المحتوى الرئيسى

المغربي محمد ربيعي أول عربي يتوج ببطولة العالم في الملاكمة

10/17 13:23

قبل الخامس من اكتوبر، موعد انطلاق بطولة العالم للملاكمه في الدوحه القطريه، لم يكن اسم محمد ربيعي معروفاً لدي عامه المغاربه وباقي متتبّعي هذا الفن علي الصعيد العالمي. ولكن مع توالي ايام البطوله، تساءل كثيرون حول هذا الشاب، ليجيبهم مساء الخميس 15 الشهر الجاري بتغلبه علي حامل اللقب الكازاخستاني "دانيار وليسينوف"Daniyar Yeleussinov وبتتويجه بلقب بطل العالم في وزن 69 كلغ. ووصف هذا الانجاز بانه غير مسبوق، لكون افضل انجاز للملاكمه المغربيه في هذه البطوله كان عند محطه نصف النهايه سنه 1995 في برلين الالمانيه، عندما فاز الملاكمان "حميد بالرحيلي" و"محمد المصباحي" بالميداليتين البرونزيتين.

قبل تتويجه باللقب العالمي، كانت الالعاب الاولمبيه المحطات الوحيده التي تالقت فيها الملاكمه المغربيه بنيل ثلاث ميداليات برونزيه في دورات 1988، 1992 و2000، باستثناء اللقب العالمي لبطوله الشبان عام 2007 التي فاز بها الملاكم المغربي المهدي وثين.

وبعد مرور عامٍ علي دوره برشلونه الاولمبيه 1992، التي منحت المغرب الميداليه البرونزيه الثانيه بفضل الملاكم "عبد الحق عشيق"، سيعرف حي "الصافي"، في منطقه البرنوصي (الدار البيضاء) الطفل محمد ربيعي. ومحمد الذي ترعرع في كنف اسره متواضعه جداً، وفي حي شعبي، زاول رياضه الصغر بالاحياء وهي كره القدم، واختار في سن الثامنه ممارسه الملاكمه.  وكان الوالد الذي يشتغل في سلك الامن العمومي يرافقه الي مقر النادي لخوض التدريب. حمل الربيعي القفاز تحت اشراف الملاكم السابق "الحرفي الغزواني"، بدون ان يعي انه سيكون في يوم من الايام بطلاً للعالم.

صفه الهدوء التي تميّز ربيعي دفعت ببعض رفاقه في هذه الرياضه للجزم بانّه لن يواصل مشواره الرياضي الذي يتطلب، بحسب البعض منهم، الشراسه. غير ان بطل العالم في وزن 69 كلغ دحض كلام اصدقائه مؤكداً انّ الهدوء سره الاساسي لهزم خصومه.

في سن 15 عاماً (عام 2008)، توّج ربيعي باول لقب في مشواره واصبح بطل المغرب لفئه الفتيان. حافظ علي اللقب في السنه التاليه ليحصل علي لقب المغرب لفئه الشبان عام 2009 ويحتكر بعدها لقب فئه الكبار.

اما علي المستوي الافريقي، دشن صعوده الي منصه التتويج سنه 2010 في الكامرون بالفوز بالميداليه الفضيه لبطوله افريقيا للشباب. وانطلق برحله الذهب الدولي والافريقي من الجزائر، عندما فاز بذهبيه الدوري الدولي سنه 2009، لينال بعدها بسنتين ذهبيه دوري تونس الدولي للشباب، ثم الذهبيه الافريقيه عن الفئه نفسها عام 2011. سيواصل ربيعي نجاحه في الدوريات العالميه، ليهدي الي المغرب لقباً افريقياً عندما نال ذهبيه بطوله افريقيا للكبار.

ويقول "هشام محفوط"، ملاكم سابق وعضو لجنه التواصل والاعلام في جامعه الملاكمه المغربيه، ان محمد ربيعي بدا يثير انتباه المتتبعين والمسؤولين المغاربه منذ 2011 لدي فوزه بلقب البطوله الافريقيه للشباب التي نظّمت بعاصمه المغرب الرباط. واضاف محفوظ لـرصيف22: "شخصيه ربيعي المهذبه والعصاميه جعلت الاداره التقنيه للمنتخبات الوطنيه تتنبا لهذا البطل الواعد بمستقبل زاهر"، موضحاً انّ "فوزه بلقب البطوله الافريقيه صيف السنه الجاريه باكادير ارسل اشارات واضحه علي اننا ننتظر بطلاً عالمياً في القريب العاجل".

وقال الحرفي الغزواني، مدرب فريق الرشاد البرنوصي للملاكمه، ان سمه الهدوء التي كانت تميّز شخصيه ربيعي مكّنته من التفاعل بسرعه مع هذه الرياضه التي تعتمد تمارين قاسيه. واضاف مدرّبه الاول لـرصيف22 انه لم يفاجا لما حقّقه البطل ربيعي مشيراً الي انّه كان يتوقّع له تحقيق احد الالقاب، سواء في الالعاب الاولمبيه او في بطوله العالم.

وتابع الحرفي: "ربيعي كان يتجاوب بسرعه مع برامج التدريب كما كان، عندما ينهي حصص التدريب، يتابع عبر الانترنت مبارزات لملاكمين عالميين. وكان قدوته الملاكم الكوبي "اغليسياس ستالونغو" Iglesias Sotolongo، اذ كان يكرّر مشاهده نزالاته عبر النت. وشاءت المصادفات ان التقاه في منافسات دوري دولي سنه 2011 نُظّم بالمغرب، وكانت الغلبه لاغليسياس".

لكي يتحقق حلم الملاكم ربيعي بالصعود الي منصه التتويج العالمي، كان لا بدّ له من تقديم مجموعه من التضحيات، اولاها، يقول محمد ربيعي: "الانقطاع عن الحياه العاديه والانخراط في برامج تدريبيه صارمه". ويضيف ربيعي لرصيف22، مباشره بعد وصوله الي مطار محمد الخامس في الدارالبيضاء، انّ فوزه بلقب بطل افريقيا جعله يفكّر بشكل جدي في هدفين، اولهما الذهاب بعيداً في بطوله العالم بالدوحه، والثاني التتويج بذهبيه اولمبياد ريو دي جنيرو في البرازيل، صيف السنه المقبله. واضاف البطل العالمي، انه اليوم حقّق نصف حلمه في انتظار اتمامه في دورة الألعاب الأولمبية، مشدداً علي انّه يرغب في نيل الذهبيه، لان هناك ملاكمين مغاربه سبقوه الي احراز الميداليات البرونزيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل