المحتوى الرئيسى

مستشفى يهب الأمل لمرضى سرطان الثدي في الخرطوم وسودانية تركت لندن وعادت لمداواة أبناء بلدها

10/24 16:45

ابلغ الاطباء في ولايه النيل الابيض (جنوب الخرطوم) عايده عبدالله ذات الـ49 عاماً بانها مصابه بالسلّ المعدي والتهاب المفاصل والعضلات، ولكنها عندما سافرت الي العاصمه بعد اشهر تم تشخيص اصابتها بسرطان الثدي، داخل مستشفي اسسته سودانيه عادت من لندن من اجل مساعده ابناء بلدها.

اليوم بات السرطان منتشراً الي كبدها، وتستعد عايده لاجراء عملية جراحية في مركز الخرطوم لسرطان الثدي، المركز الوحيد المتخصص في علاج هذا المرض في السودان الذي يعيش فيه حوالي 30 مليون نسمه.

قالت عايده وهي ترتدي ثوباً سودانياً باللونين البرتقالي والليلكي في العياده شديده النظافه: "اسرتي كلها كانت مستاءه. شعر الجميع بالقلق لاننا لم نعرف هذا المرض من قبل".

يعاني السودان من غياب التوعيه بهذا المرض وقله مراكز تشخيصه، خاصه في اوساط المزارعين الذي تنتمي اليهم عائله عايده في ولايه النيل الابيض المتاخمه لجنوب السودان الذي يشهد حرباً اهليه، لذلك يتم تشخيص العديد من النساء السودانيات بسرطان الثدي بعد ان يصبح المرض متقدماً.

سودانيه تركت لندن لتداوي ابناء بلدها

وتتزايد اعداد النساء اللواتي يقصدن مركز الخرطوم لسرطان الثدي، وهو مستشفي خاص وغير ربحي انشاته اخصائيه الاشعه السودانيه هانيه فضل. انتشار هذه المشكله بين النساء دفع هانيه للعوده الي بلادها بعد 3 عقود من العمل في مجال الاشعه وتشخيص سرطان الثدي في لندن. هانيه قالت: "اثناء زياراتي للسودان لاحظت تزايد اعداد النساء المصابات بالمرض وقله وضعف فرص التشخيص والعلاج". قررت هانيه المساعده بفضل خبرتها وحالفها الحظ في الحصول علي تمويل بقيمه 14 مليون دولار من مؤسسه خيريه يديرها زوجها السابق رجل الاعمال البريطاني مو ابراهيم لاكمال بناء المستشفي. فضل البالغه من العمر 68 عاماً قالت وهي تجلس في مكتبها في البرج ذي الواجهات الزجاجيه الذي استغرق انشاؤه 5 سنوات: "كانت معركه حقيقيه، احتجنا للكثير من المثابره والكثير من المال". تجاهلت هانيه تحذيرات المستشارين الماليين الذين نصحوها بالتخلي عن المشروع، وقررت شراء جهاز فحص الثدي الرقمي وجهازي تخدير وفتحت المركز في اكتوبر/تشرين الاول 2010. بات المركز يستغرق كل وقتها، وهي تعيش في شقه بالطابق الاعلي فوق ممرات المركز، حيث تتجول نساء يرتدين الثوب السوداني التقليدي الملون ويتنقلن من غرفه الي غرفه بقلق للحصول علي صوره للثدي، وفحص الانسجه وحتي عمليه جراحيه.

في السابع والعشرين من اكتوبر/تشرين الاول ستسافر فضل الي لندن لتتسلم وسام الامبراطوريه البريطانيه تكريماً لجهودها في رعايه النساء، ولكنها تعرف ان عملها لم ينته، فهي تسعي لجعل المرضي المقتدرين يدفعون التكاليف لتغطيه تكلفه علاج غير القادرين مثل عايده.

ويغطي المركز العلاج الكيميائي لعايده و80% من تكلفه العمليه الجراحيه.

في غرفه مزينه باوراق ملونه للتوعيه بالسرطان بدت عايده منهكه بعد 4 اشهر من العلاج الكيميائي، ولكنها ممتنه رغم ذلك.

وتعد رسوم المركز، التي تعادل 50 دولاراً اميركياً لفحص الثدي بالاشعه، مرتفعه بالنسبه لكثير من المرضي، لكنهم يحصلون علي تغطيه 40% من تكاليف العمليات الجراحيه.

في غياب احصائيه رسميه للمصابات بسرطان الثدي، قالت هانيه فضل انه من بين حوالي 2000 حاله يتم تشخيصها سنوياً يتوفي 60% نتيجه نقص الرعايه.

هذه المشكله لا ينفرد بها السودان، وانما منتشره في العديد من الدول الناميه، حيث تقل الموارد للفحص والتوعيه. وتاتي نسوه من تشاد وجنوب السودان واثيوبيا للعلاج في مركز الخرطوم.

وقالت اوفيرا جينسبرغ، المتخصصه في سرطان الثدي بمنظمه الصحه العالميه، ان "اثنتين من كل 3 نساء تتوفيان بسرطان الثدي، وتسعاً من كل 10 يتوفيْن بسرطان عنق الرحم يعشن في بلدان فقيره او متوسطه الدخل".

ورغم الاجهزه الحديثه وفريق العمل المتدرب يمثل العمل في السودان تحدياً فريداً لهانيه فضل، اذ تخضع البلاد لعقوبات اقتصاديه من قبل الولايات المتحده الاميركيه منذ 1997 بتهمه دعم الارهاب وانتهاك حقوق الانسان.

فعندما تعطل جهاز فحص الثدي الذي اشترته من شركه اميركيه في ابريل/نيسان الماضي كان عليها ان تنتظر 10 اسابيع للحصول علي اذن لياتي مهندس ومعه قطع الغيار لاصلاح الجهاز.

واضافت فضل: "لدينا سيدات من جنوب السودان ودارفور يذقن عذاباً مريراً للوصول الي هنا". وعندما كان الجهاز معطلاً كان عليهن ان يذهبن ويعدن لاحقاً.

ولكن المركز يحقق نجاحات كثيره ايضاً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل