المحتوى الرئيسى

بروفايل: طه حسين.. الإبداع لا يموت

10/28 11:43

«لم يبلغ التاسعة من عمره، بعد ولادته فى 15 نوفمبر 1889، حتى كان قد وعى من الأغانى والقصص، وحفظ إلى ذلك القرآن كله»، «حرّم على نفسه الحساء والأرز، وكل الألوان التى تؤكل بالملاعق لأنه كان يعرف أنه لا يحسن اصطناع الملعقة، وكان يكره أن يضحك عليه إخوته، أو تبكى أمه، أو يعلمه أبوه فى هدوء حزين»، وبعد التحاقه بالأزهر سعى إلى مكان الامتحان فى زاوية العميان خائفاً أشد الخوف، وإذا هو يسمع أحد الممتحنين يدعوه بهذه الجملة التى وقعت فى أذنه ومن قلبه أسوأ وقع «أقبل يا أعمى»، اشتد ضيقه بالأزهر وأهله وبحياته فى القاهرة، حتى إذا أنشئت الجامعة المصرية «جامعة القاهرة» وعلم الفتى علمها، ذهب عنه الخوف، وملأ الأمل نفسه رضا وبهجة وسروراً. وكان من أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، ودأب على هذا العمل حتى سنة 1914، وهى السنة التى نال فيها شهادة الدكتوراه، وفى عام 1914 أوفدته الجامعة إلى «مونبلييه» بفرنسا لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية. هكذا كتب «طه حسين» عميد الأدب العربى عن حياته فى الكتاب الذى منحه عنوان «الأيام»، الأديب الكبير ابن الثقافتين العربية والفرنسية، صاحب المؤلفات والكتب المتنوعة، والد «مؤنس» و«أمينة» من زوجته الفرنسية «سوزان بريسو»، من عاب على أدباء عصره طرق تفكيرهم التقليدية ودعاهم إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية حتى يكونوا قدوة للطلاب. من تقلَّد مناصب عدة وحاز على جوائز شتى، ورشحته الحكومة المصرية لنيل «جائزة نوبل» عام 1964، ومنحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية 1965، وفى تلك السنة حصل على قلادة النيل، وفى عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية، وشغل أيضاً منصب وزير التربية والتعليم. دخل طه حسين فى العديد من المعارك الأدبية والسياسية، وكان بحق من أشهر المثقفين فى العالم العربى بالقرن العشرين، حتى وافته المنية فى مثل هذا اليوم 28 أكتوبر 1973.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل