المحتوى الرئيسى

«يانى» أمام أهرامات الجيزة لأول مرة

10/28 09:19

يشهد مسرح الصوت والضوء مساء يومى الجمعة والسبت القادمين أول حفلين للموسيقار العالمى «يانى» فى زيارته الأولى لمصر منذ أن احترف العمل الموسيقى، وكان من المقرر أن يقام حفل واحد فقط له، لكن الحفل الثانى تتم إقامته بناء على رغبة «يانى» نفسه بعد أن فوجئ بالحجم الكبير لجمهوره ومعجبيه بمصر، الذين أنشأوا عشرات الصفحات بمواقع التواصل وتصوير فيديوهات قاموا بتحميلها على الـ «يوتيوب» أعربوا من خلالها عن سعادتهم بقدومه لمصر والترحيب به.. وأمام الطلب المتزايد وتقديراً لمحبيه طلب «يانى» من منظمى الحفل إقامة حفل آخر على نفس المسرح بالأهرامات.

وكان «يانى» قد وصل لمصر صباح الاثنين الماضى على متن طائرة مصر للطيران قادماً من أمريكا، حيث يعيش هناك، وقبل صعوده للطائرة وجه رسالة عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى أكد خلالها سعادته بزيارة مصر.

وكان ثلاثة من مهندسى الصوت والإضاءة ممثلين عن «يانى» زاروا القاهرة قبل قدومه لمتابعة كافة الاستعدادات للحفلين وأجروا زيارة ميدانية للمسرح والتأكيد على ترتيبات إنارة الأهرامات الثلاثة باستخدام أجهزة إضاءة خاصة من الخارج لأنها لا تتوافر فى مصر.

اصطحب «يانى» معه فريق تصوير خاص بأحدث الكاميرات مكون من 46 فرداً بخلاف أفراد فرقته التى تتجاوز 50 عازفاً, لتصوير الحفل كاملاً، ويتولى «يانى» بنفسه توزيعه على عواصم العالم تقديراً منه للتاريخ المصرى ولأهمية الأهرامات عالمياً.

كما أنهت الجهات المنظمة للحفل كافة الترتيبات والإجراءات من تأمين الحفل والاستقبال والإقامة وكذلك مسرح الحفل, ووجه المنظمون الشكر لوزارتي الداخلية والآثار على المساهمة الفعالة وإنهاء الإجراءات بشكل سريع ومحترف باعتبار الحفل فرصة كبرى للترويج السياحى لمصر.

أسعار تذاكر الحفل شهدت بعض الجدل عند طرحها رغم الإقبال بسبب ارتفاع أسعارها وهو ما جعل الجمهور يمثل طبقات معينة، وتتراوح قيمتها بين 600 و3000 جنيه للتذكرة، وأعلنت الشركة المنظمة للحفل عن بعض الضوابط، منها منع اصطحاب الأطفال والتليفون المحمول، والحضور بالملابس الرسمية قبل ساعة ونصف الساعة من إغلاق الأبواب في التاسعة مساء، على أن يبدأ الحفل في العاشرة.

زيارة «يانى» لمصر وجدت صدى كبيراً لكل عشاق هذا الفنان العالمى فى كل مكان فى العالم وليس فى مصر والشرق الأوسط، فلأول مرة تلتقى موسيقاه مع أهرامات الجيزة وهو ما زاد من أهمية الحفل.. والمعروف عن «يانى» أنه مغرم بموسيقى الشعوب لدرجة أنه كلما زار إحدى الدول لابد أن يخرج منها بعمل موسيقى يمزج بين فكره الخاص وبين موسيقى هذه الدولة، وسبق وفعل هذا عندما زار دولاً مثل الهند والصين وهما من الدول أصحاب الحضارات العريقة، وبالتالى بالتأكيد سوف تشهد زيارته لمصر عمل يخدم فكرته، الذى لخصه فى ألبوميه «العرقية» الذى قدم فيها موسيقى تعكس ثقافات مختلفة واستعان بآلات موسيقية تنتمى للدول التى صاغ موسيقاها، وظهر ذلك أيضاً فى ألبومه الثانى «إجلال» الذى عبر عن رحلته للصين والهند.

وجود «يانى» فى مصر بالتأكيد سيكون له صدى إعلامى عالمى فى ظل الحرب الشرسة التى نتعرض لها، التى تؤكد عدم استقرار الأوضاع، وبالتالى زيارة فنان بهذا الحجم سوف يكون لها مردود كبير.

مشوار «يانى» من كالاماتا إلى هوليوود

السيرة الذاتية ليانى تؤكد أنه صاحب مشوار كبير قدمه بين بلده ومسقط رأسه اليونان صاحبة الحضارة الكبيرة وبين الولايات المتحدة، حيث هوليوود التى تبحث دائماً عن أصحاب الحضارات لكى يمنحوها القيمة وتمنحهم هى النجومية.

بدأ «يانى» بالعزف على آلة البيانو وهو في السادسة من عمره، رافضاً أخذ أي دروس في العزف، لم تكن الموسيقى موهبته فقط، ففي عام 1969 وهو في الرابعة عشر من العمر حطم «ياني» الذى ولد في مدينة كالاماتا في اليونان على سواحل البحر المتوسط فى  14 نوفمبر 1954 الرقم القياسي اليوناني لسباق 50 متراً في السباحة الحرة للرجال.

في عام 1972، وبتشجيع من والديه ترك موطنه ليلتحق بجامعة مينوسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس علم النفس، وخلال فترة الدراسة قام بمشاركة فرقة روك «كاميلون» بالعزف وبدأ بتطوير أسلوبه الموسيقي الخاص مستخدماً البيانو والأورج ليبتكر أصوات جديدة.

تخرج «ياني» في الجامعة عام 1979، وبعد التخرج قرر أن يمنح الموسيقى كل وقته وجهده لعام كامل، أراد أن يقصد الحياة في الموسيقى، وعلى الرغم من أنه لا يقرأ النوتة الموسيقية فقد ألف أعمالاً كاملة متحدياً التصنيف الموسيقي.

في عام 1980 كان على موعد مع أول ألبوم منفرد له وكان بعنوان «متفائل».

وكانت النقلة الكبرى فى حياته الفنية عندما فتحت له هوليوود أبوابها مقدماً  عدة أعمال موسيقية لبعض الأفلام.

وفي عام 1990 رافقه أوركسترا «دالاس» السيمفونى فى حفل أعطى بعداً آخر فى أسلوبه الفريد وكانت مقدمة لأشياء جديدة.

في عام 1994 عاد إلى موطنه اليونان، وسجل عملاً موسيقياً في مسرح هيرود أتيكوس في أثينا الذي يعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد، والنتيجة كانت ألبومه «في الأكروبوليس» بقيادة الموسيقي شهرداد روحاني الذي بيع منه أكثر من 7 ملايين نسخة حول العالم وحصد أكثر من 35 جائزة وارتفع بنجوميته ليصبح واحد من أكثر المبيعات للأعمال الموسيقية المصورة.

وأصبح «ياني» الفنان الغربي الأول الذي يعزف ويسجل موسيقاه في تاج محل في الهند والمدينة المحرمة في الصين حاصداً عدة جوائز بلاتينيوم لألبومه «إجلال»، وقد عزف «ياني» بين الهند والصين لجمهور وصل إلى 250 مليون شخص في جولة طويلة شملت أكثر من 160 مدينة حول العالم في رحلة أطلق عليها نفس اسم الألبوم «إجلال».

في عام 2000 أصدر «ياني» أول ألبوم له مسجل في ستوديو بعد 7 سنوات وكان بعنوان «لو استطعت إخبارك».

بعد عامين من الانقطاع، حدثت تغيرات أخرى في حياة ذلك الفنان، ومنها الانتقال إلى الساحل الشرقي لأمريكا، وبالتالى كانت هناك تغيرات أخرى فى حياته الشخصية والمهنية.

في عام 2003 أصدر ألبومه «العرقية» وهو الألبوم الثاني عشر له، وهو يخدم فكرته التى سعى لتطبيقها فى كل حياته التى تجسد لمعنى «عالم واحد.. شعب واحد» التي كانت دائماً السمة المميزة لمهنته.

قدم في هذا الألبوم مجموعة من المقطوعات الموسيقية التي تغوص فى نغمات تنتمى لثقافات شعوب الأرض، مستخدماً آلات مختلفة على حد سواء كآلة الديدجاريدو الأسترالية وآلة دودوك الأرمينية والكمان والطبل الهندي.

ويقول «ياني» عن هذا الأمر فى العديد من اللقاءات الصحفية: «العديد من ثقافات شعوب العالم والأنماط الموسيقية ممثلة في هذا الألبوم، إن فيه الكثير من اللون العرقي بمعنى آخر.. حيث يجب أن نبرز مواطن اللون وجمال المجتمع المتعدد لكل الثقافات».

إن واحداً من العناصر التي تميز ألبوم «العرقية» عن سابقيه هو الاستخدام الكبير لصوت الإنسان، ليس فقط الأنغام المنفردة والتراتيل الجماعية، بل بالكلمات أيضاً، وهذا شيء نادر بالنسبة لهذا الفنان، فأغنية «ألوع» على سبيل المثال، هي تعديل لمقطوعة قديمة تدعى «سيكرت فوس» رزت بكلمات كتبت من قبل صديقة قديمة له تدعى باميلا مكنيل، وأديت بشكل عاطفي من قبل ألفريدا جيرالد التي رافقته فى رحلة إجلال، كما أن المقطوعة الأخيرة من الألبوم تعكس ثقافة هذا الفنان وتاريخه بأغنية يونانية شعبية تدعى «جيفاري».

وفي مارس من عام 2003 عاد «ياني» للظهور من جديد في جولة في أمريكا وكندا، وقد سميت «العرقية»، وكانت جولة ناجحة وصنفت في المرتبة السادسة بالنسبة لمبيع التذاكر لهذا العام، في 6 مايو من عام 2004 حصل «ياني» على درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من جامعة مينوسوتا.

وفي عام 2006 أصدر «ياني» ألبوم جديد حمل اسم «الكونشيرتو»، حيث قام بتسجيله وتصويره على الهواء مباشرة في حفلة الافتتاح بلاس فيجاس مستخدماً أحدث تقنيات التصوير والتسجيل الصوتي.

والفنان قبل وصوله: وجودى فى مصر حلم أصبح حقيقة

وقبل وصوله لمصر بأيام أعلن «يانى» لبعض وكالات الأنباء العالمية إن وجوده فى مصر بمثابة الحلم الذى أصبح حقيقة، وقال: أعتقد أنها تجربة أكثر من رائعة كون أقدم موسيقاى فى مصر بلد الحضارة التى دائماً ما تبهرنى بحضارتها التى  أعرف عنها  الكثير بحكم أننى عشت وتربيت فى اليونان، ولدى دراية كاملة بالتاريخ المصرى وهى فرصة عظيمة للتعرف على ثقافة الشعب المصرى عن قرب.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل