المحتوى الرئيسى

شمس الدين النقاز يكتب: من هو أبو معتز القريشي الذي نعاه أبو محمد العدناني؟ | ساسة بوست

10/21 05:25

منذ 1 دقيقه، 21 اكتوبر,2015

جاء الفصل من قبل الناطق الرسمي باسم تنظيم الدولة الاسلامية: ابي محمد العدناني، الذي اعلن في كلمه صوتيه له امس الثلاثاء عن مقتل الرجل الثاني في التنظيم المكني بابي معتز القريشي، والمعروف اكثر بابي مسلم التركماني. اكثر من مره اعلنت فيها الحكومة العراقية ونظيرتها الامريكيه عن مقتل اهم رجل بعد زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، ولم يات الرد علي تلك الادعاءات من الجهات الرسميه الجهاديه.

ففي 13 من شهر مايو 2015م اعلنت وزارة الدفاع العراقية عن مقتل الرجل الثاني في قياده تنظيم الدوله الاسلاميه، والذي يعرف بابي علاء العفري “الحاج معتز” في ضربة جوية للتحالف شمال البلاد، لكن الخبر اليقين جاء بعد 3 اشهر حين اكد البيت الابيض، يوم الجمعه 21 اغسطس/اب 2015م مقتل فاضل احمد الحيالي، المعروف بـ”الحاج معتز”، اثر غاره جويه امريكيه يوم الثلاثاء 18 من نفس الشهر قرب مدينه الموصل بالعراق.

شحيحه جدا المعلومات المتعلقه بالرجل المكني بخمس كني، كما يذكر انصار التنظيم وهي: حجي معتز، ابو مسلم التركماني، علي العفري، ابو معتز التركماني، المعتز بالله القريشي، حتي ان الروايات الحكوميه الرسميه والتقارير الاعلاميه التي تحدثت عن الرجل جانب اغلبها الصواب، حسب تغريدات الموالين لتنظيم الدوله الاسلاميه علي مواقع التواصل الاجتماعي.

فبحسب السيره الاسطوريه المتخيله للتركماني التي نسجتها مخيله الاجهزه الامنيه العراقيه والصحافه العربيه والدوليه، فانه عراقي الجنسيه، حيث ولد في منطقه الحضر، التابعه لمنطقه ال هدار التي تبعد 80 كم جنوب مدينه الموصل بمحافظه نينوي العراقيه، وتعلم في مدارس مدينه الموصل، والتحق بجامعتها، ودرس الفيزياء، وبعد تخرجه، تم تعينه مدرسا لماده الفيزياء في مدينه تلعفر العراقيه بمحافظه نينوي، وقد تبني الافكار الجهاديه في فتره مبكره من عمره، وسافر الي افغانستان عام 1998م، ثم عاد الي العراق عقب الاحتلال الامريكي 2003م بعد تاسيس أبي مصعب الزرقاوي لجماعه التوحيد والجهاد، ثم الانضمام لتنظيم القاعدة 2004م، ليصبح قيادياً بارزاً في الدوله الاسلاميه.

لكن نقلا عن بعض الجهاديين الذين كتبوا عن سيره ابي معتز القريشي، لم يكن مدرسا للفيزياء ولا للكيمياء، بل لم يثبت انه تبني الافكار الجهاديه في فتره مبكره من عمره وسافر الي افغانستان سنه 1998م وبايع تنظيم القاعده بقياده ابي مصعب الزرقاوي سنه 2004م، ما يجعلنا نقف وقفه تامل امام هذا الكم الهائل من المعلومات الخاطئه عن الرجل.

ابو معتز القريشي واسمه الحقيقي فاضل احمد عبد الله الحيالي من مواليد 1959م من قضاء تلعفر الواقع غرب الموصل، وينحدر من عشيره عراقيه كبيره ومعروفه، ووالده احد زعماء العشائر المعروفين بالثراء والوجاهه الاجتماعيه في العراق.

كان ضابطا برتبه مقدم في الجيش العراقي، وعمل بوحده الاستخبارات العسكريه كما عمل كضابط في القوات الخاصه في الحرس الجمهوري، ثم اصبح برتبه عقيد بالجيش العراقي، وكان في الفيلق الثالث الذي تولي مهمه تحرير جزيره الفاو العراقيه في 17 ابريل 1988م، كما شارك في حرب الخليج الثانيه 1990-1991م، والحرب العراقيه الامريكيه الاخيره عام 2003م.

قيل ان توجهه الاسلامي ظهر ايام خدمته العسكريه في السنوات الاخيره قبل سقوط نظام صدام حسين سنه 2003م، واعتقل من قبل الاميركيين، واودع سجن بوكا في البصره، حيث سجن في الكمب السادس، وهناك تعرف علي قيادات القاعده، ومن ابرزهم: ابي بكر البغدادي، وغيره من القاده اللذين اصبحوا فيما بعد علي راس الهرم.

خرج من السجن، وبدا بتولي مناصب عديده في دوله العراق الإسلاميه، وكان له الاثر الكبير فيما وصلت اليه من قوه وصلابه في عملياتها ضد الاحتلال الامريكي، حيث يُعتبر احد ركائزها؛ بفضل ما عُرف عنه من ذكاء وقدره عسكريه عاليه ودهاء وقدرات قياديه واداريه، وتاثيره علي من حوله؛ لشخصيته القويه والمؤثره.

كما كان ابو مسلم التركماني رفقه ابي بكر الانصاري ” حجي بكر ” وابي عبد الرحمن البيلاوي وابي مهند السويداوي وابي احمد العلواني يمثلون المجلس العسكري لتنظيم الدوله الاسلاميه.

وحين اعلنت دوله العراق الاسلاميه تمددها الي الشام، اصبح دور الحيالي اكثر اهميه؛ حيث كُلف بالتنسيق بين العراق والشام، وكان من الشخصيات التي تسببت في تقويه قاعده العراق؛ لكونه بالاضافه الي ابي عبد الرحمان البيلاوي جناحي ابي مصعب الزرقاوي وامناء سره.

ازدادت مسئوليه الحيالي، بعد مقتل ابي بكر الانصاري ” حجي بكر ” واصبح الرجل ذو الاهميه الكبري خلفاً للانصاري، حيث شغل مناصب ذات اهميه كبري من بينها مسئول الولايات في التنظيم، كما لعب دورا رئيسا في التخطيط لما حصل في الموصل في شهر يونيو من العام الماضي.

ابو معتز القريشي وابو عبد الرحمن البيلاوي كانا اصحاب الاثر الكبير في تقويه قاعده العراق وتنظيم الدوله الاسلاميه بتطوراته من العراق، الي حين اعلان “الخلافه” التي زادت من المسئوليه علي عاتقه: حيث شغل منصب رئيس المجلس العسكري للتنظيم الذي كان يضم 9 شخصيات، من ابرزهم: ابا بكر الانصاري ” حجي بكر ” وابا عبد الرحمن البيلاوي وابا مهند السويداوي وابا احمد العلواني.

وبعد مقتل البيلاوي الذي كان يشغل منصب المنسق في الولايات، تولي “القريشي” مسئوليه اداره مناطق تنظيم الدوله في العراق، بينما ظل ابو علي الانباري ” ابو عبد الرحمن العفري ” المعروف بحجي ايمان مسئولا عن المناطق في الشام، واصبح ابو معتز القريشي حينها الرجل العسكري الاول في الدوله في العراق، ثم فيما بعد الرجل العسكري الاهم في تنظيم الدوله الاسلاميه، ككل بعد ادارته الاحترافيه للصراع.

ادرجت وزارة الخارجية الأمريكية ابا مسلم التركماني علي لوائح الارهاب، وقد رصدت مكافئه ماليه لمن يدلي بمعلومات عنه؛ حيث ان برنامج “مكافات من اجل العداله”، بالوزاره اقر مكافاه بسبعه ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

يبدو ان تنظيم الدوله الاسلاميه قد خسر اخطر واعظم رجل في صفوفه، بحسب سيرته التي يتناقلها انصاره ومحبوه وبحسب منصبه الكبير داخله، ونعي العدناني شخصيا له، وما من شك ان التنظيم اصبح مخترقا في صفوفه الاماميه، فما مقتل اغلب المسئولين من قدماء مجلسه العسكري في المده الاخيره الا دليل علي ذلك.

كما ان مقتل التركماني ما من شك انه هدف ثمين جدا وقد يكون مقتله ضربه موجعه للتنظيم، وفق ما اكده المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي نيد برايس، في بيان البيت الابيض يوم 21 اغسطس/اب الماضي: من ان مقتله سيؤثر سلبا في سير عمليات التنظيم الجهادي؛ لان دور الرجل الثاني لا يمتد نفوذه لتمويل التنظيم والاعلام والعمليات والدعم اللوجيستي فقط، بل كان المسئول عن العمليات في العراق، وساعد في التخطيط لهجوم المسلحين علي الموصل في يونيو/ حزيران عام 2014م.

توقعات نتائج العمليه من الجانب الرسمي الامريكي خالفها سيث جونز، المسئول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية والعامل حاليًا في مؤسسه راند، الذي قال “خبرتي في متابعه الدوله الاسلاميه تشير الي انهم اظهروا القدره علي وضع الاشخاص في مناصب عندما يقتل مسئولون بارزون”، مضيفًا ان “مساحه الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم هي العامل الاكثر الاهميه في تحديد قوته”.

ربما لا يزال التنظيم صامدًا ومحافظًا علي مناطق نفوذه؛ لانه تخلي عن الهرميه والمركزيه والقياده الاحاديه في بنيته التنظيميه، وما صموده لاكثر من سنه رغم القصف الجوي من طائرات التحالف الدولي والقصف المدفعي من الجيشين العراقي والسوري، الا دليلا علي تمكنه من تكوين خلفٍ للقيادات البارزه التي تقتل وتجرح، ما يجعل عجله التنظيم لا تتوقف باستهداف احد قيادييه.

وربما كان استهداف ابي مصعب الزرقاوي، وأبي عمر البغدادي، وغيرهم من القيادات، الذين احدث مقتلهم فراغًا سببا في قيام “الدوله الاسلاميه” بتغيير الخطه المتبعه سابقا والتي ترتكز علي الاعتماد علي قياديين معينين دون تكوين اخري جديده لتصبح بعد تمددها الي الشام تكوين قياديين في جميع الصفوف والاختصاصات؛ لتعويض الكوادر التي ستسقط في الحرب الطويله.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل