المحتوى الرئيسى

مُحمد حسن يكتب: الانتفاضة الشعبية فى فلسطين وإحياء الأمة | ساسة بوست

10/23 16:10

منذ 7 دقائق، 23 اكتوبر,2015

يُطلق الاحتلال الصهيوني علي الانتفاضه الشعبيه لاهلنا في فلسطين وهم يواجهون صلف الاحتلال وعدوانه المتكرر علي الارض والعرض، يُطلقون عليهم اسم “الذئاب المنفرده”!

ضلت مسامعهم وشلت اركانهم وذلت السنتهم، فوصفوا اسودنا الكرام وابطالنا العظام بالذئاب بل هم الذئاب! وادهي وامر.

قد يعجز القلم وقبله العقل والقلب عن ان يُعبر عما يسطره الدم الفلسطيني في لوحاته الفنيه التاريخيه المتكرره ليروي بها عطش الامه للتضحيات الخالصه والبطولات النادره لترسم بنفسها وبيدها لا بيد عدوها خارطه مستقبلها الزاهر ليواكب ماضيها الفاخر ويتجاوز حاضرها العاسر.

فكان لنساء فلسطين السبق والفضل في غسل عار الامه، وهن يدافعن باجسادهن الهزيله وارواحهن النضره العطره عن شرف الامه ومقدساتها ومسجدها الاقصي، وبذلوا وضحوا وصمدوا وصبروا حتي اشعلوا بثباتهن وصمودهن همه الرجال واراده الاحرار وعزيمه الابطال ليرسموا بارواحهن الزاهيه ودمائهن الزكيه انتفاضه الدهس والسكاكين لطعن كل غاصب ظالم عدو سارق الارض والمقدس والعرض.

ولما كانت انتفاضه الدهس والسكاكين ثوره مكتمله الاركان علي الظلم والصلف والعدوان، ثوره شعب صبر علي فصائله ليخرجوا له مجتمعين موحدين، فابت فرقتهم وشرذمتهم ان يتحدوا علي قضيته العادله، ويتفقوا علي اهدافه الساميه، فكان الجواب عنده بدون ترتيب ميعاد او اخذ الاذن من الاجير البواب، ليفتح لهم طريق النضال، ففتحوه بعقولهم الذكيه واجسادهم القويه وارواحهم الزاهيه، ليقدموا نموذجًا فريد الصفات كثير العظات والعبرات، متقد الهمه مشتعل العزيمه وملتهب الاراده، ليُلهم الامه كلها، ويُرشدها طريقها، ويحفظ لها قيمتها وكرامتها.

ثوره شعب حر ابي، لم يرض الظلم طوال تاريخه، ولم يقبل الضيم ابدًا، ولم ينزل علي راي سياسيه العجزه، ضحي – وما زال- بالغالي والنفيس لتصبح قضيته قضيه امه تمرض لكنها لا تموت!

وجمال ثورتهم وحلاوه هبتهم انها جاءت وحال امتهم لايخفي علي احد، فشقيقتهم الكبري “مصر” مخطوفه مهزومه مازومه، لا تري حولها ولا تسمع انات اخوتها في اللغه والدين، فهي مزكومه بدماء اُسيلت علي يد عسكرها ليجلسوا علي تلها بعد خراب امل شبابها وشيباتها في غد مُشرق يرفعون فيه الهامات بالعزه والكرامه والعداله. ولم تكفهم شقيقتهم الكبري شرها بل ضيقت عليهم وتعاونت مع عدوهم ووصمتهم واعلامها باقذي الاوصاف وابشع الصفات لُتشوه صورتهم ومقاومتهم ونضالهم.

واختفت عنهم “سوريا” بعد ان هتك استارها “الاسد” ومزق شملها “الدواعش” وباتت فريسه للغرب والشرق ومؤامراتهم، واضحي شعبها ومقاومتها في مواجهه مع “بشار” و”الدب الروسي” ومليشيات”حزب الله” وكتائب “الحرس الثوري” و”الطيران الغربي” و”الدعم العربي”.

وانشغلت عنهم “السعوديه” بارث ثقيل من ملكها السابق، بعد ان تركها محاصره بالطوفان الصفوي من كل حدب وصوب، فاخذت علي عاتقها تطهير ارض الحكمه واليمان من اتباع “الحوثي” بضرباتها الجويه والتي ما زالت مستمره حتي الان تقصف كل ما يقع في دائرتها حتي ولو كانوا مدنيين عزلاً.

ورغم الام الامه وجراحها ستظل القضيه الفلسطينيه قضيه الامه المحوريه الجامعه، اذا ما تجاوزت امراض الاحتباس الايديولوجي واعراض الانغلاق التنظيمي ومشاكل الانحصار الفصائلي، وانتقلت الي رحابه الامه وسعتها وسلامه القضيه ونقائها وميدان العمل الخالص لها.

وستظل اسرائيل مرضًا سرطانيًا اصاب جزءًا من جسد الامه ليؤلم باقي اجزائها وستتداعي لها الامه كلها لاستئصاله. وستبقي اسرائيل عدو الامه الاول ما بقي احتلالها جاسمًا علي صدرها، وسيبقي لها ذيول عربيه ومستعربون في دولنا ومن بني جلدتنا موانع ضخمه لعدم بقاء الامه يقظه منتفضه؛ لتدافع عن نفسها وشرفها وعرضها.

وستبقي القضيه الفلسطينيه قضيه ارض وعرض في ثوب عقائدي ما بقي لاسرائيل واعوانها نفس ينبض علي ارضنا. وستبقي القضيه الفلسطينيه قضيه كل ساجد عابد لله وحده، ثائر علي كل ظلم كاره لكل ظالم. فمهما تم من تشويه للنفس البشريه “السويه” ستظل محتفظه بانسانيتها لتنفض عنها غبارًا اصاب عقلها وقلبها ولترفع عن غيرها كل ران اصابهم من ظلم الظالمين وتعاون المجرمين ودعم الامبرياليين.

فلا تنسوا للامه هبتها واعينوها في انتفاضتها، ولا تتركوها لوحدتها ومرضها وسباتها حتي تفيق من كبوتها، وادعوا الله ان يستعملنا لذلك ولا يستبدلنا.

وعلي الشباب الثائر الحر الا يستعجل قطف الثمار، وان يصبر علي هبته وانتافضته وان يخطط لها جيدًا في شكل مجموعات ثنائيه او ثلاثيه، حتي يكون لتضحياتهم ثمن مؤلم وموجع للكيان الصهيوني الغاصب.

وعلي المنظمات الفلسطينيه والفصائل الوطنيه والجماعات السياسيه دعم الهبه الشعبيه واسودها بالحشد المادي والمعنوي، والعمل علي تجويد العمل النضالي وتطويره في صورته الشعبيه الجامعه.

وان يتم التركيز علي الضفه الغربيه والقدس ومدن ال 48 وتجنيب غزه الدخول في حرب جديده، وهي ما زالت تستعيد اوراق قوتها التي انهكت في الحرب الماضيه، والا تنجر الفصائل المجاهده لمثل هذا الانزلاق الذي من نتائجه السيئه كبت جماح الانتفاضه الشعبيه في الضفه، وان تكون مشاركه الغزاويين مشاركه شعبيه داعمه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل