المحتوى الرئيسى

اليوم .. الذكرى الـ12 لوفاة بيغوفيتش "الرئيس الفيلسوف"

10/19 12:53

ولد علي عزت بيغوفيتش، في الثامن من اغسطس عام 1925 بمدينه بوسانا كروبا بالبوسنه ، اسم عائلته يمتد الي ايام الوجود التركي بالبوسنه، فالمقطع بيك في اسم عائلته هو النطق المحلي للقب "بك" العثماني، ولقبه عزت بيغوفيتش يعني علي بن عزت بكو .

وهو اول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء الحرب. وكان ناشطا سياسيا بوسنيا وفيلسوفا اسلاميا، والف عده كتب اهمها الاسلام بين الشرق والغرب.

تسلم بيغوفيتش رئاسه جمهوريه البوسنه والهرسك في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1990 الي 5 اكتوبر 1996 بعد التوقيع علي اتفاقيه دايتون، ومن ثم اصبح عضواً في مجلس الرئاسة البوسني من عام 1996 الي عام 2000، وقد انهت اتفاقيه دايتون الحرب ووضعت اسس تشكيل رئاسه حكوميه ثلاثيه الاطراف تضم المسلمين والصرب والكروات في البوسنه والهرسك تحت مسمي مجلس الرئاسه البوسني.

خاض علي عزت بيغوفيتش قبل توليه رئاسه البوسنه والهرسك العديد من الصراعات مع خصومه من الشيوعيين واليوغوسلافيين والصرب. كانت هذه الصراعات تتمحور بين صراعات سياسيه رافضه للاحتلال والتي كان ثمنها السجن، او صراعات فكريه كان هدفها تجديد الفكر الاسلامي في دوله تخضع لاحتلال شيوعي.

ونشا بيغوفيتش في وقت لم يكن في البوسنه والهرسك التعليم الديني جزءًا من المناهج الدراسيه، وكان علي وعي باهميه ان يتعرف علي دينه ويقرا فيه قراءه مستفيضه، فاتفق هو وبعض زملائه في المدرسه ان ينشئوا ناديًا مدرسيًا للمناقشات الدينيه سموه "ملادي مسلماني" اي "الشبان المسلمين"، التي تطورت انشطتها لاحقًا لتشمل الاعمال الاجتماعيه والخيريه، وضمت قسمًا للفتيات المسلمات.

واستطاعت جمعيه "الشبان المسلمين"، اثناء الحرب العالمية الثانية، ان تقدم خدمات فعاله في مجال ايواء اللاجئين ورعايه الايتام، كما تطورت معرفيًا من افكار جاء بها بعض الطلاب البوسنيين الذين تعلموا في الازهر بالقاهره، وحينما احتلت النازيه الالمانيه مملكه يوغسلافيا واحالتها جمهوريه فاشيه، قاطعت جمعيه "الشبان المسلمين" النظام الفاشي، فحرمها هذا النظام من الشرعيه القانونيه.

قال عنه المفكر الكبير الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري: "هو مفكر ورئيس دوله، يحلل الحضاره الغربيه، ويبين النموذج المعرفي المادي العدمي الكامن في علومها وفي نموذجها المهيمن، ثم يتصدي لها ويقاوم محاولتها اباده شعبه؛ ولكنه في ذات الوقت يستفيد من اجتهادات المفكرين الغربيين المدافعين عن الانسان، ولعل ايمانه بالانسان الذي ينبع من ايمانه بالله وادراكه لثنائيه الطبيعه البشريه، هو الذي شد من ازره الي ان كتب الله له ولشعبه النجاه، وهو الذي مكنه من ان يلعب هذا الدور المزدوج.. دور المجاهد والمجتهد، ودور الفارس والراهب".

وعلي هذا فقبل كون علي عزت بيغوفيتش، رئيسًا، فقد كان فليسوفًا ومفكرًا كبيرًا عني بدراسه العلاقه بين الشرق والغرب، وماهيه الاسلام، وله مؤلفات مهمه في هذا السياق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل