة خادشة للحياء ، هو شكل من أشكال التعدى على حرية التعبير .

من جانبه تحدث الكاتب و الباحث الأمريكى “جوناثان جاير” المقيم فى مصر ، و صاحب مدونة ” أم كارتون ” و التى تتناول واقع الكوميكس فى مصر ، و يكتبها باللغة الإنجليزية ، عن دراسته الهامة عن القصة الحقيقية للكوميكس فى الوطن العربى .

و أكد جاير أن كل الكوميكس بشكل أو بآخر لها دلالة سياسية ، مشيرا أن موجة الكوميكس اجتاحت المكتبات العربية ، و خاصة فى مصر التى تعد قاعدة النشر فى العالم العربى ، كما انتشر هذا النوع فى الجزائر و المغرب و تونس و لبنان .

و أوضح الباحث الأمريكى أن الاعتقاد بأن الكوميكس انتشر بعد ثورة 25 يناير 2011 ، هو اعتقاد خاطئ ، ففى عام 1930 كان يوجد فى مصر مجلة ” الفكاهة ” .

كما اشار أن نشأة الكوميكس فى الوطن العربى تأثرت بأنواع عديدة منها الرسوم المصورة للأطفال كميكى و سوبرمان و الأبطال الخارقين ، و الكاريكاتير ،والجرافيك ،و المانجا .

و لأن السائد أن لبنان كانت هى أول من حملت الجذور الأولى للكوميكس ، انطلق جاير إلى بيروت ، ووجد أن فى عام 1980 قام رسامون لبنانيون بعرض تجاربهم مع الحرب ، و كان ذلك فى وقتها ثورة فى عالم الوميكس بالوطن العربى .

و من الذين أطلقوا هذا الفن بقوة فى لبنان ، هو الفنان ” جاد خورى ” صاحب مجلات ” السمندل ” المصورة ، و مجلة ” من بيروت ” و التى اطلقها ٨ رسامين ، و كانت زوجة جاد خورى أحداهم ، فكانت مديرة مبادرة الكوميكس من بيروت، و رسامو الكوميكس الجدد ببيروت تأثروا بجاد و مجلة ” من بيروت ” .

أما فى القاهرة فظهرت مجلة ” مترو “لمجدى الشافعى عام ٢٠٠٧ ، و قد تمت مصادرتها بسبب التضييق على حرية التعبير ، و عادت مرة أخرى فى الثلاث سنوات الأخيرة ، و صدرت عدة مجلات أيضا تتحدث عن السياسة و الثقافة و الحياة فى القاهرة ، و منها ” توك توك ” و ” الجراج ” و ” الدوشمة ” و غيرهم .

و فى فرنسا مجلة كوميكس عن مستقبل الوطن العربى ، و صورت دور الكوميكس و تأثيره فى نقل واقع الوطن العربى للناس بسهولة ، بطريقتها الساخرة .

و فى نهاية كلمته أكد جاير أن رسومات الكوميكس تساعد فى تغيير الواقع .

فيما تحدث الكاتب الصحفى أحمد ناجى عن صناعة الكوميكس فى الوطن العربى ، بدءا من تجربة مجلة ” الفكاهة ” فى عام 1930 ، و مجلة ” البلبل ” فى عام 1948 .

و لكن فى عام 1949 و بسبب القوانين التى صدرت و قيدت من حرية النشر ، اختفت هذه النوعية من المجلات .

و تحدث ناجى عن تجربة الكاتب محمد سعيد العريان و نجيب مترى مؤسس دار المعارف ، أول من فكرا فى إصدار قصص للأطفال تحوى رسومات ، و فى نفس الوقت كان الفنان المصرى حسين بيكار فى المغرب ، يكتشف الروابط بين الكلمة و الصورة ، عندما قام بالتعاون مع أستاذ أسبانى بعمل كتاب موضح بالرسومات لتعليم اللغة ، و عندما عاد قام بالتعاون مع العريان و نجيب بإصدار مجلة ” سندباد ” والتى كانت تستند على القيم المجتمعية المحافظة .

كما أشار ناجى ان فى بدايات الرسومات الهزلية مع سندباد ، كانت التعليقات تكتب أسفل الصورة ، و تكتب باللغة العربية الفصحى ، و كان من الصعب عليهم تصوير الحركة بالصورة ، فكانوا يعبرون عنها بالكلام .

و كانت تجربة سندباد مغرية للناشرين فى ذلك الوقت ، و حينها كانت دار الهلال هى الدار المنافسة للمعارف ، و أصدرت نادية نشأت الابنة الكبرى لمؤسس الهلال ،و التى كانت عائدة من فرنسا ، مجلة ” سمير ” ، و التى كانت متأثرة بمجلة بلجيكية بعنوان ” سبيرو ” ، و كانت عكس مجلة سندباد التى كانت تعرف بأنها مجلة الطفل المهذب ، و التى كانت تسخر من الزنوج ، و ترفض تصوير الفتيات .

فى حين كانت مجلة سمير أكثر انفتاحا من مجلة سندباد المحافظة ، و تمثل فتى المدينة ، وقدمت شخصية ” بعجر السخيف ” ، و كانت تقدم الأخلاقيات بشكل مختلف .

وكان رسام ” سمير ” هو الفنان ويل بيرنى ، الذى اضطر لترك مصر بعد حرب 1956 ، لكونه فرنسيا يهوديا ، و بعد مغادرته عمل على مجلة ” سبيرو ” الأصلية ، و أصبح من أهم فنانى الستينات و السبعينات .

و تولى المجلة بعد ذلك فنانان أرمنيان ، لقبا أنفسهم بهارون و بهيجة ليتناسب أكثر مع القراء المصريين ، و كانوا يعملون بين التأليف ، و بين الترجمة من المجلة الأصلية ، أو الشراء من العميل ” اكس ” المسئول عن بيع القصص الهزلية بالوطن العربى .

بعد تأميم عبد الناصر للصحف، غادر الرسامين الأرمن ، و منهم رساما مجلة ” سمير ” بهيجة و هارون ، و سافرت بهيجة للخارج لتعمل فى استديوهات ديزنى ، و ظهر الفنانون أمثال صلاح جاهين و حجازى .

و قال ناجى أن فى هذه المرحلة بدأ ما يسمى ” الكوميكس الوطنى ” ، و كانت العقلية العسكرية تُسخر أى شئ فى سبيل المعركة ، لذا نجد حتى مجلة ” سمير” تتحدث عن بناء السد العالى ، بينما استمرت الكوميكس المترجمة ، و استمر العميل اكس فى توريد الكوميكس الأجنبية المترجمة .

و لفت أن عقلية التوجيه بعد التأميم ، قضت على الكوميكس ، و جعلت حتى من مجلات الأطفال كسمير و قطر الندى و غيرها موجهة .

و أشار ناجى ان عقلية الرجل الأبيض مازالت مؤثرة على رسامى الكوميكس ، و سخريتهم من ذوى البشرة السوداء، و التى ظهرت منذ البداية فى مجلة ” سندباد ” ، و حتى الآن فى بعض قصص مجلة ” توك توك ” .

أما على المستوى العربى فى مجلات كماجد و باسم ، كانت تركز على ربط الطفل بهويته .

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل