المحتوى الرئيسى

مار جرجس يواسى الحسين

10/24 15:03

كلاهما له كثير من الاتباع والمريدين الذين لا يعوقهم افتتانهم بشهيدهم المفضل عن الايمان بخالق الشهيدين، وبالدينين اللذين امنا بهما، بل يزيد ذلك من ايمانهم وتقربهم الي الله علي طريقتهم. اغلاق ضريح الحسين في ذكري كربلاء يعطي انطباعًا كاذبًا بان من يذهبون لاحياء ذكري استشهاده المؤلمه يعبدون الامام الحسين ويشركون بالله. بسطاء المصريين الذين يتبركون بال البيت ويتمسحون باعتابهم ويبثونهم شكاواهم لا يمكن لاحد منهم ان يقتنع بان اغلاق ضريح سيد الشهداء يتم لتجنب شر مستطير. خصوصًا اننا لم نسمع من قبل عن حوادث عنف تمت خلال مراسم احياء تلك الذكري، التي تمر بهدوء وسلام عندما تترك لحالها. اللهم الا ما يتطاير هنا اوهناك من تهديدات سلفيه ربما تصل في بعض الاحيان الي التحرش بالمحتفلين. هنا يجب ردع المعتدي بالقانون لا ردع الضحيه نزولاً علي رغبه المعتدي. الحسين لا يؤمن محبوه بقيامه بمعجزات خارقه تبرر اثاره غيره المتزمتين وتدفعهم الي التشكيك في عقيدتهم. بينما سيره الشهيد مار جرجس تحكي عن قيامته من الموت ثلاث مرات، بعد ان تم طعنه وتقطيعه وحرقه بالجير الحي والكبريت وتمزيقه تحت عجلات النوارج، ورغم ذلك لم تشكك الكنائس، علي اختلافها، في صحه ايمان اتباعه بالسيد المسيح، ولم يتم الادعاء عبر القرون بان المحتفلين بمولده يرفعون قديسهم الشهيد الي مرتبه الالوهيه. القرارات المتسرعه من نوع اغلاق ضريح في مناسبه دينيه تزج بالاحتفالات التي يمارسها جموع المصريين البسطاء منذ مئات السنين، في اطار النزاع الطائفي الاحمق الذي يدور بشراسه بين السنه والشيعه، وتؤجج لهيبًا ينبغي للعقلاء ان يخمدوه لا ان يزيدوه اشتعالاً. متي يفطن المسلمون الي حقيقه ان الصراع السني الشيعي يشتت قوتهم ولا يصب الا في مصلحه خصومهم، الذين لا يريدون لهم الارتقاء الي مرتبه الشعوب التي تفخر بحاضرها لا بتاريخها فقط؟ الحسين رمز اسلامي كبير يجب ان يترفع العقلاء عن الزج به في اطار خصومه مذهبيه. المسلمون المصريون ايها الساده يذهبون بمئات الالوف سنويًّا الي مولد السيده العذراء في دير المحرق في شهر اغسطس من كل عام، ليتباركوا بمريم البتول، ولم يقل احد بان في هذا خطوره علي اسلامهم، ولم يحدث ابدًا ان تم اعتبار تلك الزياره المباركه خطوه نحو تنصيرهم. الفكر السلفي يري في كل احتفال بالاولياء شركًا بالله، بينما يري المسلمون البسطاء ان فكره الشفاعه، التي يرفضها السلفيون، تقوي ايمانهم، لانها تمنحهم دفء الحديث والتواصل مع ارواح بشر مثلهم رفعتهم عظمه مواقفهم الي الجلوس تحت عرش الله. قل ما شئت عن تلك الفكره، ولكنك لن تجد مثالاً واحدًا عن عباده اولئك البشر الواصلين من الاولياء والقديسين عبر التاريخ الاسلامي والمسيحي معًا، حتي في اشد عصور الانحطاط. التوقف عن الانصياع لتنفيذ رغبات من يمارسون التدين الشكلي ويكفرون الخروج علي الحاكم الظالم ويحللون السبايا وزواج الصغيرات وارضاع الكبير صار ضروره، لاتقاء تاجيج حرائق يجب اخمادها في ظل دستور ينص علي حريه الاعتقاد وممارسه الشعائر. تلك الحريه التي تفسد عندما تصير مشروطه بموافقه من لا يشاركونك الراي. هل صارت الاساءه الي شهداء الثورات ضد الظلم والجبروت عاده سلطويه، حتي ولو كانت لديهم مكانه دينيه رفيعه؟ مدد يا مولانا الحسين.. وشيء لله يا مار جرجس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل