المحتوى الرئيسى

زنابق الماء في بوروندي.. "نعمة" لباعة الزهور و"نقمة" على الأسماك

10/21 11:50

زنابق الماء او ما يعرف بـ"النيلوفر"، نباتات تنمو في المسطّحات المائيه لبحيره "تنجانيقا" في بوروندي، وتعتبر مورد رزق للكثير من باعه الزهور في العاصمه بوجمبورا، ممن يجمعونها بغرض بيعها للسياح. جانب مشرق لا يحجب حقيقه انّ لهذه النباتات المائية اضرار كبيره بالانواع الحيوانيه التي تعيش في البحيره، وخصوصا الاسماك، بحسب بعض المنظمات المحليه الناشطه في مجال حمايه البيئه.

اليكسي نداييكونغوريي، شاب بوروندي يقيم في ضاحيه "موكازا" جنوب بوجمبورا، وقد تعوّد، منذ نحو 10 سنوات، علي الغطس في مياه بحيره "تنجانيقا"، لجمع الزنابق المائيه، وبيعها، في اسواق العاصمه او عرضها علي السياح الذين يجدون في هذه الزهور البحريه نوعا نادرا من النباتات التي لا ينبغي تفويت فرصه ابتياعه.

نشاط يؤمّن للشاب ايرادات تمكّنه من تلبيه احتياجاته اليوميه، ولذلك، فانّه غير معني بالمره بالاثار السلبيه لهذه النباتات علي الحياه البحريه عموما، كما يقول في حديث للاناضول، بل انّ صرخات الاغاثه التي يطلقها المدافعون عن البيئه والتنوّع البيولوجي في البلاد، والمحذّره من "اندثار الاسماك من المناطق التي غزتها الزنابق المائيه"، لم تكن ابدا لتثنيه عن القيام بعمله بشكل طبيعي.

وبفخر تنبض به تقاسيم وجهه المشرق، وهو يمسك بيده باقه من الازهار الارجوانيه اللون، اضاف الكسي انه تمكّن، بفضل نشاطه هذا، من ادّخار المال، ودفع جزء منه مهرا لزوجته، كما انه تمكّن من ابتياع دراجه هوائيه ومنزل خاص في احدي المناطق الداخليه من البلاد.

مرابح اليكسي لا تقل شهريا، عن متوسّط قدره 30 دولارا. مبلغ هام قال انه يمكّنه من تلبيه احتياجات اسرته ومساعده والديه. "ترف" استقطب صديقه جلبرت كابورا، في سعي نحو تحقيق ذات الايرادات، وهذا ما دفع بالاخير الي مرافقته الي البحيره، حيث يغطسان ويداعبان افراس النهر والتماسيح، قبل ان يشرعا في جمع الزنابق المائيه.

اليكسي اوضح، في حديث للاناضول، انّ جمع تلك الزهور يتطلّب "طقوسا" خاصه، حيث ينبغي الاستيقاظ من النوم فجرا، اي قبل بزوغ الشمس، بما انّ الزنابق تتفتّح بمجرّد طلوع الشمس وتعرّضها لاشعتها الدافئه، ما يعني انّه بانقضاء الوقت اللازم لجمعها وعرضها في الاسواق، تكون ذبلت، فلا تجد اقبالا يذكر من طرف الزبائن، مضيفا انه يتعيّن علي المرء ايضا ان يكون سباحا ماهرا، خلال موسم الامطار، ليتمكّن من المغامره بالنزول في مياه البحيره العميقه.

ازهار فريده من نوعها ولا تشبه غيرها، وهذا ما يغري باعه الزهور باقتنائها، بل ان الحصول علي باقه منها يتطلّب تدافعا وشجارا، بما ان هذه النباتات البحرية تشكّل عنصرا اساسيا في الباقات والاكاليل المقدّمه في مختلف الحفلات والمناسبات. "انها جميله للغايه والوانها اكثر من رائعه"، يقول الان، وهو احد الزبائن الذين اشتروا لتوّهم باقه من الزنابق المائيه، مضيفا انّ "الوانها المتالقّه هي ما جعلها تطيح بازهار الجبل".

نباتات جميله وتلقي رواجا كبيرا في بوروندي، غير انّ هذا الجانب لا ينبغي ان يخفي اخر ذا اهمّيه محوريه. البرت مبونيراني، رئيس مؤسسه "مويزي جيزابو"(منظمه غير حكوميه محليه) الناشطه في مجال حمايه بحيره "تنجانيقا"، قال للاناضول، ان "هذه النباتات تلوّث مياه البحيره، وتهدّد تنوّعها البيولوجي، وتتسبب في ندره الاسماك فيها، لافتا الي انّ "كميه الاسماك انخفضت، بين عامي 2002 و2012، الي النصف تقريبا، حيث انحفضت من 20 الف طن الي 10 الاف سنوياً.

تراجع اعتبره جيزابو نتاج بديهي لـ"تلك الاعشاب التي تغزو البحيره وتدفع بالاسماك الي الهجره نحو المياه الكونغوليه او التنزانيه"، مشدّدا علي انه ينبغي التصدّي لهذه الزهور واجتثاثها من اعماق البحيره بدل اعتبارها مصدرا للدخل".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل