المحتوى الرئيسى

مترجم: في هوليوود «لا مفر» من العنصرية - ساسة بوست

10/19 18:08

منذ 7 دقائق، 19 اكتوبر,2015

فيلم اوين ويلسون الجديد “لا مفر No Escape” محاوله جديده لوصف الاسيويين بالاشرار ووضعهم في خانه “الاخر”

ان ذوي البشره البيضاء في هوليوود هم دائمًا الابطال، وبطبيعه الحال سيضع ذلك الامر ذوي البشره السمراء موضع الاشرار في اغلب الاحيان. ومن ثـَم نجد ان كل من القلق، والاثاره، والرهبه، بل والشعور بالخطر يتحقق عند مشاهده الافلام التي اُنتجت علي مدي عقود مضت عندما يحتوي المشهد علي شخص او اثنين من ذوي البشره البيضاء في مواجهه حشد مجهول من ذوي البشره السمراء الذين يتطاير الشر من اعينهم. كما اننا نجد ان الطقوس الدينية لغير البيض في فيلميّ “فلتحيا وتترك الموت جانبًا(Live and Let Die)  ١٩٧٣” ، و”معبد الموت(The Temple of Doom) ١٩٨٤” تتمحور حول القتل. اما في فيلميّ “سقوط اوليمب  (Olympus has Fallen)٢٠١٣”، و”ميلاد امه(The Birth of a Nation) ١٩١٥” فانه ينبغي تخليص الارض الامريكيه من الحشود المتطفله من داكني البشره المتوحشين. وفي كل من تلك الحالات المذكوره يتم تمييز الاخيار من الاشرار وفقًا للون البشره!

ويعد فيلم “لا مفر” الذي سوف يُطرح بصالات العرض الامريكيه في ٢٦ اغسطس احدث اضافه الي تلك المجموعه الشهيره من الافلام ذات الابطال البيض. وتدور احداثه -كما هو متوقع- حول المتاعب التي تواجه چاك دواير (الشخصيه التي يقوم بتمثيلها اوين ويلسون) وهو مواطن من تكساس يسافر للعمل كمهندس هيدروليكي في دوله مشؤومه ووضيعه بجنوب شرق اسيا، لدرجه انهم لم يـُعنوا حتي بذكر اسمها (رغم ان التصوير كان في تايلاند). فبمجرد ان ينزل چاك من الطائره وتطا قدمه ارض هذه الدوله يتورط هو وزوجته اني (الدور الذي تؤديه الممثله ليك بيل التي تستحق افضل من ذلك) وابنتاه في انقلاب يحدث بالبلد.

ويرتبط الانقلاب بوظيفه چاك والشركات الغربيه التي تستولي علي المصادر المائيه لتلك الدوله او شيء من هذا القبيل؛ فتفاصيل المشكله مبهمه تمامًا؛ مما يجعل دافع هؤلاء المواطنين من وراء ذلك الانقلاب اكثر غموضًا واقل تبريرًا. علي سبيل المثال فان الاشرار بيض البشره في فيلميّ “الرجل النمله”(Ant-man) و”امه مارقه(Rogue Nation) ” لهم ملامحهم وشخصياتهم؛ فهم اناس اشرار لكنهم اناس في نهايه الامر، اما في فيلم “لا مفر” فالاشرار هم ليسوا الا جماعه مطموسه الملامح ومجهوله الهويه، مما يجعل الفيلم اقرب الي افلام الزومبي اكثر منه الي فيلم (اكشن). اما الشخصيه الوحيده من داكني البشره التي يمكن اعتبارها انسانًا هو سائق التاكسي الودود كيني روجر (والذي يقوم بدوره ساهاچاك بونتاناكيت) الذي يوحي اسمه بتاثره بمغني البوب الامريكي فكونه بشرًا يتوقف علي مدي انتمائه لكل ما يتعلَّق بذوي البشره البيضاء.

ويقوم الفيلم بمحاوله خائبه كي يـُظهر ان غير البيض من الناس لهم شخصياتهم، وعائلاتهم، و ارواحهم ايضًا. فيمد بعض الجنوب شرق اسيويين يد المساعده لچاك دواير بل/او يضحون بحياتهم من اجل انقاذه هو وعائلته. وبشكل مباشر اكثر، يلقي رجل المخابرات البريطانيه الذي يقوم بدوره بيرس بروسنان خطبه تتميز بالانتقاد الذاتي عن كيف انه عجـّل هو وامثاله بتدهور حاله هؤلاء البشر الي الفوضي؛ فالغرب يقرض دول العالم الثالث قروضًا هو يعرف جيدًا انهم لن يستطيعوا ردها، ثم ينقضّ عليهم ليضع يده علي بنياتهم التحتيه ومواردهم، ويضيف هاموند ان افراد هذه الامه المجهوله يحاربون “العبوديه” وانهم يحاولون فقط حمايه عائلاتهم، مثلهم مثل چاك لا فرق.

وياله من شعور رقيق بالفعل، لكن للاسف لا يؤمن به الفيلم اطلاقًا، فلن تشعر ان جهدًا حقيقيًّا قد تم بذله لاظهار كيف يحاول هؤلاء الثوار حمايه عائلاتهم، او الطرق التي يحاولون بها مجابهه مثل ذلك المستعمر الامبريالي الذي لا يضاهونه قوه. بل انهم بدلًا من ذلك يصورون البيض علي انهم المستضعفون والمهضوم حقهم، فنري الهجوم علي السفاره الامريكيه يتم بسهوله دون الاشاره الي اي دعم عسكري امريكي جراء ما حدث.

بل اكثر من ذلك، يصور الفيلم مشهدًا حيث يتم ضرب البيض بالرشاشات من اعلي باستخدام طائرات الهليكوبتر، فيما يناقض تمامًا حقيقه الهيمنه العسكريه للقوات الجويه الامريكيه في كل المواجهات الحديثه. ولا يقتصر ذلك الامر علي فيلم “لا مفر” فقط، بل تكثر مثل تلك المشاهد ايضًا في فيلميّ “سقوط اوليمب” و“المنتقمون (The Avengers)” وافلام اخري عديده؛ فهوليوود تعشق تلك الصوره الكابوسيه المروعه ربما لانها تعطي تبريرًا للعنف الحقيقي الذي نقوم نحن (الكاتب يقصد الغرب) به.

تكرهون ان تنزلوا بمستواكم لمثل هذه التفاهات (لماذا تبدا الان؟) حسنًا، فبروسنان يعلن هذا المبرر صراحه في الفيلم؛ حين يوضح ان امريكا -وچاك بالتحديد- متورطان في تلك المكائد الامبرياليه لكنه يمضي في حديثه ليقول ان علي چاك حمايه اسرته مهما تتطلب الامر، وان ادي ذلك الي القتل. فيتجه الفيلم الي تبرير المغالاه في العنف من قـِبـَل چاك الذي هو ممثل عن امريكا، “فحشد الزومبي ذوي البشره السمراء قادم ولا يوجد مجال للتفاهم العقلاني معهم. ومن ثـَم فان الابطال الامريكان قليلي الحيله لا يوجد امامهم اي خيار غير ان يقتلوا، ويقتلوا، ويقتلوا حتي يستطيعوا ان يبقوا علي قيد الحياه”.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل