المحتوى الرئيسى

إرث القذافي يخيّم على ليبيا بعد أربع سنوات على مقتله

10/21 09:59

ليبيا بعد الثوره لا زالت تعاني الفوضي وانعدام الامن

الاتحاد الاوروبي يدين اعدام اثيوبيين مسيحيين في ليبيا

دول عربية وغربيه: حكومه وفاق في ليبيا فورا

مجلس الامن يهدد بعقوبات علي معرقلي السلام في ليبيا

نواب ليبيا يرفضون بالاجماع اتفاق السلام

الجداريات التي تسخر من معمر القذافي في شوارع المدن الليبيه، ليست كل ما تبقي من ذكري "العقيد"، فارث الديكتاتور الذي قتل قبل اربع سنوات في انتفاضه شعبيه، لا يزال يخيم علي ليبيا التي فشلت حتي الان في استبدال نظام حكم الفرد والعائله بدوله مؤسسات فعاله.

ويقول مايكل نايبي-اوسكوي، الخبير في شؤون الشرق الاوسط في مؤسسه ستراتفور الاستشاريه الامنيه الاميركيه: "اختار القذافي ان يبني دوله تتمحور حول شخصه، ثم استخدم العامل العسكري معتمدا علي عائدات النفط لقمع اي معارضه، بدل ان يبني دوله مؤسسات يمكن ان تستمر في غيابه".

ويضيف "لم تكن هناك دوله مؤسسات في ليبيا، الامر الذي دفع نحو السقوط في الفوضي عقب الاطاحه بالقذافي"، مشيرا الي ان تبعات سياسات "الدوله المفككه" التي اوجدها القذافي "ستتواصل لعقود".

وقتل القذافي الذي عرف بتصرفاته غير المتوقعه وملابسه البدويه وخطاباته المطوله، في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2011 علي يد مجموعه مسلحه في مدينه سرت، مسقط راسه، بعدما حكم البلاد منذ كان في السابعه والعشرين من عمره اثر انقلاب عسكري ، ولاكثر من اربعه عقود.

ومنذ مقتله، تشهد ليبيا فوضي امنيه وسياسيه واقتصاديه، اذ لم تستطع الحكومات المتعاقبه منذ الاعلان عن "التحرير الكامل" من نظام القذافي في 23 تشرين الاول/اكتوبر 2011، ترسيخ حكم ديموقراطي بمؤسسات فعاله، وهي عناوين نادت بها "الثوره".

ومنذ اكثر من سنه، تتقاسم الحكم في البلد المطل علي البحر المتوسط والغني بالنفط والغاز، سلطتان، واحده يعترف بها المجتمع الدولي مستقره في شرق البلاد، واخري لا تحظي بالاعتراف وتسيطر علي معظم مدن غرب ليبيا، وبينها العاصمه طرابلس، بمسانده تحالف جماعات مسلحه تحت مسمي "فجر ليبيا".

ولم تؤت الجهود التي تقوم بها الامم المتحده لتشكيل حكومه وحده وطنيه تجمع الطرفين ثمارا حتي الان.

ويقول نايبي-اوسكوي "اسم القذافي سيبقي عنوانا رئيسيا، خصوصا مع محاكمه رموز نظامه وافراد عائلته، وعوده حوادث معينه الي الواجهه، مثل تفجير لوكيربي".

نظريا، كان نظام القذافي في "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" يقوم علي "حكم الشعب"، اي ممارسه السلطه من خلال مؤتمرات شعبيه تضم ممثلين عن كل المناطق. الا انه في الواقع، كان يختصر بالزعيم الليبي الذي اطلق علي  نفسه لقب "ملك ملوك افريقيا" وحكم بمزاجيته اكثر منه وفق قوانين "الكتاب الاخضر" الذي وضعه بنفسه حتي.

ورغم ذلك، فرض القذافي علي ارض الواقع استقرارا امنيا لم تنعم به ليبيا منذ نهايه 2011 بعدما فشلت السلطات الجديده في نزع اسلحه الجماعات التي قاتلت النظام السابق والتي باتت تتقاتل في ما بينها. كما لم تنجح في وضع دستور جديد للبلاد التي تستند حاليا الي اعلان دستوري موقت صدر في العام 2011.

ويوضح نايبي-اوسكوي "سيمر وقت طويل قبل ان تترسخ في ليبيا هويه وطنيه موحده ويعود اليها الاستقرار الامني الذي كانت تتمتع به خلال فتره حكم" القذافي.

ويقول مسؤول حكومي في طرابلس رفض الكشف عن اسمه "نعمل منذ نهايه 2011  علي التخلص من التركه الثقيله التي خلفها الديكتاتور. لقد افسد كل شيء، من السياسه الي الاقتصاد الي المجتمع، وحتي الرياضه".

وكان القذافي جعل من النفط المحرك الاوحد للاقتصاد ولعائدات الدوله. واليوم، يدفع استمرار النزاع الاقتصاد نحو "الانهيار التام"، بحسب ما يحذر مسؤولون ليبيون، بعدما انخفضت صادرات النفط، المصدر الوحيد للايرادات في فتره ما بعد القذافي ايضا، الي نحو 400 الف برميل يوميا، اي اكثر من النصف.

ويتابع المسؤول الحكومي "لم يمح مقتله ذكراه السيئه. سيظل حاضرا بيننا حتي نقضي علي تبعات اربعين سنه من الفوضي. اتمني الا نحتاج الي اربعين سنه اخري لتخطي هذه التبعات".

واعيد الاسبوع الماضي تسليط الضوء علي تفجير طائره بان اميركان فوق بلده لوكيربي الاسكتلنديه في العام 1988 الذي راح ضحيته 270 شخصا، بعدما اعلنت النيابه العامه في اسكتلندا تحديد هويه ليبيين جديدين يشتبه بتورطهما في التفجير.

ويعتقد ان احد المشتبه بهما الجديدين هو عبدالله السنوسي، رئيس المخابرات الليبيه في عهد القذافي والذي حكم عليه بالاعدام في نهايه تموز/يوليو الماضي الي جانب شخصيات اخري من رموز النظام السابق، بينها نجل القذافي، سيف الاسلام، بتهمه المشاركه في قتل متظاهرين.

كما يتهم نظام القذافي بانه شرع الابواب امام الهجره غير الشرعيه الي السواحل الاوروبيه التي لا تبعد سوي بضع مئات من الكيلومترات عن الساحل الليبي.

وتتطلع الدول الغربية والاتحاد الاوروبي خصوصا الي تشكيل حكومه وحده وطنيه في ليبيا ترسخ لقيام دوله مؤسسات قادره علي مكافحه الهجره غير الشرعيه ومحاربه الجماعات المتطرفه التي وجدت في الفوضي الليبيه موطئ قدم لها، ومن بينها تنظيم الدوله الاسلاميه الذي يسيطر منذ اشهر علي سرت (450 كلم غرب طرابلس).

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل