المحتوى الرئيسى

إعلام هتك الأعراض

11/01 09:15

هل نحن فى دولة إعلامها يحترم خصوصيات شعبها؟ هل لهذه الدرجة أصبح للإعلامى الحق فى عمل أى شىء؟ هل أصبح الإعلامى فوق القانون فأصبح كل شىء مباحاً له؟ أعراض وشرف وسمعة الناس، إعلامنا الخاص أصبح 90% منه قائماً على نشر الفضائح لدرجة أننا أصبحنا نعرى فيها الشعب من أجل زيادة نسبة المشاهدة، فهل تشويه الآخرين أصبح أمراً هيناً ورخيصاً ومتاحاً ومباحاً لأى إعلامى؟

كل هذه الاستفسارات تطرح سؤالاً كبيراً هل نحن لدينا مواثيق أخلاقية قبل المواثيق الإعلامية تحدد كيف نتحدث عن الآخرين وكيف نتعامل مع قضايانا؟

كثير من الإعلاميين يتحدثون عن التحرش وعما وصل إليه حال الشباب من تدن أخلاقى وتناسوا أن الأغلبية من زملائهم أكثر مراهقة وقلة حياء من هؤلاء الشباب.

الأزمة ليست فى مذيعة أباحت لنفسها عرض صور شخصية لفتاة مصرية، كما حاول البعض أن يصور لنا، لكنها أزمة الإعلام المصرى بصفة عامة، نحن اتهمنا سينما أحد المنتجين بأنها وراء انتشار أفلام الهلس والعرى، واتهمنا أغانى المهرجانات بأنها وراء تدهور حال الأغنية المصرية، وأتصور ومعى الكثيرون أن هناك إعلاميين يقدمون إسفافاً، لا يقل عن سينما هذا المنتج أو عن أغانى المهرجانات.

فالشعب أصبح يسب ويشتم ويُتهم فى أعراضه ويهدد على الهواء ولا يوجد جهة واحدة يمكنك اللجوء إليها أو جهة منوط لها التعامل مع الإعلامى المنفلت مباشرة. 

هل نحن فى دولة قانون أم لا؟ هل نحن فى دولة مؤسسات تحمى شعبها من المبتزين وتجار القضايا الذى نراهم على الفضائيات بشكل يومى حتى إن بعضهم أصبح محترف تصدير قضايا للفضائيات ثم فجأة ودون مقدمات لا تسمع ولا ترى أى شىء عن تلك القضية. 

من يمنع ومن يحمى هذا الشعب من الضيوف ومن الإعلاميين المنفلتين، الدولة ليست مسئولة فقط عن إمداد الشعب بالطعام والشراب ووقود السيارة لكنها مسئولة عن حمايته أخلاقياً وثقافياً وإعلامياً، بعض الأصدقاء فى دول عربية أصبحوا يسخرون من وصلات الردح التى تزدحم بها برامجنا.

كل هذا نال من احترام المتلقى المصرى والعربى لتلك البرامج والفضائيات، فى هذا الملف طرحنا الأمر على بعض الإعلاميين الكبار وخبراء الإعلام لكى يطرحوا التصور الذى يمكن به الخروج من الأزمة وحالة الانفلات الإعلامى الذى تعيشه.

فهمي عمر: نعيش في سيرك إعلامي.. اختلط الحابل بالنابل

فى البداية يقول الإعلامى الكبير فهمى عمر: أقل ما يوصف به المشهد الإعلامى هو أننا نعيش فى سيرك. المشهد العام اختلط فيه الحابل بالنابل، هم الآن يقضون على المفاهيم التى عرفت بين الإعلاميين منذ أن نشأ الإعلام المصرى مسموعاً فى الثلاثينيات ومشاهداً فى الستينيات حيث كانت هناك أصول. هى الحياد والشفافية وأصحاب الرأى الآخر والتحدث فى الموضوعات التى تعبر عن عما يفيد المتلقى والرفع والسمو بالمتلقى أخلاقياً وحياتياً واجتماعياً، مع احترام الضيف وعدم المقاطعة. الآن اختلف الوضع.

وأضاف فهمى عمر: فى الماضى كانت هناك أسس يتم اختيار الإعلامى بناء عليها إذا ما اجتازها أصبح إعلامياً، أهمها أن يكون عارفاً باللغة منطلقاً مثقفاً ملماً بأى شىء عن كل شىء. الآن الإعلام أصبح مهنة من لا مهنة له، ترى الممثل والمهندس والطبيب حتى لاعب الكرة «النصف لبة» (وأرجو أن تترك هذا الوصف) أصبح بعد أسبوع من اعتزاله من رجالات الإعلام. كل هذه الأمور هزت أركان الإعلام وبالتالى اختلط الحابل بالنابل كما قلت. وعلى سبيل القضايا المطروحة إعلامياً الكل يتحدث فى موضوع واحد الكل يهتم بالسلبيات دون النظر للإيجابيات. يصدرون لنا الإحباط حتى أصبحوا عبئاً على الوطن وأدخلوه نفقاً مظلماً.

وللخروج من تلك الأزمة قال فهمى عمر: علينا العودة للتعاليم التى نشأنا عليها كإعلام محترم، حياد، شفافية، مصداقية، انتقاء الألفاظ، عدم التدخل فى الموضوع لأن الإعلامى عندما يبدى رأيه فهذا يعنى أنه أصبح مشاركاً فى القضية وليس مقدم برنامج.

وعلى الإعلامى أن يعطى المتلقى جرعة من الإيجابيات حتى لا يظل المشاهد تحت ضغط الحياة واليأس.

الآن أصبحت القضايا التى تناقش كلها مرتبطة بالجن والعفاريت والجنس كل هذا هزل وهراء.

وهنا أسأل أين السلطة التى تتصدى لهذا الأمر وتقول إن هذا الشىء عيب.

للأسف الدولة لا تعطى للإعلام الدور اللازم فيجب أن تجعله يسير جنباً إلى جنب الاهتمام بالمشروعات الكبرى لأن الاعلام الجيد هو الذى يقدم هذه الخطط بشكلها الجيد.

صفوت العالم: هذا عصر فضائيات البحث عن فضيحة.. والإعلامي ليس حراً في توجيه الاتهامات

الدكتور صفوت العالم، أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة قال: للأسف أننا تركنا الإعلام خلال السنوات الأخيرة دون رادع أو تقييم ولا يراجعه أحد، وللأسف حتى اللجنة العليا للانتخابات دللت بعض الإعلاميين رغم أنهم تعمدوا عمل ممارسات غير مهنية، واكتفت بإرسال ملاحظات دون عقاب رادع، رغم أن اللجنة أرسلت ضوابط للتغطية الإعلامية وحذرت الفضائيات من الخروج عنها. نحن الآن أمام حالة من الفوضى الإعلامية.

هناك ما يسمى ظاهرة الضيف وللأسف خلال السنوات الأخيرة أصبح الضيف يستخدم اسم الثورة أو الرئيس، وهو أمر لا يليق حتى يكتسب مكانة وهذا مع الأسف يشوه النظام ويستفز المشاهد، وعندنا نموذج للضيف المنفلت تتكرر استضافته، يقوم بتشويه الآخرين دون أن يكون الطرف الآخر موجوداً، وعدد غير قليل يتعامل مع هذا الشخص ولا يرد غيبة الآخرين، وهذا الشخص قام بتشويه أكثر من 200 إنسان خلال الفترة الأخيرة ولم يجد من يقول له عيب.

وهناك ضيف آخر يوظف خبرته القانونية توظيفاً معيباً بمعنى أنه بشكل مستمر يقول إننى أقمت دعوى قضائية ضد فلان والتى تحمل رقم كذا للنائب العام ويقوم بتوجيه سيل من الاتهامات ثم لا نسمع شيئاً عنها. كل هذا توظيف خطأ للقانون.

وأضاف صفوت العالم: حتى التعليق الرياضى أصبح يدخل فى قضايا ليس له علاقة بها.

وأصبحت البرامج تستخدم نموذجاً واحداً وهو البحث عن فضيحة وللأسف أغلب المعدين يستقون المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعى وهو أمر عيب جداً لأن أغلب المعلومات فى الغالب تكون خطأ. مثل برنامج صبايا الخير أى خير هذا وأنتِ تعرضين صوراً لفتاة سرق الموبايل الخاص بها، وهو أمر من الممكن أن يحدث مع مقدمة البرنامج نفسها، فتاة ذهبت لحمام سباحة عيب أن أقوم بانتقاء الصور وأعرضها على الناس.

وأضاف صفوت العالم: الإعلامى ليس حراً فى توجيه الاتهامات وليس حراً فى توجيه الناخبين وعيب أن يخرج بعض مقدمى البرامج ويقولوا انتخبوا فلاناً ولا تنتخبوا فلاناً هذا لا يحدث فى أى مكان.

والأمر لا يتوقف عند هذا فقط ولكن للأسف هناك بعض الإعلاميين يتحدثون بلسان الرئيس وآخر يقول الرئيس طلب منى أكون محافظاً، هذه أمور لا تجوز بروتوكولياً التطرق لها. وبهذه المناسبة أتمنى من الرئيس تنظيم عملية اصطحاب الإعلاميين معه فى رحلات الخارج، وأتمنى أن تقوم الرئاسة بتحمل نفقات السفر من أجل تنظيم الأمر بدلاً من أن يقوم أحد رجال الأعمال بتنظيم الرحلة وبالتالى يصطحب معه من يريد فقط.

وواصل حديثه قائلاً: هناك نوعان من الانفلات الاول الضيف المنفلت والثانى الإعلامى المنفلت. وكلاهما خطر جداً ومن أجل هذا نحن فى حاجة قبل ميثاق الشرف الإعلامى إلى نقابة تحمى الإعلامى والمشاهد على السواء وتعطى الإعلامى مشاركة وأسهماً فى القناة حتى لا يفاجأ بعد فترة بقيام المالك ببيع القناة لآخر قد تختلف وجهة نظره مع الرسالة الإعلامية للعاملين بالقناة وبالتالى يحدث صدام أو يتحول الإعلامى إلى مجرد مشخصاتى لا يحمل وجهة نظر.

هويدا مصطفي: إرادة الدولة غائبة.. وتفعيل القانون علي الجميع هو الحل لمواجهة الفوضي

الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الإعلام ترى أن المشهد مؤسف للغاية وهناك تردٍ بشكل كبير. وأضافت: لا توجد جهة تتابع ما يحدث، والقضية الآن من يفعل ومن يشرف علي مواثيق الشرف الإعلامية. لأن هناك جهازاً فى كل دول العالم يتابع وسائل الإعلام، هنا للأسف الفضائيات تتبع وزارة الاستثمار ولا توجد قواعد عامة يسير عليها الجميع الآن، والمسألة فى مصر خاضعة للربح والخسارة يريدون المشاهد بأى شكل من الأشكال وبأى وسيلة لأنه يريد الإعلانات وبالتالى أصبحنا نقدم موضوعات لا يمكن أن تقدم كلها مشاجرات وشتائم وعنف لفظى وأحياناً ألفاظ خارجة على الآداب العامة.

وهنا أقول: لابد أن تكون هناك إرادة تفعيل للقوانين والتشريعات مدعومة بوسائل رادعة. ونحن لدينا فى دستور 2014 تشريعات منظمة للمشهد الإعلامى ممثلة فى المجلس الأعلى للإعلام مسئول عن متابعة ما يقدم فى الإعلام الخاص والعام يتشكل من أصحاب المهنة والقانونيين وممثلين عن جمعيات حقوق المشاهد والجمهور، ويضم لجاناً لتلقى الشكاوى ومتابعة الأداء من صلاحيات يضع أساليب محاسبة من يخرج على القواعد.

الآن نحن نشاهد جرائم تحتاج جهة مثل نقابة الإعلاميين تحاسب من البداية وتقول من هو الإعلامى ومن هو الذى يصلح لكى يقدم البرنامج. وأتصور أن هذه القواعد موجودة لكنها تحتاج التنفيذ.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل