المحتوى الرئيسى

#الفشل_علمني: عن اللاشيء: فشل أكبر من الفشل

10/23 16:37

قصتي قد تبدو مختلفه بعض الشيء، فقصتي ليست عن الفشل، بل عن "اللاشيء"!

لطالما كنت مقتنعاً بان كل نجاح حقيقي وراسخ وراءه محاولات كثيره فاشله، او كما يقول توماس أديسون عن اختراع المصباح الكهربائي:

" انا لم افشل، وجدت 10000 طريقه لا يمكن للمصباح العمل بها".

في الحقيقه انا دائماً انظر للفاشلين علي انهم ابطال، فهم اشخاص يحاولون ان يحققوا شيئاً ما، يقوم باداء عمل، يضع فيه جهده وينفق فيه وقته، ولكنه في النهايه للاسف يُخفق، ثم يحاول مره اخري ليكتشف طريقه افضل لاداء العمل، ويتجنب فشل المره السابقه، ولكنه يكتشف مشكله اخري فيفشل مره اخري، وهكذا حتي ينجح، اليست هذه بطوله؟

اما انا فلم اكن كذلك.. قضيت 5 سنوات من عمري لم انجح فيهم ولم افشل، لم احاول اي شيء ولم اجرب اي شيء، سنوات بيضاء تماماً، لم احاول فيها ان اقاتل او اكافح او اخرج من دائره الامان او Comfort zone كما هو اسمها الشائع.

قصتي مع "اللاشيء" بدات بعد تخرجي من الجامعه، تخرجت في كليه التجاره التي التحقت بها كاغلب المصريين لاسباب تتعلق بمجموعي في الثانويه العامه، كانت طموحاتي كلها تتعلق بمجال الكتابه والادب والابداع بشكل عام، ككثير من الشباب لم اكن اعرف ما هو السبيل لتحقيق تلك الطموحات، وللاسف لم احاول ان ابحث، بل استسلمت للسائد والرائج والشائع ودخلت كليه التجاره، واصبح شغفي بالكتابه والادب مجرد شيء هامشي جانبي في حياتي.

تخرجت من الجامعه، ولم اسع للاسف في المحاوله مره اخري لتحقيق حلمي، بل استسلمت تماماً للرائج والسائد من حولي، بحثت مثل ملايين غيري عن فرصه عمل في مجال تخرجي الذي لا احبه، لماذا؟ لاني اخاف من "الفشل"، اخاف من ان اخوض المجهول، رغم ان المجهول ربما يحمل الكثير من الخير، لذلك فضلت عليه ان اعمل عملاً روتينياً مملاً تقليدياً لا احبه ولا ابرع فيه، فضلت الامان عن الحلم، وللاسف طالت مده هذا الخوف لتقتطع 5 سنوات كامله من عمري ضيعتها في الخوف من الفشل، كنت دوماً اقول لنفسي ان مشكلتي ليست في اني فاشل، بل اني "لا شيء" لا احاول شيء ولا اسع لتحقيق اي من احلامي.

في يوم قررت ان اوقف هذا العبث، قررت ان اترك عملي الممل الرتيب كـ"محاسب" وقررت ان استسلم وان اتقبل الفشل واستعد له، وبالفعل لاحت لي الفرصه لاعمل بمجال الكتابه الذي احبه، بدات بدايه صغيره جداً، مررت بلحظات فاشله كثيره، ومع الوقت بدات الامور تستقر شيئاً فشيئاً، وبدا الفشل يقل شيئاً فشيئاً، وبعد فتره من العمل اكتشفت ان كل فشل حظيت به في فتره عملي القصيره جداً بمجال الكتابه كان بمثابه درس جديد لا يُقدر بثمن، ولا زلت مستعد بصدر رحب لمزيد من الدروس ومزيد من الفشل.

خلاصه قولي لكل من يقرا كلماتي، لا تخف من الفشل، عدوك الحقيقي هو الا تفعل شيئاً، الفشل ليس هو المشكله بالمره، عدم المحاوله هو المشكله، "اللا شيء" هو عدوك الحقيقي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل