المحتوى الرئيسى

رائد صلاح.. شيخ الأقصى الذي لا يهاب السجن

10/27 17:20

يُطلق الفلسطينيون على الشيخ رائد صلاح، الذي قضت محكمة إسرائيلية اليوم بسجنه 11 شهرا، لقب "شيخ الأقصى"، لارتباطه اللصيق بالمسجد، ودفاعه "المستميت"، عنه.

وتعتبر حكومة الاحتلال، الشيخ صلاح، أحد الزعماء العرب المحرضين على "العنف"، من وجهة نظرها، نظرا لجهوده الكبيرة في "حماية المسجد الأقصى"، والتصدي للجهود الإسرائيلية الساعية لـ"تهويده".

وقضت المحكمة المركزية الإسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، في مدينة القدس، بالسجن الفعلي لمدة 11 شهرا على الشيخ صلاح، الذي يرأس الحركة الاسلامية في إسرائيل (الجناح الشمالي).

وسيبدأ السجن الفعلي لصلاح في 15 نوفمبر المقبل.

وتوجّه النيابة العامة إليه تهمة "التحريض على العنف"، وكانت قد طلبت بسجنه لفترة تتراوح ما بين 18-40 شهرا.

وليس من الواضح بعد إذا ما كان الشيخ صلاح، سيستأنف على هذا الحكم.

وكان الشيخ صلاح قد كتب في تدوينة على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك، قبل النطق الحكم، بساعات:" ليكن ما يكون .. هذا ردي الأبدي (..) اليوم قد انتقل مباشرة من قاعة المحكمة إلى السجن، ولكن ليكن ما يكون".

وأضاف:" كنتُ ولا زلتُ أقول نحن لا نحب السجون، ولكن لن نخافها إن كانت جزءاً من ضريبة نصرة القدس والمسجد الأقصى المباركين".

والشيخ رائد صلاح، هو من مواليد مدينة "أم الفحم"، التي تعتبر ثاني أكبر المدن العربي في إسرائيل بعد الناصرة، في العام 1958.

وتلقى في أم الفحم، تعليمه المدرسي قبل أن ينتقل إلى مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، للحصول على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل.

واعتقلته السلطات الإسرائيلية في العام 1981، لاتهامه بالانتماء إلى تنظيم محظور إسرائيليا اسمه "أسرة الجهاد"، قبل أن تفرض الإقامة الجبرية عليه.

كان هذا هو اعتقاله الأول من قبل القوات الإسرائيلية، ولكنه لم يكن الأخير، وتخلل ذلك منع من السفر وفرض إقامات جبرية، ومنع من دخول مدينة القدس، إضافة إلى الإصابة بالرصاص.

ولكن صلاح، دأب على التصريح بأن هذه الاعتقالات والإجراءات لا تخيفه.

ويقول في تدوينة له على صفحته على موقع "فيس بوك":" على أعتاب السجون، لا لن نذل ولن نهون.. على أعتاب السجون سنبتسم للسجون .. وإن كان السجن ثمناً ضرورياً لنصرة القدس والمسجد الأقصى فمرحباً بالسجون".

وبرز اسم الشيخ صلاح، لأول مرة، عندما نجح بأغلبية كبيرة على منافسيه في الانتخابات لرئاسة بلدية أم الفحم في العام 1989، وذلك لـ 3 مرات متتالية إلى أن استقال عام 2001 ليتفرغ لشؤون المسجد الأقصى.

وكان الشيخ صلاح، وهو أب لـ 8 أبناء وبنات، من مؤسسي الحركة الاسلامية في إسرائيل، في بداية السبعينيات من القرن الماضي.

وفي عام 1996 حدث انشقاق داخل الحركة، بعد قرار رئيسها الشيخ عبد الله نمر درويش، خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وهو ما رفضه صلاح، وترأس على إثره ما عرف بـ"الحركة الإسلامية-الجناح الشمالي".

وكان الشيخ صلاح قد نجح قبل ذلك وتحديدا في العام 1996 في قيادة جهد الحركة الاسلامية لترميم المصلى المرواني، داخل المسجد الأقصى، في غفلة من السلطات الإسرائيلية إلى أن تم افتتاح بوابات المصلى الكبيرة أمام المصلين في العام 2000.

وكانت هذه بداية المواجهة بينه وبين السلطات الإسرائيلية، التي تردد آنذاك انها تريد تحويل المصلى المرواني، الذي تطلق عليه اسم اسطبلات سليمان، لكنيس يهودي.

وتتالت المواجهات بعد ذلك، ففي العام 2000 أنشأ مؤسسة "الاقصى لإعمار المقدسات"، وهي مؤسسة تعنى بالدفاع عن المقدسات الإسلامية داخل إسرائيل، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

وعلى مدى سنوات، وحتى الآن، نشطت المؤسسة في كشف المخططات الإسرائيلية، داخل وحول المسجد، مستندة إلى تقارير عبرية تترجم إلى اللغة العربية، فضلا عن جولات ميدانية لطواقمها في مناطق الحفريات الإسرائيلية.

وفي مؤتمر صحفي في القدس في 5 مايو/أيار 2007 قال الشيخ صلاح، إن أعمال مؤسسة الأقصى على مستوى إعمار وإحياء المقدسات، وأولها المسجد الأقصى المبارك، كانت السبب الرئيسي الذي منع ضياع القدس والأقصى ومقدسات كثيرة.

كما أطلقت الحركة الاسلامية، ما يعرف بـ"برنامج مسيرة البيارق"، الذي يجلب، في حافلات مجانية، شهريا عشرات الآلاف من العرب من القرى والمدن العربية في إسرائيل إلى المسجد الأقصى لإعماره بالمصلين، عقب منع إسرائيل لغالبية فلسطيني الضفة وقطاع غزة من الوصول إليه.

وفي العام 2000، أطلق شرطي إسرائيلي الرصاص على رأس الشيخ صلاح، أثناء مشاركته في مسيرة تضامنية مع المسجد الأقصى، ما أدى لإصابته بجراح بين طفيفة ومتوسطة.

وكان العام 2000 هو العام الذي انطلقت فيه انتفاضة الأقصى في كل الاراضي الفلسطينية، بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون للمسجد.

ولجأت السلطات الإسرائيلية بعد اندلاع الانتفاضة، إلى التضييق عليه، فقرر وزير الداخلية الاسرائيلي في يونيو 2002 منعه من السفر.

كما اعتقل الشيخ صلاح مجددا في 13 مايو 2003 بعد اتهامه وعددا من قادة الحركة الإسلامية في إسرائيل، بتهمة تبييض الأموال لصالح حركة "حماس".

وصدر قرار مطلع العام 2007 بمنعه من دخول المسجد الأقصى ومنعه من الاقتراب من أسوار البلدة القديمة على مسافة 150 مترا، ومنعه من الاجتماع مع أكثر من 7 أشخاص في مكان عام في القدس، وذلك على خلفية نشاطه ضد هدم "طريق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى".

وفي 22 أغسطس/آب 2007، اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية حفل عشاء خيري نظّم على سطح منزل آل الحلواني، في حي وادي الجوز في القدس الشرقية، وكان الشيخ صلاح، من ضمن المتواجدين، وتم اعتقاله.

وعن تلك الحادثة كتب الشيخ صلاح:" بعد أن فرضت عليّ المحكمة الإسرائيلية حكما يمنعني من الاجتماع بأكثر من سبعة أشخاص في أي مكان عام في القدس الشريف وجدنا من الضروري أن نبحث لنا عن مكان خاص لمواصلة اعتصامنا ..  ثم شاء الله تعالى وكان أن واصلنا اعتصامنا على سطح بيت الأخ الكريم أبو ياسر الحلواني".

ولكن السلطات الإسرائيلية اعتقلت الشيخ صلاح في 6 اكتوبر 2009  في حي وادي الجوز في القدس، وتم اطلاق سراحه بعد عدة ساعات.

ولكنه مُنع من دخول القدس بأمر من السلطات الإسرائيلية، وما زال ممنوعا من دخول المدينة منذ ذلك الحين إلا في حال وجود جلسات لمحاكمته.

وفي 13 يوليو 2010، حكمت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس بالسجن لمدة 5 أشهر على الشيخ صلاح بتهمة التحريض، في الأحداث التي أعقبت هدم تلة المغاربة حيث بدأت فترة السجن في 25 من ذات الشهر إلى أن أطلق سراحه في 12 ديسمبر من ذات العام، لتدوم 5 أشهر.

وعادت السلطات الإسرائيلية لاعتقاله في 22 فبراير 2011، ومكث في السجن حتى 2 مارس من ذات العام بتهمة التواجد في القدس.

وفي 28 يونيو 2011، اعتقلت السلطات البريطانية الشيخ صلاح في لندن، بناء على شكوى منظمات مؤيدة لإسرائيل، وأفرجت عنه في 18 يوليو

وفاز الشيخ صلاح، في 28 يناير 2013، بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام في السعودية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل