المحتوى الرئيسى

في ذكرى الواقعة: سارتر.. الأديب الذي نال جائزة نوبل رغمًا عنه

10/22 12:36

"عند الظهيره واثناء ما كان يتناول وجبه الغذاء في احد المطاعم قرب منزله في باريس، وصله خبرا بابلاغه انه نال جائزة نوبل للأدب، ولكن كان رده انذاك: انا لا استطيع ولا ارغب، لا الان ولا في المستقبل، ان اقبل هذه الجائزه" هكذا كان موقف الاديب الفرنسي جان بول سارتر من جائزه نوبل والتي يحل اليوم 22 اكتوبر ذكري هذا الموقف ولكن قبل 51 عامًا.

رغم موقف سارتر الغامض انذاك، لا يزال سبب رفض الفيلسوف الفرنسي لجائزه نوبل التي اختير لها موضع جدل بين المثقفين، رغم انه صار بسبب هذا الرفض واحدًا من اشهر من نالوا هذه الجائزه في العالم.

وتلقي سارتر خبر فوزه بجائزه نوبل حين هاتفته فرانسواز دو كلوزيه الصحفيه في وكالة الصحافة الفرنسية، فاجاب سارتر: "ارفض الجائزه، وساحتفظ باسبابي وراء ذلك لاقولها للصحافه السويديه".

وبالفعل، كتب سارتر، الي الاكاديميه السويديه يطلب فيها عدم منح جائزتها لشخص لا يرغب بذلك، كتب في نصها: "وصلتني بعض الاخبار ومفادها اني قد انال جائزه نوبل، ولاسباب خاصه واخري موضوعيه، اتمني الا اكون ماثلا علي قائمه المرشحين للجائزه، وانا لا استطيع ولا ارغب، لا الان ولا في المستقبل، ان اقبل هذه الجائزه".

جان بول سارتر من مواليد باريس (1905 ـ 1980)، وهو فيلسوف وروائي وناشط سياسي فرنسي. درس الفلسفه في المانيا خلال الحرب العالميه الثانيه. حين احتلت المانيا النازيه فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السريه. وعُرف سارتر واشتهر لكونه كاتب غزير الانتاج ولاعماله الادبيه وفلسفته المسماه بالوجوديه وياتي في المقام الثاني التحاقه السياسي باليسار المتطرف.

اعمال سارتر الادبيه هي اعمال غنيه بالموضوعات والنصوص الفلسفيه باحجام غير متساويه مثل الوجود والعدم (1943) والكتاب المختصر الوجوديه مذهب انساني (1945) او نقد العقل الجدلي (1960) وايضا النصوص الادبيه في مجموعه القصص القصيره مثل الحائط او رواياته مثل الغثيان (1938) والثلاثيه طرق الحريه (1945).

كتب سارتر ايضا في المسرح مثل الذباب (1943) والغرفه المغلقه (1944) والعاهره الفاضله (1946) والشيطان والله الصالح (1951) ومساجين التونا (1959) وكانت هذه الاعمال جزءا كبيرا من انتاجه الادبي. في فتره متاخره من عمره في عام 1964 تحديدا.

ويبدو ان خبر تلقيه جائزه نوبل التي تعد تكليلًا لاي مُبدع في مجاله لمسيرته، لم يُثر لديه اي مشاعر سوي السلبيه تجاه رفضه لهذه الجائزه، لكن الامر لم يُمر مرور الكرام في باريس، حيث اشيع خبر رفضه للجائزه التي تعد الاولي من نوعها منذ ان اصبحت الجائزه تهدي للشخصيات المؤثره حول العالم.

اُقيم اوّل احتفال لتقديم جائزه نوبل في الاداب، الفيزياء، الكيمياء، الطب في الاكاديميه الملكيه الموسيقيه في مدينه ستوكهولم السويديه سنه 1901 وابتداءً من سنه 1902، قام الملك بنفسه بتسليم جائزه نوبل للاشخاص الحائزين عليها. تردّد الملك "اوسكار" الثاني، ملك السويد في بدايه الامر في تسليم جائزه وطنيه لغير السويديين، ولكنه تقبّل الوضع فيما بعد لادراكه لكميه الدعايه العالميه التي ستجنيها السويد.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل