المحتوى الرئيسى

وليد فاروق على يكتب: حارة الصالحية، سُوق الأحجار الكريمة في مصر | ساسة بوست

10/21 05:26

منذ 1 دقيقه، 21 اكتوبر,2015

حاره الصالحيه، احدي حارات القاهرة الفاطمية، التي يمتلئ عبقها برائحه السلاطين والامراء، ولعل ابرزهم السُلطان ” الصالح نجم الدين أيوب ” وزوجته السلطانه “شجر الدر”، والتي حينما شعرت بمؤامره لقتلها جمعت حُليها ومُجوهراتها وسحقتها بالدق في “الهون”، والقت بها في حديقه قصرها الذي يطل جانب منه علي الحاره، فلم تكن تُدرك وقتها ان هذا المكان سيُصبح فيما بعد سُوق للاحجار الكريمه في مصر.

من عده طرق مختلفه، يمكن للزائر ان يصل لحاره الصالحيه عن طريق شارع المُعز الذي يكمن سُوق الصاغه عند طرفه ناحيه الازهر والمُوسكي، وذلك عبر عده مداخل الاول من شارع الأزهر للقادم من حي الغوريه، والثاني من شارع خان الخليلي للقادم من مسجد سيدنا الحسين والثالث من الموسكي.

ويشكل موقع الحاره مربعا متكامل الاضلاع، اذ يمتد من شارع المعز غربا الي خان جعفر شرقا، ومن بيت القاضي شمالا الي سكه الباديستان (خان الخليلي) جنوبا، ويتوسط هذا المربع المدرسة الصالحية، الي جانب سبيل وكتاب خسرو باشا الذي بني عام 1535م، في حين يتلاصق سبيل ومدرسه الظاهريه مع المدرسه الصالحيه.

ويرجع اسم حاره ” الصالحيه “، نسبه الي مدرسه الصالحيه، التي تمر الحاره بين جدرانها، وهي المدرسه التي بناها الملك الصالح نجم الدين ايوب عام641 هـ 1243م ، كاول جامعه بمصر لدراسه المذاهب الاسلاميه الاربعه، وداراً للقضاء.

ويقول ” فكري احمد ” احد البائعين بمحلات عصام رشاد، اقدم تُجار الأحجار الكريمة الطبيعيه في حاره الصالحيه ” اعمل بهذه المهنه منذ اكثر من عشرين سنه، وتعلمت فيها الكثير علي يد الحاج عصام رشاد، وما اعلمه ان اليهود اصل هذه التجاره بهذا السوق، ثم تناقلها عنهم المصريون”.

وعن اهميه السُوق يضيف “فكري” ،”هذه الحاره تعد مركزاً لتجاره الاحجار الكريمه الطبيعيه والصناعيه وكل مستلزمات صناعه الحُلي، بالاضافه الي انها تضم مجموعه من ورش حك وقطع وصقل وتركيب الاحجار، كما تضم ورش تصنيع وطلاء المشغولات المعدنيه “.

واعتبر “رافت عبد النعيم” صاحب ورشه لتشغيل المعادن ان ورش التصنيع جزء مُكمل لسُوق الاحجار الكريمه، فيقول: ” اعمل بهذا المكان منذ اربعين سنه، ومعظم زبائني من السيدات اللاتي يطلبن توظيف الاحجار الكريمه في قطع من الحلي الفضيه والنحاسيه”.

وعن الفئات التي تتردد علي المكان، اشار ” فكري”: “ان الحاره مقصد لفئات مختلفه ممن يهتمون بالاحجارالكريمه، لكن اكثرهم من الفتيات والسيدات، حيث يصنعن منها حُلي اكسسوار، منهن من يستخدمها في تصميم اكسسوار شخصي، واُخريات من اصحاب المشاريع الصغيره التي يستخدمونها كوسيله لكسب العيش “.

بينما يُشير “ايمن محمد” صاحب متجر “ركن الفيروز” بالصالحيه، الي ان اكثر من يقصدون الحاره لشراء الاحجار الطبيعيه هم السائحون الاجانب، اما الاحجار شبه الكريمه والصناعيه، فالسيدات هن اكثر من يُقبلون عليها، لكن الصالحيه بالاصل هي سُوق جمله، وبالتالي فالتُجار لا يعتمدون علي البيع القطاعي ، لذلك فتعامُلنا بالاساس يكون مع اصحاب الورش الكبيره في انتاج الحُلي والاكسسوار.

وتقول فنانه الحُلي التونيسيه “رجاء البولاهمي”، “زيارتي الاولي لحاره الصالحيه كانت بمثابه بدايه جديده في حياتي، فمعها تعرفت علي موهبتي في تصميم الحُلي والاكسسوار، ثم انشاء ورشه صغيره لتصميم وتنفيذ الحُلي، زياره حولت حياتي من ربه منزل الي صاحبه مشروع، وفنانه حلي مشاركه في معظم مهرجانات ومعارض الحرف اليدويه”.

وعن نوعيات الاحجار الكريمه المعروضه، اوضح “فكري”، ان السوق غني بمجموعه كبيره من الاحجار الكريمه وشبه الكريمه، بالاضافه الي الاحجار الصناعيه، فتجد بين المعروضات احجار الزُمرد والمُرجان والفيروز واللؤلؤ والتوباز والاماتيست والفيروز والعقيق والسترين والجاسبر والجشمت والجاد والعقيق بانواعه.

بينما يؤكد ” ايمن محمد “، ان حاره الصالحيه تشتهر بثلاثه انواع نادره من الفيروز حول العالم هو: الفيروز المصري، والفيروز الامريكي، والفيروز الايراني.

واشار “فكري ” الي انخفاض الطلب علي الاحجار الكريمه الطبيعيه، نتيجه تشبع السوق باحجار صناعيه ومقلده منخفضه القيمه والثمن، ويفسر ذلك “ايمن محمد : “ان زياده اقبال الفتيات والسيدات علي الاحجار الصناعيه، يرجع لكثرتها وانخفاض ثمنها، بالاضافه الي تنوع الوانها واشكالها، حيث استطاعت الصين باستخدام تقنيه الليزر اضفاء الوان متعدده علي كثير من الاحجار الصناعيه.

وعن اسعار الاحجار الكريمه، اوضح “ايمن محمد”، ان الاحجار الكريمه الطبيعيه تباع بالقيراط، بينما شبه الكريمه والصناعيه تُباع بالجرام، بينما يؤكد “فكري”، ان الزُمرد والزفير والياقوت والسترين والفيروز، هي من اغلي الاحجار الكريمه، واوضح ان تشبع السوق بالاحجار الصناعيه، واحتدام المنافسه بين التُجار، ادي الي انخفاض اسعار الاحجار الصناعيه، اما الاحجار الكريمه فما زالت مُحافظه علي ثمنها.

وعن حاله الرواج في سُوق الاحجار يري ” فكري احمد ” ان ارتفاع اسعار الذهب ادي الي حُدوث رواج جزئي في حركه البيع في سُوق الاحجار، ولكن الوضع السياسي الغير مستقر ما زال يلقي بظلاله علي الحاله الاقتصاديه، بينما يختلف معه “ايمن محمد” في الراي، حيث يري ان ارتفاع اسعار الذهب اصاب سُوق الاحجار الكريمه بالركود، حيث يدخل كثير من الاحجار الكريمه وشبه الكريمه، كجزء مُكمل لكثير من القطع الذهبيه، مثل الالماس والزريكون الامريكي وغيرها من الاحجار.

وقد اوضحت د. وسام انسي، استاذ تصميم الحُلي بكليه الفنون التطبيقيه، اهميه ودور حاره الصالحيه كسوق في نمو وازدهار مجال تصميم الحُلي والمُجوهرات، بالاضافه الي الشق التعليمي، حيث توفر للطلاب بيئه عمليه للتعرف علي الاحجار الكريمه.

كما اشارت الي فقر الدول وتُجار الصالحيه في تنظيم فعاليات للترويج الي حاره الصالحيه، مثل تنظيم معرض سنوي او مهرجان، او خلق ” برند نيم ” للمنتجات سُوق الصالحيه، كما يمكن من خلالها فتح الابواب لاكتشاف الموهوبين وتاهيل مجموعه من الشباب علي هامش المعرض او المهرجان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل