المحتوى الرئيسى

فضيحة مدوية للإمارات في بريطانيا

10/19 09:44

القت صحيفه «ميل اون صنداي» في تقرير لها  الضوء علي  اللوبي الذي عمل لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة لتحسين صوره البلد في الاعلام وملاحقه المعارضه السياسيه و«الاخوان المسلمين» وانتقاد دولة قطر والتاثير علي قرارت الدوله والاعلام.

وقالت الصحيفه ان الامارات العربيه مولت شبكه اقامت علاقه بشخصيات مؤثره في صناعه القرار في بريطانيا والامارات وتضم عددا من المسئولين البارزين في حكومه ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني وذلك من اجل التاثير علي القرارات السياسيه بطريقه تخدم مصالح دوله الامارات ولمواجهه المنافسين لها في الشرق الاوسط.

وقالت ان الشبكه نجحت في استهداف صحف وصحفيين عاملين في هيئة الإذاعة البريطانية ـ «بي بي سي».

وكتب احد الاشخاص الذي ساهموا في الحمله مهاجما وبصراحه دوله قطر المنافسه للامارات.

وكشفت الصحيفه ان الامارات لعبت دورا مهما في قرار كاميرون التحقيق في نشاطات جماعة الإخوان المسلمين في مصر وايديولوجيتهم ومهاجمه الناشطين الذي كشفوا عن سجل البلاد الفقير في حقوق الانسان.

وبحسب مجموعه من الوثائق حصلت عليها الصحيفه فقد وقعت الامارات عقدا بقيمه 60.000 جنيه استرليني مع شركه علاقات عامه وهي «كويلر كونسالتنس» والتي يملك جزءا منها لورد تشادليغتون، مدير فرع حزب المحافظين في منطقه كاميرون الانتخابيه ويتني في اكسفورد شاير.

وبحسب العقد ومدته 6 اعوام فمهمه كويلر هي «نشر وتحقيق اهداف السياسة الخارجية للامارات». مضيفا ان «كل النشاطات التي ستتم كجزء من هذا العقد ستتم بسريه تامه».

وتظهر الرسائل الالكترونيه ان موظفا في كويلر التقي مع صحفي وقدم له ملفا يحتوي علي نتائج «بحث»لاستخدامه في مقالاته واخبره ان هذا «البحث لا علاقه له بالاماراتيين الذين يمولون عقد شركته قائلا ان هؤلاء لا يعرفون شيئا عنه. ولكنه قام بعد اللقاء مباشره باخبار المسئولين في شركته والاماراتيين ووعد بمواصله اتصالاته مع الصحافي.

وكان مسئولو الشركه واعين بالضرر الذي احدثته تصرفات كهذه لانها تؤثر علي حمله العلاقات العامه وتعطي صوره بعبارات مسئول في الحمله ان الامارات تتدخل بالشؤون الداخليه البريطانيه.

وكشف تحقيق الصحيفه انه عندما بدا العقد عام 2009 كان المستشار البارز للامارات في بريطانيا هو المؤسس المشارك لكويلر جوناثان هيل او لورد هيل وهو من المقربين لكاميرون والذي عينه مفوضا لدي الاتحاد الاوروبي مسؤولا عن الاستقرار المالي. اما صله الوصل الرئيسيه في العقد فقد كان المسئول السابق في الخارجيه جيرارد راسل وهو خبير في شؤون العالم العربى. واختاره بلير لكي يتراس «وحده الاعلام العربي» في وزاره الخارجيه بعد هجمات9/11.

وكان راسل هو الشخص الذي ارسل رسائل الكترونيه لمسئوليه في لندن والامارات متفاخرا بانه قدم معلومات لصحافي يعمل في صحيفه «صنداي تلغراف» وهو اندرو غيلغان واخفي عنه انه يعمل لصالح الامارات.

كما قدم راسل معلومات الي المعلق في الصحيفه نفسها، كون غوغلين ورتب لقاءات مع الصحفي بول ادامز من «بي بي سي» ووصف اللقاء في واحده من رسائله بانه كان «رائعا».

وقالت الصحيفه ان شخصيه مهمه لها علاقه بجهود الامارات داخل بريطانيا تعاونت مع كويلر، وهو مدير نادي «مانشستر سيتي» سايمون بيرس المسئول عن متابعه صوره الامارات في الخارج ويعمل مع صاحب النادي الإماراتي الشيخ خلدون المبارك وهو نفسه مدير اداري لشركه «مبادله» السياديه في ابوظبي وهي التي تدفع مليون جنيه استرليني لبلير في العام لقاء خدمات استشاريه.

وعبر بيرس عن سروره من مقالات كتبها غليغان العام الماضي وهاجم فيها قطر وزعم انها تدعم الارهابيين. وارسل بيرس رسائل لزملائه البارزين في الامارات قائلا ان «المقالات هي نتاج جهودنا وستغير اللعبه في كيفيه فهم البريطانيين».

وتم التركيز علي صحافي اخر من قبل شركه كويلر وهو روبرت مينديك الذي كتب عددا من المقالات هاجم فيها قطر وزعم انها تمول الارهاب.

وارسل بيرس رسالته ايضا لانور قرقاش، وزير الدوله في الخارجيه الاماراتيه وارسلها لخالد بن محمد بن زايد نجل ولي عهد ابوظبي، المسئول عن مراقبه الناشطين وعن المخابرات وتتهمه منظمه العفو الدوله ـ امنستي انترناشونال ـ بتعذيب وسجن المعارضه.

وتقول «ميل اون صنداي» انها حصلت علي عدد من الرسائل الالكترونيه من شخص ولم ينف بيرس او يؤكد صحه هذه الرسائل.

وتعلق الصحيفه علي ان شركات اللوبي «الاستشاريه» يظل عملها غامضا، وهي تسمح للافراد والدول والشركات الغنيه شراء التاثير من الحكومه والاعلام.

وبعد فضيحه «المال من اجل توجيه اسئله» في التسعينات من القرن الماضي والتي دفعت فيها شركات لوبي للنواب لكي يطرحوا اسئله نيابه عن زبائنها في البرلمان شكل العاملون «جمعيه الحرفيين للاستشارات السياسيه» والتي حددت معايير عمل شركات اللوبي واكدت علي الوضوح والدقه.

وتقول الصحيفه ان راسل وعباس بوتاني وهو رجل علاقات عامه عمل في الخدمه الصحيه التقيا مع غليغان في 4 مارس 2014 حيث كان راسل لا يزال يعمل مع عقد الامارات منذ عامين.

وتشير الصحيفه انه وكويلر حاولوا اقناع الحكومه عام 2012 لالغاء متطلبات التاشيره عن الاماراتيين.

وبالضروره كان غيليغان يعرف ان كويلر تعمل لصالح وزاره الخارجيه الاماراتيه لان «جمعيه الحرفيين للاستشارات السياسيه» تطلب من كل شركه تشجيل اسماء عملائها ولكن راسل اكد له انه لا يعمل مع الامارات.

رغم ان راسل بعد المقابله مع غيليغان كتب لانور قرقاش في الخارجيه والمسئول السياسي في سفاره الامارات في لندن محمد الحربي وميدير كويلر جون ايزنهامر وجاء فيها «وضحنا اننا لا نعمل مع الامارات وان الاخيره لا علاقه لها بالموضوع»، واضاف «اتوقع ان نري شيئا ينشر نتيجه للقاء ونقترح تطوير العلاقه مع غيليغان وتقديم معلومات له علي قاعده منتظمه».

وتحدث راسل مع غيليغان عن المتشددين المقيمين في قطر ووضع المعارضه الاماراتيه المقيمه في لندن.

ومن بين الشخصيات المهمه التي اثارت اهتمام راسل كان روري دونغاهي الاستاذ في قانون حقوق الانسان في جامعه لندن والذي اسس في لندن «مركز الامارات لحقوق الانسان» ويكتب مدونه عن وضع حقوق الانسان في الامارات. وتفاخر راسل في رسالته الالكترونيه من انه قدم لغيليغان معلومات عن دونغاهي وعلاقته «بالمتطرفين» وهو ما ينفيه بالقطع دونغاهي.

واشار في رسالته للمسئولين الي مدير «مانشستر سيتي» بيرس المسئول عن تحسين صوره الامارات في الخارج وقال «اخطط لارسال خطه تشرح كيف يمكننا مواصله عمل من هذا النوع وبناء علاقات مع صحفيين يمكن الوثوق بهم في المستقبل. واعتقد ان سايمون ربما كان مهتما بعقد اللقاء، هل اتصل به؟»

وكان سايمون بيرس مهتما فقد كتب عن مقالات غيليغان التي اتهم فيها قطر وكذا ميندك الذي قدم نفس المزاعم وهي ما تنفيها قطعا دوله قطر.

ففي الصباح الذي ظهر فيه التقرير كتب بيرس فيه الي سكرتير بن زايد وقرقاش «بوم/خبطه» «سموكم، الدكتور قرقاش رايت ان اطلعكم علي نتائج جهودنا وستغير اللعبه في فهم بريطانيا».

مع ان بيرس كان متحفظا في البدايه، ففي 25 مايو كتب له راسل وقرقاش والحربي حول الاخوان المسلمين وهم حلفاء جماعه الاصلاح في الامارات.

وقال انه سيكتب الي روجر بويز المعلق في «التايمز» الذي يبدو متعاطفا مع الاخوان ويخبره انهم ليسوا معتدلين بل متطرفين.

وفي الرساله تحدث عن علاقته الوثيقه مع غوغلين من تلغراف «ونحن في اتصال مع كون (غوغلين) ولكنه تجنب الحديث عن الامارات في اثناء اللقاء».

وجاء رد بيرس متحفظا حيث اشار مخاطر علاقه كويلر مع السفاره الاماراتيه مما سيخلق انطباعا «اننا نتدخل في الشؤون الداخليه لبريطانيا».

وتقول الصحيفه ان الشركه تكفلت بموجب العقد بتوفير الخدمات للجان البرلمانيه ذات العلاقه بالبرلمان. وكما وتكفلت بمصاريف رحلات النواب واللوردات والصحافيين الي الامارات.

وفي الحقيقه، ففي الوقت الذي كتب فيه بيرس رسالته كانت الشركه قد حققت نصرا مهما في مجال السياسات.

ويقول لاعب دبلوماسي ان الضغط الدبلوماسي الاماراتي الذي مورس بالتزامن مع الضغط السعودي والديكتاتوريه العسكريه المصريه كان وراء اقتناع كاميرون وقراره قرار التحقيق في الاخوان في الاول من نيسان/ابريل 2014.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل