الإكزيما المزمنة – مرض مزعج ومحاولات لعلاجه

رغم ان الجلد هو اكبر عضو في الانسان ويمكن رؤيته ولمسه بشكل مباشر، مازال الاطباء عاجزين عن تفسير الكثير من اسراره. والي جانب الادويه والمراهم المعروفه، يبحث الباحثون الان عن طرق جديده منها الغسيل الكلوي.

تشكل مساحه جلد الانسان حوالي مترين مربع وتزن تقريباً خمسه كيلوغرامات، وهي تعد بذلك اكبر عضو في جسم الانسان. ومع ان رؤيه الجلد ولمسه بشكل مباشر امر متاح، الا ان الاطباء مازالوا يعرفون القليل عنه. فهناك اسئله حول جلد الانسان مازالت مفتوحه، مثل كيفيه عمل النظام العصبي تحت الجلد وايضاً مرض الاكزيما. فلدي المصابين بمرض الاكزيما (التهاب الجلد التأتبي)، يهاجم جهاز مناعه الجسم الجلد، ويرد الاخير بالتقشر والحكه. وهذا الامر مازال محيراً للاطباء، وهم لا يعرفون حتي الان اسباب الاصابه بهذا المرض، فله اسباب وراثيه لكنه يزيد عند الاجهاد والضغط النفسي.

وعاده ما تزيد معاناه المصابين بهذا المرض في فصل الصيف، حيث يزيد التعرق من شده حكه الجلد في مواضع عديده مصابه. ويعاني البعض من هذا المرض منذ طفولتهم، وعندما يصاب الاشخاص بنوبه اكزيما، فهم يستمرون في حك انفسهم في كل الاوقات وفي كل مكان، ما يتسبب في اصابتهم بجروح وخدوش.

ويلجا مرضي الاكزيما الي مراهم الكورتيزون او ادويه علي شكل حبوب لتهدئه الحكه، لكن كل هذه الادويه تزيل الاعراض دون توفير علاج للمرض. لذلك يدرس الباحثون الان امكانيات علاج الاكزيما. وواحد من هذه الطرق هي غسل الدم من الاجسام المضاده التي تلعب دوراً هاماً في الاصابه بالتهابات الجلد.

ويبتع الاطباء حالياً اثراً جديداً، فهم يعتقدون ان الغلوبولين المناعي هـ مسؤول عن الاصابه بالمرض. ويقول د. ميشائيل كاسبركليفيتش، طبيب الامراض الجلدية، ان "نحو 80 بالمائه من المرضي لديهم نسبه مرتفعه من الغلوبولين المناعي، لذا يعتقد ان له دوراً في نشوء المرض رغم عدم امكانيه تفسير الامر بالضبط". فعاده ما يولد الجسم مضادات مناعيه لحمايتنا اذا نفذت ميكروبات تحت الجلد، لكن المصابين بالاكزيما يستجيبون لمواد بسيطه مثل لقاح الزهور او المواد الغذائيه بتكوين الغلوبولين المناعي هـ، فيصبح تركيزه في الجلد والدم مرتفع، وهذا يؤجج التهاب الجلد ويصبح المريض عرضه لدائره مفرغه من الحك ونشوء التهاب جديد.

ويجرب الباحثون الان طريقه جديده للتعامل مع هذا المرض وهي الغسيل الكلوي، فبدل معالجه الجلد فقط يرسل الاطباء المرضي الي اخصائيي الكلي، حيث يتم غسل الدم، ويبدو ان ذلك مجد، فاثناء غسل الكلي يتم تنظيف الدم من الغلوبولين المناعي هـ. ويتم ذلك بالاستعانه بمصفاه خاصه، ومن ثم تعاد بلازما الدم المنظفه الي الجسم. وتظهر اولي النتائج ان العلاج ناجح، لكنه لا ينفع كل المرضي، اذ يبقي تاثيره لفتره قصيره فقط.