المحتوى الرئيسى

ألون بن مئير يكتب لـCNN: طريق جديد للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل فوات الأوان

10/21 15:11

هذا المقال بقلم د. الون بن مئير، والاراء الوارده ادناه تعبر فقط عن راي كاتبها ولا تعكس بالضروره وجهة نظر CNN.

كان دائما ً انفجار الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني بعنف مرّه اخري مساله وقت، الامر الذي يثبت فقط انه، خلافاً للاراء السائده بين العديد من الاسرائيليين، لا تستطيع ايه حكومة إسرائيليه اداره الاحتلال الي اجل غير مسمي. وتشير اعمال تفجّر العنف الان بالصوره التي كانت عليها في الماضي الي الفشل الذريع لسياسه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

انا لا ادّعي للحظه ان كلّ الفلسطينيين مشاهدين ابرياء، فالقاده الفلسطينيون، بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمودعباس، لهم حصتهم في اثاره الاضطرابات. ولكن هؤلاء الاسرائيليين الذين يدعون حكومتهم الي استخدام تدابير اكثر صرامه لمنع مزيد من التصعيد ينبغي ان يجيبوا علي سؤال بسيط: ماذا  سيحدث في اليوم الذي ستنتهي فيه حمله اسرائيليه ناجحه، واين سيؤدي كلّ هذا؟

يبدو انهم جميعاً يتناسون او يتجاهلون ببساطه واريحيّه ان الخطا في الاساس هنا هو استمرار الاحتلال، الذي لا يمكن بحكم طبيعته الخاصّه ان يستمر دون دفع عدد اكبر متزايد من الضحايا علي كلا الجانبين.

طعن وقتل اسرائيليين ابرياء هو امر يستحقّ اشدّ عبارات الاستنكار والشجب ويجب تقديم مرتكبي هذه الجرائم الي العداله اذا بقوا علي قيد الحياه في اعقاب افعالهم الشنيعه. والحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤوليه لاتخاذ اجراءات امنيه لمنع مثل هذه الاعمال الاجراميه.

يثير استخدام القوه المفرطه، علي ايه حال، فقط مقاومه عنيفه اكثرشدّه ويغذّي التطرف الفلسطيني الموجود اصلاً والذي ليس من المرجح ان يتراجع مهما كانت الاجراءات الاسرائيليّه المضاده عنيفه ولا ترحم.

وبصرف النظر عمّا اذا كان التحريض علي العنف يؤول الي اتهام السلطه الفلسطينيّه الغير مبرّر لاسرائيل بانها تعمل علي تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف / جبل الهيكل ام لا، فهذا ليس لبّ المشكله، حتّي لو كان هذا صحيحا ً.

حتّي وان كان الصراع علي جبل الهيكل لم يتسبّب في الانتفاضه الحاليّه، فان من شان اي حادث اخر ان يفعل ذلك لان الاوضاع علي الارض كانت مهياه لمثل هذه الانتفاضه العنيفه.

يعيش عدد كبير من الشبان الفلسطينيين في فقر مدقع، هم قانطون وليس لديهم امل في المستقبل. انهم يشعرون بانهم مهمشون بالكامل من قبل حكومتهم من جهه، ومخنوقون من قبل الاحتلال الإسرائيلي من جهه اخري. وان القدس في الواقع هي التي كانت نقطه الوميض، هو امر ٌيبعث علي القلق، خاصه ان المدينه تحتوي علي اكبر عدد من الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يعيشون جنباً الي جنب. فاذا كانت القدس عاجزه عن تقديم نموذجاً مصغراً للتعايش السلمي بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لن يكون هناك سلام  ابدا ًبين الجانبين.

وعندما يتعلق الامر باستخدام القوه، فان اسرائيل بلا شكّ سوف تسيطر عاجلاً لا اجلاً ، الامر الذي قد يؤدي الي تهدئه الوضع، ولكن بشكل مؤقت فقط. انّ تحول السكان الاسرائيليين بشكل ٍ عام الي يمين الوسط والقوه الهائله التي تملكها وتستخدمها حركه الاستيطان تجعل الامور اسوا بكثير.

سيستمرّ المتطرفون علي كلا الجانبين في مواصله استفزاز بعضهم البعض، الامر الذي سيمهد الطريق فقط للمواجهات الداميه القادمه اذا بقي الوضع السياسي الراهن والظروف علي الارض كما هي دون تغيير.

اسرائيل، لا الفلسطينيون، ستلعق جراحها في نهايه المطاف، لانه بغض النظر عن عدد القتلي الفلسطينيين ومدي الدمار الذي سيعانون منه، هم يعتبرون ذلك تضحيه صغيره يقدمونها بسعاده في مسيرتهم نحو اقامه دولتهم الفلسطينيه.

والحقيقه هي ان حفنه ممّن يحملون سكاكين من الفلسطينيين يمكن ان يسببوا مثل هذا الدمار في صفوف الاسرائيليين، يسلبونهم سلامتهم الشخصيه، ويجعلونهم عرضه للمرض او الضعف من الناحيه النفسيه.

وفي الوقت نفسه زادت صوره اسرائيل تشوّها ً هي ايضاً حيث انّ الاصدقاء والاعداء علي حد سواء ينظرون الان لاسرائيل، وليس للفلسطينيين، علي انها المتّهم الرئيسي في هذه الموجه الجديده من العنف. فالاحتلال المستمر والتوسع في المستوطنات يوفران اللهب المستمر، ولا يحتاج سوي القليل من الوقود لجعله نارا مستعره تترك الدمار الرهيب في اعقابها.

وهؤلاء المتطرفون في صفوف الاسرائيليين الذين يعتقدون حقا ان استخدام القوه هو السبيل الوحيد للتعامل مع العنف الفلسطيني يعيشون في انكار الذات، وحاله الرضا بين الاسرائيليين بشكل عام لا تريد ان تعرف الحقيقه، وفضلت ان تعيش حياه الراحه الكاذبه التي توفرها اللامبالاه لهم.

وعلاوه علي ذلك، لا توجد وسيله لاخذ هذه "الانتفاضه" الفلسطينيه خارج السياق الاقليمي. الربيع العربي والاضطرابات الاقليميه الناتجه عن ذلك تذكّر كلّ فلسطيني ان القتال والموت من اجل قضيه هو افضل من العيش حياه العبوديه والياس.

الحكمه تقتضي ان يعيد نتنياهو وائتلافه اليميني التفكير في موقفهما ووضع استراتيجيه طويله الاجل لا تقتصر علي وقف اراقه الدماء الحاليه فحسب، بل تمنع حلقه مفرغه من العنف عن طريق تغيير الوضع الراهن.

قد يعتقد بعض الاسرائيليين والفلسطينيين بان الوقت في صالحهم. هم مخطئون. الوقت يعمل علي جانب اولئك الذين يعرفون كيفيه اغتنام هذه اللحظه ويلتزمون بايجاد حلول للمشاكل المستوطنه، بدلاً من الانتظار والتزوّد بالامل الكاذب انّ بامكانهم ركوب موجه في عالم المجهول وتحسين وضعهم مع مرور الوقت.

يجب علي كل ذكي اسرائيلي وفلسطيني، وهناك الكثيرون منهم، التحدث بصوت عال وواضح بانه لن يكون هناك رابحين في هذا الصراع ، بل فقط خاسرين.

ستتجاوزالخسائر السيطره الماديّه والاقليميه، او السيطره البدنيّه، فهي ستلحق ضررا اكثر حده بكثير:الا وهو فقدان المبدا الاخلاقي الذي يحرّر الفرد من مسؤوليه القيام بما هو صحيح وحق. انها لعنه مروّعه لانها ذاتيّه الحركه وتسمح اكثر من اي وقت مضي بالقتل والتدمير دون اي شعور بالندم.

هذه الاتهامات اللاذعه المتبادله والاتهامات المضاده التي يطلقها القاده الاسرائيليون والفلسطينيون لا تفعل شيئاً سوي تحرض اكثر من اي وقت مضي علي العنف. فاذا اراد نتنياهو وعباس حقاً وضع حد لسفك الدماء، يجب ان يناشدا الراي العام في بلدانهم، ويُفضّل معاً، ويصرّحان بشكل لا لبس فيه انهما علي حد سواء عازمان علي وضع حدّ للعنف.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل