المحتوى الرئيسى

على عبد الخالق: "السادات" منعنى من العمل.. و"السباعى" رهن استقالته بعودتى

10/22 16:30

من يتامل مشوار واعمال المخرج الكبير «علي عبدالخالق» يكتشف انه مخرج استثنائي.. فلم يقدم اعمالاً ضعيفه المحتوي او هشه الفكره.. انحاز الرجل للفن الجيد والابداع الحقيقي الذي يكتب لصاحبه البقاء والخلود حتي بعد الرحيل.. في خط مستقيم فضل المبدع «علي عبدالخالق» السير ولم يلجا مطلقاً للسير عكس الاتجاه مهما كانت الاغراءات.

بئر الخيانه، اربعه في مهمه رسميه، شادر السمك، إعدام ميت، اغنيه علي الممر، نماذج من اعمال علي عبدالخالق كلما يمر الزمن عليها تزداد توهجاً ولمعاناً.. التقينا المخرج الكبير ليتحدث عن مشوار حياته كيف بدا وما هي لحظات الانكسار والانتصار في حياته.. والي نص الحوار:

- كان والدي يعمل «ضابط بوليس» وكان يتمني ان اكون مثله ووعده صديقي بان يساعدني في الالتحاق بكليه الشرطه عقب النجاح في الثانويه العامه.. ولكن في هذه المرحله كان حبي للفن ينمو ويزداد بداخلي، خاصه بعد مشاهده فيلم «بين الاطلال»، فقد شاهدت الفيلم 19 مره، ومن فرط حبي للفيلم قررت العمل في مجال الاخراج، وبالفعل التحقت بمعهد السينما ونجحت بتفوق في اختبار القبول الذي كان يجريه معنا 11 مخرجاً كلهم اسماء كبيره منهم محمد كريم وتوفيق صالح وكمال الشيخ وفطين عبدالوهاب، من هنا بدات رحلتي مع السينما.

- انا مؤمن بان الانسان عندما يحب اي شيء يجتهد حتي يظهر بشكل وصوره جيده، بعد التخرج في معهد السينما قمت باخراج مجموعه من الافلام التسجيليه منها واهمها «السويس مدينتي» سنه 1970 وشاركت بهذا الفيلم في المهرجان القومي للافلام التسجيليه، والذي كان يتولي رئاسته في ذلك الوقت الراحل سعد الدين وهبه، وفاز الفيلم بالجائزه الاولي.. بعد ذلك تم ترشيحي لاخراج فيلم تسجيلي عن «جنازه جمال عبدالناصر» وفزت وزملائي المشاركون في العمل بجوائز كثيره لان العمل كان شديد الثراء.

- بعد سلسله طويله من الافلام التسجيليه بدات افكر في عمل فيلم عن الحرب، خاصه انني قمت بتصوير افلام تسجيليه عن اثار الحرب والدمار في مدن القناه.. من هنا ولدت بداخلي فكره تقديم فيلم عن تضحيه الجنود من اجل حريه الوطن.. فيلم «اغنيه علي الممر» من تاليف الاديب الكبير علي سالم، وكان الفيلم عباره عن مسرحيه من فصل واحد.. كتبها عندما استشهد شقيقه في الحرب، وكنت سعيداً بتحويل هذه المسرحيه الي فيلم لانها قصه انسانيه شديده الثراء.

كانت المسرحيه تدور حول مجموعه من الجنود.. شاء القدر ان يجدوا انفسهم في ظروف صعبه، حيث انقطعت عنهم المياه واصبحوا لا يجدون الطعام وتحت الحصار يرفض الجنود الاستسلام ويدافعون عن وطنهم.

- بعد عرض الفيلم اشاد به النقاد وحقق نجاحاً كبيراً وحصل علي جوائز من كل المهرجانات التي شارك بها.. وتمت دعوتي في ندوه بجامعه القاهره حول الفيلم وحضر معي الندوه الفنان صلاح السعدني وسامي السلاموني واثناء الندوه طرح احد الطلاب سؤالاً حول عام الحسم ولماذا تاخر السادات في الحرب ورد الاعتبار واتخذت الندوه منحي اخر فوجئت بعد ذلك باصدار قرار من القياده السياسيه بمنعي ومعي 12 اسماً من العمل، كان اغلبهم من اليسار، ومنهم محمود امين العالم ولطفي الخولي وصلاح السعدني، وعشت واسرتي ظروفاً بالغه الصعوبه لا ابالغ اذا قلت انني كنت اتوقع الاعتقال بين لحظه واخري وعاشت امي واشقائي لحظات عصيبه.

- مرت شهور علي قرار الوقف وكنت اشعر بالظلم وفي الوقت نفسه كنت اثق في ان الله سبحانه وتعالي سوف ينصفني خاصه انني لم ارتكب اي خطا احاسب عليه، وبالفعل تم تعيين الاديب الكبير يوسف السباعي وزيراً للثقافه والاعلام.. والحقيقه ان الرجل رحمه الله كان متابعاً جيداً لشغلي وفور تعيينه طلب مقابلتي وعندما ذهبت قال لي هناك اسماء كبيره وكثيره طلبت لقائي لكني طلبت لقاءك حتي اطلب منك العوده للعمل.. الشيء الذي ادهشني وجعلني سعيداً هو ان يوسف السباعي قال لي انه سوف يطلب من الرئيس السادات عودتي للعمل واذا رفض سوف يستقيل من منصبه، كنت مندهشاً وسعيداً، وبالفعل اتصل بالرئيس السادات وابلغ السادات «عبدالحميد جوده السحار، رئيس مؤسسه السينما بعودتي والغاء الوقف.. فاتني القول انه عندما تم وقفي كنت اقوم باخراج فيلم للتليفزيون رغم استبعادي والاستعانه بمخرج اخر، وهنا غضبت ماجده الخطيب بطله الفيلم ورفضت العمل تضامناً معي. بعد العوده قدمت فيلم «حبال من حرير» بطوله مريم فخر الدين وسهير المرشدي، وكان من انتاج التليفزيون.. وقدمت ايضاً فيلم «بيت بلا حنان» وكان من انتاجي وبطوله ناديه لطفي وهدي سلطان وجميل راتب  وناديه لطفي، وفوجئت بان الفيلم لم يحقق الايرادات المنتظره ولكن بعد ذلك كسبت من التوزيع الخارجي.. في هذه المرحله كنت متردداً احاول تقديم شيء جماهيري ام شيء يتفق مع افكاري وقناعاتي وبعد تفكير طويل قررت الانحياز لافكاري وقررت ان اعمل الاشياء التي احبها واقتنع بها.

- كل الاعمال التي قدمتها بعد فيلم «بيت بلا حنان» كانت متفقه مع قناعاتي، ولكن كانت البدايه من خلال فيلم «الحب وحده لا يكفي» بطوله نور الشريف وميرفت امين وناهد شريف وعادل امام، وقد سافر الفيلم الي مهرجان قرطاج وحقق نجاحاً كبيراً.. بعد ذلك توالت اعمالي منها: «العار» و«اعدام ميت» و«جري الوحوش» و«اربعه في مهمه رسميه» و«شادر السمك» و«الكيف» و«الساده المرتشون» و«بئر الخيانه» واعتبر فتره الثمانينيات هي فتره المجد والشهره والانطلاق، ولا ابالغ اذا قلت انني كنت الاعلي اجراً بين المخرجين.. بالمناسبه انا اخرجت للراحل نور الشريف سته افلام وقد نالت هذه الافلام نجاحاً كبيراً علي مستوي النقد وشباك التذاكر.

- في افلام كثيره جمعت بين نجوم من العيار الثقيل وكنت لا اجد صعوبه في توجيه الكبار لان كل فنان في الفيلم يحاول جاهداً اظهار افضل ما لديه من اداء، لذا عندما تشاهد الفيلم تكتشف ان هناك مباراه تمثيليه بين النجوم.. دائماً المنافسه تكون في صالح العمل الفني، واكبر دليل علي ذلك ان افلام مثل «العار» و«جري الوحوش» و«اعدام ميت» حققت نجاحاً كبيراً وتركت علامه في تاريخ السينما.

- في حياه كل منا لحظه انتصار وانكسار، ولكني اعتبر عدم التوفيق في فيلم «يوم الكرامه» لحظه انكسار كبيره، فقد بذلت في هذا الفيلم مجهوداً كبيراً وقدمت اكشن جديداً في كل شيء وجمعت بين نجوم من الشباب بشكل جيد كان منهم ياسر جلال واحمد عز ولكنه صدمني استقبال الجمهور للفيلم، فلم يحقق ايرادات رغم ان اتحاد الاذاعه والتليفزيون عمل دعايه كبيره للفيلم ولم يبخل عليه باي شيء.. عدم التوفيق في الفيلم جعلني ادرك ان نوعيه الجمهور تغيرت، لذا قررت الاعتزال والابتعاد عن الساحه الفنيه.

- فعلاً تراجعت عن القرار بعد الحاح هاني جرجس فوزي، فهو صديق قديم وطلب مني الاطلاع علي السيناريو ووجدت الفكره جيده وجريئه في وقتها والتقيت الفنان هاني رمزي ووافقت علي اخراج الفيلم.. بالمناسبه هذا الفيلم حقق ايرادات مرتفعه وحظي باعجاب الجمهور والنقاد.. فاتني القول انه تم حذف 20 دقيقه من زمن الفيلم وكانت الرقابه علي المصنفات الفنيه ترفض عرضه لولا تدخل ساويرس الذي اتصل بالفنان فاروق حسني وقتها وتم تشكيل لجنه لمشاهده الفيلم برئاسه جابر عصفور الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس الاعلي للثقافه.. وانتهت اللجنه الي الموافقه علي عرض الفيلم تجارياً ولكن بعد حذف 20 دقيقه من زمن التصوير، بعد ذلك قمت باخراج مسلسل «البوابه الثانيه» بطوله النجمه نبيله عبيد وهو مسلسل جيد في الفكره ويحمل روح الوطنيه.

- في حياتي لحظات كثيره اذكر منها لحظه وفاه امي التي كنت شديد الارتباط بها، ووفاه شقيقي الذي كان يعاني الاصابه بمرض الصرع وعندما مات تالمت لرحيله جداً، وتبقي ايضاً لحظه وفاه زوجتي الاشد ايلاماً لان رحيلها جاء بشكل مفاجئ، كنت دائماً اقول لها انني سوف ارحل عن الدنيا قبلها ولكن القدر كتب نهايته قبلي.. كانت شديده التفاهم والذكاء ووقفت بجانبي كثيراً، بعدها احسست ان الدنيا اغلقت اضواءها القريبه والبعيده عني.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل