المحتوى الرئيسى

رسالة من مستشار "مرسى" للأوروبيين

10/21 12:26

بعث الدكتور احمد عبد العزيز، مستشار الرئيس الاسبق محمد مرسي بشئون الاعلام الوطني، برساله الي الساسه الاوروبيين وبالاخص صناع القرار في الاتحاد الأوروبى قائلًا: "انه لمن العار ان تقوم السيده "اشتون" ممثله السياسه الاوروبيه بمساومه الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي علي حريته وحياته مقابل التنازل عن السلطه للمجلس العسكري الذين انقلبوا عليه واختطفوه.

واضاف عبد العزيز في مقال له بعنوان "رساله الي الساسه الاوروبيين" ان هذا التصرف المشين، الذي يفتقر الي اللياقه، والمنطق، ترك شعورا عميقا لدي الشباب في مصر بان الغرب (اوروربا وامريكا) يستهين باختيار المصريين، كما اعتبر الشباب هذا التدخل السافر في الشان المصري؛ لانجاح ما حدث بـ " 30 يونيو " ضد الشرعيه بعد التخطيط له عملا عدائيا ضد مصر.

حضرت يوم الاحد الموافق 18/10/2015 ندوه هامه، دعا اليها مركز اميه للبحوث و الدراسات الاستراتيجيه، بالتعاون مع مركز التفكير الاستراتيجي “SDE” في تركيا، وكان من بين المدعوين مسئولا اوروبيا رفيع المستوي هو السيد ستروان ستيفنسون رئيس برنامج الحريه للعراق الذي يقوم بمهامه تحت مظله الاتحاد الاوروبي. طلبت من منظمي الندوه ان يرتبوا لي لقاءًا مع السيد ستيفنسون، وبالفعل كان اللقاء علي الغداء، ولم يكن هناك علي الطاوله سوانا غير المترجمه.

كان حديثي مع الرجل ـ منذ البدايه ـ شفافا وصريحا للغايه ..

اخبرته بان هذا اللقاء ليس وديا، بل انا هنا بصفتي المستشار الاعلامي للرئيس الدكتور محمد مرسي؛ لكي احملك رساله للساسه الاوروبيين، فرحب بذلك، وقال لي تفضل، اسمعك.

امتد اللقاء نحو ساعه. وهذا اهم ما دار فيه ..

قلت له : انه لمن العار ان تقوم السيده اشتون ممثله السياسه الاوروبيه ـ وقتذاك ـ بمساومه الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي علي حريته وحياته مقابل التنازل عن السلطه للعسكر الذين انقلبوا عليه واختطفوه. ان هذا التصرف المشين، الذي يفتقر الي اللياقه، والمنطق، ترك شعورا عميقا لدي الشباب في مصر بان الغرب (اوروربا وامريكا) يستهين باختيار المصريين، كما اعتبر الشباب هذا التدخل السافر في الشان المصري؛ لانجاح الانقلاب العسكري علي الشرعيه ـ بعد التخطيط له ـ عملا عدائيا ضد مصر.

واضاف " ان ما حدث في 30 يونيو قد اعدم ميدانيا، وخرج عن نطاق القانون، اكثر من خمسه الاف معتصم مسالم، معظمهم من الشباب، اثناء مجزرتي رابعه والنهضه، اجتمعوا ليعلنوا رفضهم لما حدث في يونيو علي اراده الشعب التي تقدسونها انتم في الغرب كما زجت السلطه بعشرات الاف اخرين في المعتقلات، يعيشون الان في ظروف غير ادميه، بل مات مئات منهم نتيجه الاهمال الطبي المتعمد.

وتابع " لقد كفر السواد الاعظم من الشباب في مصر بالديموقراطيه سبيلا متحضرا للوصول الي السلطه، والتناوب عليها، فالواقع اثبت لهم ان من يملك القوه يمكنه القفز الي كرسي الحكم وقتما يشاء، ولا قيمه لصناديق الاقتراع في حضور صناديق الرصاص.

وان مصر عدد سكانها اكثر من 90 مليون نسمه، 60 % منهم تحت سن الثلاثين. هذا العدد الكبير والذي يُعد بالملايين، اما غُيّبت قياداته في المعتقلات، او هو غير مؤطر فكريا او سياسيا من الاساس، وفي كلتا الحالتين، نحن امام ملايين لا يمكن توجيهها، او التحكم في عواطفها، او سلوكها، في ظل انسداد الافق السياسي، والحياتي، والشعور، بالقهر، والاضطهاد، والاهمال، والتهميش.

ان الاوضاع في مصر تتجه الي الاسوا، واوروبا لن تكون بمناي عن ذلك فاما ان تكون وجهه لملايين من هذا الشباب هربا من جحيم ما حدث في مصر، وبحثا عن حياه افضل، او تكون وجهه لالاف اخرين علي اقل تقدير؛ للانتقام من السياسه الاوروبيه التي اسهمت بشكل مباشر ـ كاداه للاداره الامريكيه ـ في تدهور الاوضاع في مصر.

 وساعتئذ، لا تلوموا الا انفسكم، وليس من حقكم ـ وقتئذ ـ الحديث عن (الارهاب)؛ لانكم، وبسياستكم الخارجيه الفاشله التابعه لامريكا قد وفرتم اسباب نمو هذا السلوك الانتقامي، الذي يري اصحابه انه رد فعل مشروع علي الجريمه التي ارتكبتموها ـ ولا تزالون ـ بحق مصر.

وتابع ان الشباب الساخط في مصر، لا يمكنه تفهم سلوككم في تحقيق مصالحكم علي انقاض احلامه في حياه كريمه، ووطن امن. ان هذا الشباب لن يغفر لكم، ولا لاي جهه اجرمت في حقه، وحرمته من تحقيق ذاته واحلامه.

وان هذا الشباب لم يعد يؤمن بان عبد الناصر كان زعيما وطنيا، ولا السادات ولا مبارك. لقد انفتح هذا الشباب علي كل مصادر المعرفه التي اثبتت له بالوقائع، ان هؤلاء جميعا كانوا عملاء للغرب، ولم يعد يؤمن بان الجيش والشعب (ايد واحده) كما كان يهتف ـ ببراءه وعفويه وصدق ـ في ميدان التحرير، وبات يتوجس من اي تحرك غربي بشان مصر.

باختصار .. ان شباب مصر لم يعد ممكنا خداعه او تضليله بعد اليوم هذه رسالتي، التي اتوقع ان تنقلها الي صناع القرار في الاتحاد الاوروبي كان الرجل يستمع باهتمام، لم يقاطعني، وعندما انهيت كلامي قال لي:

هذه رساله صادمه، بل مروعه ومفزعه، لكني سانقلها، واود ان اقول لك، ان السيده اشتون كانت شخصيه سياسيه فاشله بامتياز، وانا شخصيا اعتقد انها كانت العوبه في يد الاداره الامريكيه، ولكن دعني اسالك : الم يخطئ الرئيس مرسي؛ لانه كان يسعي لاقامه دوله دينيه في مصر ؟

قلت له : علي ما يبدو انكم لا تزالون غير مستوعبين ان الاسلام لا يعرف شيئا اسمه “الدوله الدينيه” ذلك المصطلح الذي يسبب لكم القلق طوال الوقت !!

في الدوله الدينيه، راس الدوله هو اختيار الهي، وليس اختيار الشعب. ويتم ذلك من خلال طقوس كهنوتيه لا علاقه للشعب بها. في الدوله الدينيه ايضا، لا يوجد برلمان يحاسب راس الدوله، او يحاكمه ان اخطا؛ لانه ظل الله في الارض الذي لا معقب لحكمه.

فهل جاء الرئيس مرسي من خلال طقوس كهنوتيه ؟! ام وصل الي موقعه باراده الشعب ؟!

اما البرلمان، فقد اسند اليه دستور 2012 صلاحيات غير مسبوقه، وجعل من رئيس الوزراء شريكا للرئيس في الحكم، فهل هذا من ملامح الدوله الدينيه ؟ سيدي .. من حقنا كمسلمين ان نعيش في ظل قيمنا الاسلاميه، تلك القيم التي تحمي غير المسلمين كما تحمي المسلمين تماما، وتكفل لهم الحقوق نفسها.

قال لي : حسنا، ولكني سمعت من قيادات كنسيه ان الاقباط يعانون من الاضطهاد في مصر.

قلت له هذه اكذوبه، روّج لها البابا السابق شنوده، ويروّج لها البابا الحالي تواضروس، وقبل ذلك لم يسمع بها المصريون.

هل تعلم ان مكرم عبيد، وهو شخصية مصريه مسيحيه مشهوره، كان واحدا من اربعه حملوا نعش الشيخ حسن البنا مؤسس الاخوان المسلمين بعد اغتياله، رغم منع السلطات المصريين من المشاركه في جنازته ؟

هل تعلم ان الشيخ البنا كان له مستشار مسيحي اسمه لويس فانوس ؟

ولعلك تستغرب، وتتملكك الدهشه حين تعرف، ان الشاب الذي كان يحفظني القران في الكُتّاب ـ وانا طفل ـ كان مسيحيا اسمه شوقي بديع !!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل