المحتوى الرئيسى

مصر رمز "الميزان".. ولسه العدل غياب - بروفايل

10/18 11:48

في اخر انتخابات برلمانيه سبقت ثوره الخامس والعشرين من يناير، تهيا المترشحون لمجلس الشعب للنيل بمقاعد البرلمان، جهزوا عتادهم المحسوم نتائجه للحزب الوطني، فيما كانت النار تغلي بالعروق بعد واقعه مقتل الشاب العشريني ابن الاسكندريه "خالد سعيد" علي يد امناء شرطه في 6 يونيو 2010، واتهامه بانه "بلع لفافه بانجو"، حينها خرجت دعوات مواجهه زيف "العرس الانتخابي" الذي لم يات باي ثمار طيله 30 عام بانتخاب رمزي لـ"شهيد الطوارئ" مانحين له رمز "الميزان"، واستوت كفتيه بمطلبين "لا للتعذيب.. لا للطوارئ"، وعلت الاصوات "البلد دي بلدنا" وليس عن "العدل" بديل.

يعتبر الكثير ان العدل والميزان كلمه واحده، اذا ذكرت الاولي انطبع بالعقل صوره الثانيه، حتي ان الالسن جمعتهم في جمله شهيره "الميزان رمز العدل"، تداولت حتي بات وقعها مثل تحيه الصباح، يلقنها الاستاذ للتلميذ، ويتمازح البائع حين يتهمه المشتري بالتلاعب "الميزان مبيكدبش"، بينما رفعها السياسيون شعارا، قريب لنفس المصريين، خفيف علي لسانهم، غير انه طالما كان بعيد المنال، ثقيل علي الرضوخ لقواعده.

المعروف ان "الميزان" يتارجح بالاشياء، يوزنها، يعطيها مقدارها، حقها، كانه خُلق ليكون حرا، منفردا بلا مساس، الا من موازين دقيقه تليق بعمله، لكن العقول الفاسده ما تركته دون انتهاك، تلمع عيناها بميل كفتيه، تتنازعه الايدي، يزعم كل منها قوامها علي العدل، تتخذه رمزا، ملحق بتبرير مُلجم "ان اريد الا الاصلاح ما استطعت"، قولها محفوف بالصخب، فيما الفعل بلا طحين، تصيح بكرهها للمطففين، وما فعلها عنهم ببعيد.

حين قامت الثوره، كانت قد سامت تحمل "الجمل" – رمز اشتهر به الحزب الوطني في الانتخابات، وعلت الاصوات وبقدر صداها حلق الامل والحلم، بسماء مصر جديده، تضع اقدامها علشي اعتاب واد الفساد، واحتضان اهلها بعد سقوط "كدابين الزفه"، كرهت النفوس رؤيه "الهلال" –رمز الحزب الوطني في الانتخابات- وهي الحريصه علي موروثاتها، تاكدت انه لم يكن يوما كما زعموا "من اجلك انت ومستقبل اولادك" بل من اجلهم هم، لتتلقف ثاني القوي السياسيه المنظمه بعد الحزب الحاكم لثلاثين عاما مقاليد الانتخابات الرئاسيه، ويسقط مع "الاخوان" المعني المرجو، باتخاذهم "الميزان" شعارا، فما رجحت كفتهم، وما استقام العدل.

مره ثانيه كُرّهت النفوس فيما تحب، وبات التكرار ابتذال للمعني، ونالت نار الغضب من الكثير، اعتبروا "الميزان" رمز موصوم، لا يحق له التواجد في قائمه المرشحين لانتخابات مجلس الشعب 2015، وبلغ الامر الي خروج اللجنه العليا للانتخابات لتاكيد انه بين قائمه رموز المرشحين، وان المرشح له الحريه في اختياره من عدمه، غير ان رموز المرشحين الفرديين والقوائم خلت من كل الرموز سابقه العهد، واتخذت من شعارات "التغيير" والعهد الجديد، وحب مصر وغيرها بديلا، مقابل خروج الاصوات مره اخري بعد خمس سنوات بقوائم رمزيه تفاعليه تحت اسم "افرجوا عن مصر" للحديث عن "المعتقلين"، رافعين الشعار ذاته "تحيا مصر بالعدل".

"ا.لـ.م.يـ.ز.ا.ن" كلمه من سبعه احرف، ما اسهل كتابتها، لكن الطريق اليها يبعد يوما تلو الاخر، بمؤشرات تؤكد ان الميزان لا يستقم الا بالرسم الموضوع علي مبني دار القضاء العالي، او خلف القضاه بساحات المحاكم، فيما خارجه تصدح التقارير ان نسبه الفقر تشمل اكثر من ربع السكان –وفقا لاخر احصاء للجهاز المركزي للتعبئه العامه والاحصاء 2012/2013، وان مصر رقم 100 بين 144 دوله في مؤشر تحقيق المتطلبات الاساسيه للبنيه التحتيه، فيما تحتل الترتيب 97 في تحقيق المتطلبات الاساسيه من صحه وتعليم، اما حريه الصحافه فهي الدوله رقم 158 من 180 دوله –حسب جهاز الاحصاء، فيما يُبح صوت الجهات الحقوقيه للافراج عن "المعتقلين" علي خلفيه احداث سياسيه المقدر عددهم بالالاف، والمختفين قسريا البالغ عددهم وفقا للمجلس القومي لحقوق الانسان في اخر تقرير اكثر من 163 حاله بين شهري ابريل ومايو، في الوقت الذي تخرج بها الجهات المسؤوله، ووزاره الداخليه نافيه انتهاكات.

لم يستقم "الميزان" يوما، طالما كان مختلا، رغم اختلاف القائمين عليه، يُنادي بميزان من دهب، فيما يستحضر اخر، لا تُعرف هويته، ولا اي كفه ترجح، يُسال عن موازينه، فتاتي الاجابه "القانون.. مفيش حد فوق المسائله"، بينما تتكالب يوما تلو الاخر اسهم الفاسدين، اصحاب "الصوت العالي"، والايدي المدرجه بالدماء، والاموال سيئه السمعه، تنبش بمخالبها مكانا لها علي كفتيه، تزيح المنادون بـ"الميزان" بينما يقفون علي حافه هاويته. 

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل