طفل الإسكندرية الغريق يعيد مأساة السوري إيلان
أعادت صورة الطفل الغريق "أحمد خالد علي" إلى الأذهان، وهو محمول على الأيدي بعدما لقي مصرعه غرقاً وصعقاً بالكهرباء في مدينة الإسكندرية بالأمس ، صورة الطفل السوري "إيلان" الذي حمله رجل الإنقاذ التركي من على شواطئ تركيا، فكلاهما عكس إهمال المسئولين في بلديهما.
الطفل "أحمد" (4 سنوات) كان يركب ترام المدينة مع شقيقه الآخر "علي" (8 سنوات) وأمه، وعندما تعطل وسط بركة المياه نزلوا جميعاً وحاولوا الخروج من الشارع المغمور بالمياه، وفي نفس اللحظة سقط كابل كهرباء الترام في منطقة محرم بك بالإسكندرية فتكهربت المياه ومات الطفلان، ونجت الأم بأعجوبة.
"هافينغتون بوست عربي" التقى والدي الطفلين للتعرف على ما جرى، ووسط دموعهما الغزيرة على طفليهما، تحدثا بغضب وحسرة على الإهمال والفوضى التي عاشت فيهما المدينة، وما نتج عنهما من وفاة قرابة 7 أفراد وغلق المدينة بما فيها قاعات بمكتبة الإسكندرية وجامعتها.
الأب "خالد" قال: "القدر أنقذ والدتهما وخطف منا فلذتي كبدي"، شارحاً أن "والدتهما كانت تحاول عبور الطريق (بعد نزولها من المترو الذي تعطل) وكانت الشوارع غارقة بمياه المطر المختلطة بالصرف الصحي بمنطقة محرم بك بجوار شريط ترام المدينة".
ويكمل الأب وهو يبكي: "نزلوا بأقدامهم جميعاً في المياه وتصادف أن كابل الكهرباء سقط على الأرض وتسبب في كهربة المكان بالكامل، ووسط الصراخ توجه عامل مقهى لنجدتهم وتمكن من إنقاذ والدة الطفلين بعدما جذبها من ملابسها بعيداً عن المياه المكهربة إلى رصيف جافٍ وآمن".
ويضيف: "ثم نزل العامل مرة أخرى الى عرض الطريق الغارق في بركة مياه لإنقاذ الطفلين، فلقي العامل مصرعه وهو يحاول إنقاذ الطفلين ليموت الثلاثة وسط دموع وصرخات الأم المسكينة المذهولة".
وكانت صورة الطفل "أحمد" وهو محمول وجثمانه مبلل بالماء على غرار الطفل السوري "إيلان" قد استفزت أهالي المدينة، وأججت السخط الشعبي ضد محافظ الإسكندرية هاني المسيري الذي قام بعض المارة بالهجوم على سيارته أثناء تفقده مواقع الكارثة التي خلفتها الأمطار والعواصف الثلجية، وهدأت ردود الأفعال الغاضبة قليلاً عقب تقديمه استقالته لشريف إسماعيل رئيس الوزراء.
وتفاعل جمهور مواقع التواصل مع صورة طفل الإسكندرية وشبهوه بالطفل السوري الغريق "إيلان" وكتبوا يقارنوا بين أسباب وفاة الأول والثاني محملين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية.
وجاء تفاعل الجمهور مع الصورة ليعيد للأذهان صورة الطفل "إيلان" الذي لقي مصرعه غرقاً أمام السواحل التركية هرباً مع والديه من جحيم الحرب في سوريا.
Comments