المحتوى الرئيسى

ميلينا ميركوي: «لا تمارس الدعارة أبداً يوم الأحد»

10/23 09:48

احتفي محرّك البحث «غوغل» في 18 تشرين الاول الحالي بالذكري 95 لميلاد الفنانه والمناضله اليونانيّه الراحله ميلينا ميركوري. ونشر رسماً للفنانه ومن ورائها معبد «بارثينون» الاثري المُشاد علي جبل الاكروبول، في اشاره الي حلمها ـ الذي لطالما ناضلت من اجله ـ القاضي باسترجاع اليونان للتماثيل ـ المعروفه «برخام الجين» ـ المعروضه في المتحف البريطاني منذ العام 1939، والتي استولي عليها ضابط انكليزي يُدعي توماس بروسي، بين العامين 1799 و1806، ابَّان الاحتلال العثماني للبلاد، فيما ترفض الحكومه البريطانيّه، حتي الساعه، اعاده هذا الارث الحضاري الي موطنه الاصلي.

ولدت ميركوري في العام 1920 لعائله سياسيّه عريقه. اسمها الاصلي اماليا ماريا، لكنَّها عرفت باسم ميلينا، وقد تكون احدي اشهر النساء اليونانيّات في القرن العشرين. اُطلقت عليها القاب عده منها «اخر الهه يونانيه»، و«المراه الشعله»، و«اخر سيده يونانيّه عظيمه».. وكانت تخطف الاضواء ومحط انظار الجمهور سواء علي ارض المسرح، او علي الشاشه الفضيه. امَّا القبول الذي حظيت به فنياً وشعبياً، فلا يمكن مقارنته الَّا بشعبيّه وكاريزما مغنيه الاوبرا الراحله ماريا كالاس، دون سواها.

موهبه ميلينا ميركوري المسرحيه، ظهرت عندما كانت في سن العاشره. حينها، دخلت الي مقهي في جزيره «سبيتسس»، وادَّت عرضاً ارتجالياً لَقي استحساناً من روَّاد المقهي.. وصفعهً من والدتها. كانت الطفله المتمرِّده والمراه الثائره علي المستويَين الشخصيّ والسياسيّ، وكان لقوَّهِ شخصيَّتها اشعاع فريد يتمثَّل في قسمات وجهها، وبريق عينيها، وضحكتها الفاتنه والموجعه، وجسدها المثير. وخوَّلها صوتها الرقيق الرهيف ان تكون نجمه من نجوم الفنّ محلياً وعالمياً. فسطع نجمها ورسمت لنفسها مساراً وبصمه خاصين في الفضاء الفني لا يمكن نسيانهما، فاضحت ميلينا صوره اليونان وممثله الفن والثقافه المعاصره بمشاربهما المختلفه.

بدات ميلينا مسيرتها السينمائيه (19 فيلماً) بفيلمها الشهير «ستيلا» في العام 1955، الذي اخرجه ميخائيل كاكويانيس، مخرج فيلم «زوربا». لاقي الفيلم نجاحاً كبيراً في مهرجان كانْ السينمائي في العام 1956، حيث تعرَّفت الي المخرج جول داسان، ففعلت «افروديت» فِعلها، وكان الزواج والاقتران الفني الذي لم يُبدِّد شمله الَّا وفاتها في تاريخ 6 اذار العام 1994.

لعبت ميلينا ماركوري دور البطوله في فيلم «ابداً يوم الأحد» الذي اخرجه داسان في العام 1960، ورُشِّح لاربع جوائز اوسكار، منها افضل ممثله. حاز جائزه افضل اغنيه ـ بعنوان الفيلم نفسه ـ في مهرجان كانْ، لكنَّها معروفه في اليونان باسم «اولاد بيريه» ـ وبصوت ميركوري، وكلمات الشاعر والموسيقار اليوناني العالمي الراحل مانوس خاتزيزاكس.

يتناول الفيلم قصه البطله «اليا» (ميلينا)، وهي غانيه في مرفا «بيريه». تختار زبائنها ولا تمارس الدعاره ابداً يوم الاحد.. وبعدما تعلمت الادب والموسيقي والغناء اليوناني، دعت زميلاتها الي الثوره بهدف تحسين ظروف عملهنّ.

كانت ميلينا قد تخرَّجت في العام 1944 من الكليه المسرحيه الوطنيه، وانضمت الي مسرحها عبر ادائها ادوراً ثانويه، الي ان لعبت شخصيه «بلانش دوبوا» في مسرحيه تينيسي ويليامز الشهيره: «عربه اسمها الرغبه»، علي خشبه مسرح الفنّ، الامر الذي ساهم في انطلاقها الي عالم النجوميه. وتميَّزت علي ارض المسرح الباريسي بمشاركتها في عروض مسرحيات جاك دوفال ومارسيل اشار.. كما تعاونت مع اهمّ الفنانين اليونانيين العالميين، منهم الممثله ايرني بابا، والمخرج المسرحي كارولو كون، والموسيقار ميكي ثيوذوراكيس.

وعُرفت ميلينا بالسياسيه الثائره ضد النظام الديكتاتوري في اليونان (1967 ـ 1974)، الذي استولي علي الحكم في تاريخ 21 نيسان 1967، وكانت حينها في نيويورك، فادلت بتصريحات ضدّ العقداء الانقلابيين. تمَّت معاقبتها بسحب الجنسيه اليونانيه منها ومصادره املاكها، فضلاً عن انَّها تعرَّضت لعده محاولات اغتيال.. فكانت جملتها الشهيره: «ولدت يونانيه وساموت يونانيه، اما باتاكوس (الديكتاتور)، فقد ولد فاشياً وسيموت فاشياً». وناضلت من خارج الحدود مع مجموعه من المثقفين اليونانيين، واضربت عن الطعام، ونظَّمت التظاهرات والندوات السياسيه في العواصم الاوروبيَّه.

انتُخبت نائبه عن حزب «باسوك الاشتراكي» في العام 1977، وعيَّنها مؤسِّسه وزعيمه التاريخي، اندرياس باباندريو، كاوَّل وزيره انثي للثقافه في اليونان في العام 1981، وشغلت المنصب لثماني سنوات. من اهم انجازاتها خلال تلك الفتره، اطلاقها حمله استرجاع اليونان لتماثيل بارثينون من المتحف البريطاني. كما طالبت بعوده كل الاثار القديمه منذ ايام الفراعنه، والبابليين، والاشوريين، والكلدانيين، والفينيقيين، والتي نهبها المستعمرون من الشرق، فاشتهرت بعبارتها الذائعه الصيت: «ليس في المتحف البريطاني شيء بريطاني، سوي الاسم فقط».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل