فلسفة استثمارية عمرها ربع قرن

يشغل أنيس أحمد مؤمنة منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة منذ يناير/كانون الثاني 2013م. ويتمتع  بخبرة تمتد لأكثر من 25 عاماً قضاها في العمل في المؤسسات المالية والخاصة. فقبل انضمامه للعمل في مجموعة سدكو القابضة، عمل أنيس مؤمنة ، في مجموعة سامبا المالية كمدير عام ومسؤول أول عن الائتمان.

خلال مسيرته البنكية اكتسب أنيس مؤمنة خبرته العريقة من خلال عمله في مجالات واسعة شملت التجارة والصناعة والمقاولات والاستثمار والعقارات والنقل والتأجير والقطاع العام والصيرفة الإسلامية، كما سبق له العمل أيضًا في شركة بروكتر آند جامبل العالمية، كما عمل بنشاط، في مجالس إدارة العديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية والتعليمية المرموقة.  

يحمل أنيس درجة الماجستير في الإدارة الهندسية مع مرتبة الشرف وبكالوريوس في الهندسة المدنية مع مرتبة الشرف وكلاهما من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد التحق بعدة برامج تنفيذية ممتدة مثل برنامج القيادة العالمية في جامعة هارفارد وبرنامج الإدارة التنفيذية العليا في جامعة كولومبيا بالإضافة إلى برنامج الرؤساء التنفيذين العالمي في وارتون.

بدأ مؤمنة مسيرته المهنية في البنك السعودي الأمريكي – مجموعة سامبا المالية حاليًّا – وخلال مسيرته البنكية عمل في مجالات واسعة شملت التجارة والصناعة والمقاولات والاستثمار والعقار والنقل والتأجير والقطاع الحكومي والمصرفية الإسلامية. أريبيان بزنس التقت أنيس مؤمنة، بمناسبة مرور عامين على توليه منصبه الجديد، وفي ما يلي نص اللقاء.

مر عامان على توليكم منصب الرئيس التنفيذي في مجموعة سدكو القابضة ما الذي تغير في هذين العامين؟

تعتبر مجموعة سدكو القابضة من الكيانات الاقتصادية الكبيرة في المملكة العربية السعودية، حيث أنشئت قبل 40 عاماً وترتكز عملياتها الاستثمارية في ثلاث قطاعات رئيسية: الاستثمارات المباشرة، الاستثمارات المالية، والاستثمارات العقارية. وتضم الإستثمارات المباشرة للمجموعة أكثر من 25 شركة في مختلف القطاعات، وتدير أصولا واستثمارات مالية وعقارية حول العالم.

لذلك وقبل تولي المنصب في نهاية يناير 2013م كان لدي شغف خاص لمعرفة استثمارات ونشاطات المجموعة والآلية التي تدار بها، لذلك قمت بعقد عددٍ من الاجتماعات مع أعضاء مجالس الادارات والرؤساء التنفيذيين في المجموعة مما مكنني من الإلمام بكل ما يخص هذا الكيان الكبير.

وقد سهلت على هذه الخطوة الانطلاق نحو تحقيق المزيد من النجاحات، وتم خلال العامين تشكيل مجالس ادارات جديدة وعقد ملتقيات لأعضاء مجالس الادارات من داخل وخارج المملكة وتم طرح التصورات ووضع الأسس والاستراتيجيات للسنوات المقبلة والتي أسهمت في تحقيق النجاحات لاحقا. لقد قمنا بوضع  اٌسس قوية للمجموعة  والتي انعكست على إنجازاتنا في فترة العامين حيث شملت هذه الإنجازات : زيادة حصتنا السوقية في مختلف أعمالنا، وتحسين  التواصل والتعاون داخليا وخارجيا، ووضع مزيدٍ من التركيز على ربط وإحداث التناغم بين مختلف أنشطة الأعمال التجارية للمجموعة، وتعزيز البنية التحتية لإدارة المخاطر وضمان أفضل ممارسات الحوكمة في المجموعة.

ما هي الأسس التي تبنون عليها فلسفتكم الاستثمارية؟

ترتكز فلسفتنا الاستثمارية على تطبيق حوكمة رشيدة أسوة بأفضل الممارسات العالمية في مجال حوكمة الشركات. ونحن في مقدمة الشركات العائلية التي تطبق حوكمة محكمة تساعد في تكريس مفاهيم النزاهة والشفافية والاستقلالية والمحاسبة بالإضافة إلى استقطاب الفرص الاستثمارية وأفضل الكفاءات العاملة في السوق. كما ترتكز فلسفتنا الاستثمارية على  جذب مديري المحافظ المتميزين للاستفادة من خبراتهم، فضلًا عن التنويع من خلال توزيع الأصول عالمياً. ولا تزال الشركة تتبوأ مكانة متميزة تمكنها من البقاء على هذا النهج من خلال استفادتها من خبرتها في مجال تحديد وإدارة كبار المديرين .

أين وصلت مجموعة سدكو القابضة في تطبيق ممارسات حوكمة الشركات؟

تم تتويج مجموعة سدكو القابضة مؤخراً بجائزة التميز الذهبية في مجال حوكمة الشركات لعام 2015م Golden Peacock Global Award for Excellence in Corporate Governance خلال حفل التكريم في شهر أكتوبر بمدينة لندن. وذلك نظير مجهودات مجموعة سدكو القابضة في تطبيق أفضل ممارسات حوكمة الشركات، وتحقيقها تقدماً ملموساً في تكريس مفاهيم النزاهة والشفافية والاستقلالية والمحاسبة. وتعتبر هذه المفاهيم ركائز أساسية لهيكلة الحوكمة الرشيدة.

وفي إطار رحلة التحول الجادة التي بدأتها قبل بضعة أعوام، عززت مجموعة سدكو القابضة من هيكليتها المؤسسية، واستطاعت إحداث تغيير حقيقي في بيئة العمل، من خلال التزامها التام بقيم حوكمة الشركات. وأرست ممارسات مثالية في حوكمة الشركات ونظاماً متطوراً لقياس الأداء وتحديد المكافآت، والتي  شكلت حجر الزاوية في استقطاب الفرص الاستثمارية وأفضل الكفاءات العاملة في السوق، فضلا عن ضمان ولاء الموظفين.

تدير مجموعة سدكو القابضة العديد من الاستثمارات في مجالات ادارة الثروات ،وتطوير وادارة العقارات والقطاع الصحي والسياحة والفندقة والسفر وتأجير السيارات ومراكز التسوق والتعليم والملابس وحتى المطاعم ، كيف تجمعون بين هذه المتناقضات؟

هذا ليس تناقضا، ولكن يمكن أن نطلق عليه تناغما، بدليل ما نحققه من نجاحات من خلال ادارتنا لمختلف القطاعات، ونحن ندرك تماما بأن التنوع الكبير في الاستثمارات هو من سمات الشركات الكبرى سواء على المستوى العالمي أو المحلى والتي أصبحت لديها انشطة متنوعة ومختلفة في مختلف المجالات. لا شك بأن هذا التنوع مفيد لتوزيع المخاطر أما عن كيفية النجاح في الجمع بين هذه النشطة فقد أسسنا لكل نشاط شركة خاصة وتم تعيين مجالس إدارة  ذات كفاءة عالية لكل شركة وإدارة مستقلة لها ونفتخر بوجود عناصر وطنية استلمت مهام إدارة هذه الشركات ونحن بدورنا نقدم لهم الدعم اللازم.

ما هي أنجح الاستثمارات التي تديرونها ؟

كما ذكرت سابقاً حول التنوع الكبير في محفظتنا الاستثمارية، تكمن نظرتنا لنجاحنا الاستثماري في إدارة محفظة استثمارية متنوعة تستطيع أن تواجه التقلبات الاقتصادية قصيرة المدى وأن تنمو على المدى البعيد. ونحن نؤمن بأن التنوع الحاصل في استثماراتنا سواء من حيث تنوع المكان واختلافه وتعدد القطاعات والمجالات، سيساعد في تأمين عوائد جيدة على المدى البعيد.

ما هو حال الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية لديكم ؟ وهل لديكم اية استثمارات غير متوافقة مع الشريعة؟