المحتوى الرئيسى

لورين بوث: البريطانيون لم يعودوا يتعاطفون مع إسرائيل

10/19 21:49

قالت الناشطه والصحافيه البريطانيه لورين بوث ان "البريطانيين -بشكل عام- وان كان لديهم تحفظات تجاه المسلمين، فانهم لم يعودوا متعاطفين مع اسرائيل، ويدركون ان ما يحدث في فلسطين هو جرائم فصل عنصري".

وتزور بوث -وهي شقيقه زوجه رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير- قطر للترويج لعدد من المشاريع التي خصصتها جمعيه "قطر الخيريه" لمساعده الاسر الفلسطينيه.

واشتهرت بوث بوصفها ناشطه في مجال حقوق الإنسان، وكان لها دور بارز في معارضه الغزو الاميركي للعراق عام 2003 والحصار الاسرائيلي لقطاع غزه، وقامت بعده زيارات الي قطاع غزه والضفه الغربيه، واعتنقت الاسلام، ومنحها رئيس الوزراء الفلسطيني السابق اسماعيل هنيه الجنسيه الفلسطينيه عام 2008.

وتدير بوث منظمه "بيس تريل" البريطانيه المهتمه باقامه المشاريع الخيريه الصغيره المدره للدخل للاسر الفلسطينيه الفقيره والمنكوبه جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، بالاضافه الي تقديم الدعم والعون المادي للاطفال في افريقيا.

الجزيره نت اجرت حوارا مع بوث حول هذه الزياره، واهميه دعم المشاريع الخيريه الصغيره، وموقف المجتمع الغربي والبريطاني تجاه الاحداث الاخيره في فلسطين، والتصعيد الاسرائيلي بحق المسجد الاقصي.

 كيف تقيمين تفاعل المجتمع الغربي -خاصه البريطاني- مع ما يحدث في فلسطين الان؟

تختلف نظره المجتمع في ايامنا هذه عن النظره الرسميه او الحكوميه، فالبريطانيون بشكل عام لم يعودوا متعاطفين مع اسرائيل، ربما لديهم تحفظات تجاه المسلمين، لكن في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية باتوا يدركون ان ما يحدث في فلسطين هو فصل عنصري.

وعند اول مشاركه لي في مسيره للتضامن مع الفلسطينيين عام 2005 كان هناك نحو خمسه الاف مشارك، وفي مسيره مماثله نظمت العام الماضي كان هناك ما يفوق مئه الف مشارك، وفي احدي المسيرات التي القيت فيها خطابا كانت الصفوف السته الاولي من المشاركين البريطانيين البيض غير المسلمين، وجاءت مشاركتهم لانهم يرفضون الاحتلال وسياسه الفصل العنصري التي تنتهجها اسرائيل تجاه الفلسطينيين.

في الواقع ان كل ما يراه البريطانيون علي شاشات التلفزيون الان هو ان فلسطينيين يقومون بطعن الاسرائيليين، لكنهم بشكل ما باتوا يدركون ان ثمه قصه اخري لا ترويها وسائل الاعلام الرئيسيه لهم، والسبب في ذلك هو ارتباط الجميع بوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الالكترونيه المختلفه، وعبر هذه الوسائط يتم التعرف علي الجانب الاخر من القصص ويتم التعرف الي الحقيقه.

 ما المشاريع التي اسهمت منظمه بيس تريل (peace trail) في اقامتها بفلسطين، وما الذي تطمحون الي تحقيقه من خلال التعاون مع مؤسسه قطر الخيريه؟

في فلسطين عملت منظمه بيس تريل علي تنفيذ مشاريع صغيره مثل مزارع الدواجن، واسهمت في دفع تكاليف دراسه العديد من الطلاب، ودعمت بعض مشاريع التمكين الاقتصادي الصغيره، لا سيما للاسر التي فقدت منازلها في الاعتداءات الاسرائيليه المتكرره.

والاكثر اهميه -في رايي الان- هو العمل علي تطوير العنصر البشري وتطوير الموارد التي يمتلكها الفلسطينيون في الاساس.

مهمتي هنا تتلخص في اطلاع اكبر عدد ممكن من الناس علي التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني والظروف المعيشيه القاسيه التي يرزح تحتها، وشرح طبيعه المشاريع التي تنوي قطر الخيريه تنفيذها، وهي مشاريع مهمه لانها تبتعد في فكرتها عن توفير الدعم المالي المؤقت، وتسعي لخلق فرص ومصادر دائمه للدخل.

ما المجالات الاكثر احتياجا للناس هناك؟

دائما اقول اننا "نستطيع مواصله تضميد الجراح، لكننا نستطيع ايضا انهاء المشكله من جذورها"، وربما اكثر ما يحتاجه الفلسطينيون هو انهاء الاحتلال وازاله المستوطنات، وبعدها سيتمكن الفلسطينيون من اصلاح امورهم الاجتماعيه والثقافيه والاقتصاديه، سيقومون بذلك بانفسهم، ولن يحتاجوا الي مساعدتنا، لانهم ليسوا متسولين.

الفلسطينيون رغم كل ظروفهم الصعبه يواصلون باصرار شديد التعلم، فالطفل قد يضطر لقطع سته كيلومترات من المشي ليصل الي مدرسته، ليجلس في غرفه صغيره من الصفيح بلا نوافذ، فقط لكي يتمكن من مواصله تعليمه، انهم لا يستسلمون.

واجبنا ان نعطيهم كل ما يمكن من الفرص لتطوير انفسهم والالتحاق بسوق العمل وتطوير مهاراتهم، اما علي المدي البعيد فما نريده للفلسطينيين هو الحريه، وفي الاثناء علينا ان ندعمهم لتطوير كفاءاتهم والاستفاده القصوي منها.

 زرت فلسطين اكثر من مره، اخرها كان عام 2014، فما انطباعاتك العامه بشان اوضاع الناس هناك؟

زرت فلسطين في 2007 و2008 كصحافيه، ذهبت لكتابه القصص الصحفيه، لكنني اصبحت ناشطه لانني رايت انه من الواجب ان اكتب ما اشعر به، لا مجرد نقل ما اري بحياديه كما يفترض ان يفعل المراسل الاخباري، واعتقد بان الانسان اذا فقد الاحساس والتعاطف مع ما يدور حوله سيفقد انسانيته.

كيف يمكنك كصحفي ان تروي القصه ان لم تشعر بها بشكل حقيقي، لذلك قررت ان اتحول الي ناشطه في حملات تسعي لتحقيق العداله لفلسطين.

وفي 2009 بعد مرورنا من معبر رفح خرجت من نافذه السياره وكنت الوح للناس بكل حماس، واهتف، وفي تلك الاثناء يبدو انني استنشقت الكثير من الغازات السامه المنتشره نتيجه القصف، وحتي اليوم ما زلت اعاني من سعال حاد، وهذا يذكرنا بحجم السموم التي يستنشقها الناس في غزه يوميا.

قبل نحو عشر سنوات كنت تستطيع رؤيه اطفال اصحاء رغم كل الظروف الصعبه التي يعيشون في ظلها، اما في الزياره الاخيره بدا الامر مؤسفا جدا ومحزنا؛ فمعظم الاطفال في وضع صحي سيئ جدا، وقليل منهم يحتفظون باسنانهم، فالمياه الملوثه والهواء الملوث ياكلان اجسامهم من الداخل والخارج، والمستوي الصحي للحياه انخفض بشكل كبير. ومع ذلك بالنسبه لي كان التواجد في غزه دائما نعمه عظيمه، واتمني لو انني استطيع العيش فيها.

وفي 2009 ايضا ذهبت في رحله علي الدراجه الهوائيه من العاصمه الاردنيه عمان الي القدس، وعبر تلال وهضاب الضفه الغربيه المدهشه التي مررت بها شاهدت كيف يتم تمزيق جسد فلسطين بالمستوطنات انه حقا امر بشع وخطير.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل