المحتوى الرئيسى

قلعة «القاهرة» اليمنية.. كومة حجارة!

10/30 02:02

‎لم يبق من قلعة «القاهرة» في مدينة تعز اليمنية، سوى سورها الخارجي، أما باقي ملاحقها، فتحولت إلى كومة حجارة، بعد قصفها مرات عدة من قبل «التحالف» السعودي الذي يقود حرباً ضدّ اليمن.

وكانت السلطات اليمنية قد احتاجت 14 عاماً لترميم الصورة العسكرية المرسومة لهذا الصرح في الأذهان، كحصن لا يفكر أحد في اقتحامه، إلى موقع أثري نادر، أضحت أبوابه مفتوحة أمام الزائرين، ذلك كان قبل بدء الحرب في 26 آذار الماضي.

‎يقول مؤرخون، إنَّ القلعة التي بُنيت قبل ألف عام (تحديداً في العصر الصليحي 1045 ـ 1138)، تُعدُّ النواة الأولى لنشأة مدينة تعز جنوب اليمن.

وقبل عام من الآن، كانت السلطات المحلية في تعز تدرس ضمّ القلعة التي تعد «أوّل معتقل سياسي في اليمن»، إلى قائمة الـ«يونيسكو» للمواقع الأثرية العالميّة، كما كانت تبحث خطة تشغيلها كمزار سياحيّ، مستعينة بخبرات تونسيّة.

ووفقاً لأستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة تعز، عبد الحكيم سيف الدين، فإنَّ القلعة كانت تسمى «حصن تعز»، وظلّت كذلك حتى جاء الإمام شرف الدين وابنه المطهر (القرن الخامس عشر الميلادي)، فسمّياها «قلعة القاهرة»، وأطلقا اسم تعز على المدينة التي كانت تحمل اسم «عُدينة». وبعد سقوط الدولة الصليحية، بات الحصن مقراً لعددٍ من الدويلات التي اتخذت من المدينة مقار لحكمها.

‎وذكر سيف الدين أنَّه عند دخول الأيوبيين إلى اليمن (1173)، اختاروا «حصن تعز» مقراً لإقامتهم، وأولوه اهتماماً كبيراً، كما أصبح بعد ذلك مقراً لحكم الرسوليين (حكموا اليمن بين 1229 و1454).

ويشير تاريخيون إلى أنَّ قلعة «القاهرة» كانت ذات وظائف متعدّدة، فإلى جانب المهام الدفاعيّة، تولّت مهام أخرى سياسية وديبلوماسية واجتماعية.

وبعد انطلاق «عاصفة الحزم»، بدأت القلعة تتعرَّض لغارات جويّة متتالية، ما أدى إلى تدمير معظم ملاحقها وآثارها التاريخية، ولم يتبقّ منها سوى سورها الخارجي الذي تمّ ترميمه قبيل الحرب.

وتضرّرت معظم ملاحق القلعة، خصوصاً «دار الأدب» التي كانت سجناً سياسيّاً في عهد الدولة الصليحية، وكذلك المدافن الأثرية، والسور الداخلي.

‎وتقول مديرة مكتب الآثار في مدينة تعز، بشرى الخليدي، إنَّ «القلعة انتهت، ولم يتبق منها إلّا سورها المشوّه»، وتضيف أنَّ «الصرح التاريخي، دار الأدب، الذي كنّا نخطّط لجعله متحفاً، تمّ تدميره، وهناك آثار ثمينة لا نعلم مصيرها».

ووفق الخبير الأثري، العزي مصلح، الذي كان أحد المشاركين في ترميم القلعة، فإنَّ الأيوبيين والرسوليين، استخدموها كـ «معتقل سياسي»، أمّا في عهد الأئمة (الدولة المتوكلية التي سبقت النظام الجمهوري في اليمن 1918 ـ 1962)، فقد كانوا يستخدمونها مركزاً للرهائن.

‎وقبل عملية التدمير، كانت القلعة تتألف من جزءين، الأول يسمّى «العُدينة» ويضمّ حدائق معلقة، على هيئة مدرجات شُيدت في المنحدر الجبلي، وسداً مائياً، وأحواضاً نُحتت وشُيّدت في إحدى واجهات الجبل، فضلاً عن القصور التي تتناثر في أرجائه، محاطةً بالأبراج والمتنزهات.

‎أمّا الجزء الثاني، فهو «منطقة المغربة»، ويضمّ عدداً من القصور، وأبراج الحراسة، ومخازن الحبوب، وخزانات المياه، ‎بينما السور يعدّ أحد الشواهد المهمة على تاريخ مدينة تعز، إذ شُيد قديماً ليحوي كل أحياء المدينة القديمة، وقد بُني بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120 متراً، وسمك أربعة أمتار.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل