المحتوى الرئيسى

جوزيف فنجلوس: أفضل قصة تلقي الضوء على سبب فشل الانجليز في أوروبا‎ - Goal.com

10/19 17:58

  بقلم | اليف سبع   | اليف سبع  موسماً تلو الاخر تتباري الفرق الانجليزيه في الاخفاق في دوري ابطال اوروبا دون ان يستطيع احد من المحللين او الصحفيين تحديد سبب هذا الاخفاق بشكل واضح وصريح. لكن ذلك ليس امراً غريباً، فمشكله الانديه الانجليزيه مع المسابقات الاوروبيه مشكله قديمه ومعقده واسبابها متشابكه ومن الصعب تحديدها بوضوح. ولكن سبباً واحداً يتكرر دائماً في كل مره يناقش فيها هذا الموضوع وهو غرور الانجليز. السبب، وان بدا تافهاً، ولكنه بالفعل يحمل بعداً تاريخياً حقيقياً، فلولا الغرور الانجليزي لربما تاخرت فكره دوري الأبطال (او البطوله الاوروبيه كما كانت تسمي) لعده عقود اخري.حيث قامت صحيفه The Daily Mail في الرابع عشر من كانون الثاني من العام 1954 بتنصيب ولفرهامبتون واندررز كبطل العالم بعد فوزه علي نادي بودابست هونفيد، والذي كان يضم افراد الجيل الذهبي للكره المجريه ويعتبر كاحد افضل فرق القاره. رئيس تحرير مجله L'Equipe الفرنسيه جابريل هانوت، والذي كان يحلم بانشاء بطوله اوروبيه للانديه، استغل الفرصه لاطلاق حلمه واقترح، عبر صفحات  L'Equipe، اطلاق بطوله اوروبيه للانديه. لكن الانديه الانجليزيه قاطعت البطوله، بكل غرور، معتبره ان اللعب اوروبياً سوف يؤثر علي مستوي الفرق محلياً. ومع ان هذه السياسه تغيرت سريعاً، حيث شارك مانشستر يونايتد في النسخه الثانيه من البطوله الاوروبيه، لكن ثقافه الكره الانجليزيه بقت منعزله ورافضه للتغيير. ففي الوقت الذي كان يبدع فيه المجري بيلا جوتمان مع بنفيكا واستفاد فيه برشلونه من خبره الهولنديين راينوس ميتشلز ويوهان كرويف لم يتواجد اي مدرب اجنبي في الدرجه الاولي للدوري الانجليزي حتي العام 1990.حيث تمكن الاتحاد الانجليزي في العام 1990 من الظفر بخدمات جراهام تايلور مدرب استون فيلا، والذي بالرغم من نجاحه في اعاده استون فيلا الي الدرجه الاولي وقيادتهم الي المركز الثاني في موسم 89/90 لكنه تحول الي احد اسوا المدربين في تاريخ الاسود الثلاثه. رئيس نادي استون فيلا، دوغ اليس، والذي كان بحاجه لمدرب مخضرم يقود الفريق في كأس الاتحاد الاوروبي (بعد حلولهم ثانياً في الموسم السابق ورفع الحظر عن الانديه الانجليزيه بعد كارثه هيسل) فاجيء الجميع اثناء المؤتمر الصحفي الذي قدم خلاله مدربه الجديد. حيث وقف اليس في قاعه المؤتمر الصحفي وسال الصحفيين: "هل تعرفون من هو هذا؟". لكن احداً من الحاضرين لم يستطع تمييز وجه البروفيسور جوزيف فنجلوس، بالرغم من ان الرجل التشيكوسلوفاكي كان مدرباً لمنتخب بلاده الذي وصل لربع نهائي كاس العالم 1990 قبل اشهر قليله.فنجلوس، المولود عام 1936، لعب لنادي سلوفان براتيسلافا طوال مسيرته قبل ان يبدا بالتدريب في استراليا ويستلم تدريب منتخبها الوطني. بدايه فنجلوس الحقيقيه في عالم التدريب جاءت بعد عودته الي سلوفان براتيسلافا وفوزه بلقب الدوري والكاس في موسمي 1974-1975، ليضمه الاتحاد التشيكوسلوفاكي كمساعد مدرب الي الجهاز الفني للمنتخب الوطني الذي فاز بكأس أمم أوروبا في العام 1976 (اي انه كان حاضراً عند اختراع ركله البانينكا). فنجلوس تسلم قياده منتخب بلاده لفترتين (1978-1982) ومن ثم (1988-1990) وتمكن من تحقيق نتائج مميزه تخللها كذلك بعض التجارب في ماليزيا. لكن كل ذلك لم يشفع له مع الصحافه الانجليزيه او مع لاعبي الفيلانز الذين لم يوافقوا علي العادات الغذائيه التي حاول فنغلوس فرضها عليهم.البروفسور فنجلوس، والذي يحمل شهاده دكتوراه في الاعداد البدني، كان يركز كثيراً علي النواحي البدنيه معتبراً اياها الخطوه الاساسيه نحو اي نجاح في كره القدم. وكما هو متوقع فان اللاعبين الانجليز المعتادين علي شرب الكحوليات بعد المباريات واجهوا صعوبه في التاقلم مع متطلبات نظام فنغلوس الذي لم يقتصر علي منع المشروبات الكحوليه بل رافقها نظام غذائي مفصل وبرنامج تدريبي قاسي. نتائج الفريق بدات بشكل مميز في الدوري وفي كاس الاتحاد الاوروبي وابرز النتائج كانت الفوز علي انتر ميلان، والذي كان يضم بطلي العالم حينها لوثر ماتيوس ويورغن كلينسمان، بهدفين لصفر في ذهاب الدور الثاني من كاس الاتحاد الاوروبي. لكن الانتر بقياده جيوفاني تراباتوني قلب الطاوله في ميلانو وسحق الفيلانز بثلاثيه نظيفه واقصاهم لتتدهور نتائج الفريق وينهي الموسم في المركز السابع عشر. وبكل تاكيد فان الصحافه الانجليزيه القت اللوم علي اساليب فنجلوس وتحسرت علي الالهام الذي كان يقدمه تايلور للاعبيه.الغريب في الامر ان نفس الصحفيين اصبحوا الد اعداء غراهام تايلور بعد المستوي الهزيل الذي قدمه الاسود الثلاثه في بطولة أمم أوروبا 1992 وفشلهم في التاهل لكاس العالم 1994. والاهم انهم نفسهم كذلك هللوا لقدوم ارسين فينجر من اليابان في موسم 96/97 حاملاً معه نفس العادات الغذائيه والنظام التدريبي الذي كان فنغلوس يطبقه قبل ست سنوات في استون فيلا. ومن هنا تاتي مصيبه الكره الانجليزيه والتي دائماً ما تتاخر في تبني احدث الخطط التكتيكيه وتعيش دائماً في فقاعه نجاحاتها الماضيه. هذه الحاله ليست حديثه علي الاطلاق، فالخساره التاريخيه التي تكبدها منتخب الاسود الثلاثه من المجر بالسداسيه في ويمبلي عام 1953 تعتبر السبب الرئيسي في تخلي الانجليز عن اسلوب الكرات الطويله الي حد ما وتبني "الطريقه الدانوبيه" (نسبه لنهر الدانوب) والتي تعتمد علي لعب التمريرات القصيره بالرغم من ان هذه الطريقه كانت منتشره في معظم انحاء اوروبا في الثلاثينيات وذاع صيتها بسبب الاداء الخرافي الذي قدمه منتخب النمسا في ثاني نسخ كاس العالم باستخدامها. اضرار هذه العاده الانجليزيه تبدو اكثر وضوحاً في مسابقه اليوروباليج، نظراً لان فرق النخبه في انجلترا تعج باللاعبين والمدربين الاجانب. بينما مازالت الفرق المشاركه في اليوروباليج تحمل طابعاً انجليزياً. ساوثامتون، ويستهام، وهال سيتي فشلوا جميعاً في الموسمين الماضيين في تجاوز تصفيات اليوروباليج وخرجوا امام فرق اقل مستوي "نظرياً" (متييلاند الدنماركي، استرا الروماني، ولوكيرن البلجيكي علي التوالي(.فرق البريميرليج، وبالرغم من امتلاك معظمها لمدربين ولاعبين اجانب، لكنها مازالت غير قادره علي التاقلم مع نمط اللعب الاوروبي الذي تتطور في السنوات الخمس الماضيه والذي قد يكون ابطء من الاسلوب الانجليزي لكنه متطور عنه في النواحي التكتيكيه باشواط. حيث اجبرت الاستثمارات الماليه الضخمه في مجال النقل التلفزيوني الفرق والمدربين الانجليز علي اتباع اسلوب لعب سريع الايقاع تتحول فيه كره القدم الي حرب مفتوحه بين فريقين دون ان يحمل ذلك قيمه تكتيكيه مميزه. ابرز الامثله علي هذا الاسلوب هو مباراه ليفربول وتشيلسي في نصف نهائي دوري الابطال موسم 2007/2008 والتي بالرغم من الحماس الكبير الذي شهدته ونتيجتها المميزه (4-3 لتشيلسي في مجموع المباراتين) لكنها كانت سيئه من الناحيه التكتيكيه لدرجه دفعت نجم الريال ومنتخب الارجنتين السابق خورخي فالدانو لوصفها بانها تشبه "القمامه".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل